اسمي مصطفى محمود: سيرة التحولات > مراجعات كتاب اسمي مصطفى محمود: سيرة التحولات > مراجعة [email protected]

اسمي مصطفى محمود: سيرة التحولات - وائل لطفي
تحميل الكتاب

اسمي مصطفى محمود: سيرة التحولات

تأليف (تأليف) 3.5
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

العمل : اسمي مصطفي محمود ( سيرة التحولات )

الكاتب : وائل لطفي

دار النشر : دار كلمة للنشر و التوزيع

تحولات أنهكت الشعوب و لم يرحمها ملوكهم : فالشعوب على دين مولكهم "

عندما نحتاج إلى التعبير عما يجول في خاطرنا من أراء قد تكون شائكة و نتوقع هجوماً من بعضهم كأننا أخطأنا في جوهر الدين نلجأ إلى فن الرواية فهي الملاذ الآمن لنا لنطلق العنان لخيالنا ليتحدث عن حقائق نود أن نعلنها صراحة و لكن نفتقد لثقافة قبول الآخر.

إن آفة شعبنا هي تقديس الشخصيات التى إلتصقت بالدين و كأنهم خط أحمر لا مساس بهم و أي إساءة لهم هي إساءة للدين و الدين براء من ذلك فلا يوجد من هو فوق النقد من البشر .

هذا العمل هي دعوة للتحرر من تلك الأفكار المغلوطة، فالإنسان في جوهره غير معصوم من الخطأ و لا يخلو قلبه من شهوات الدنيا و حب الشهرة .

لست مع كل ما جاء به الكاتب و لست ضده و لكني مع حرية إبداء الرأي مكفولة للجميع مع الالتزام بأخلاقيات و قواعد النقد خصوصاً مع شخصيات أثرت في قلوب و عقول الكثير .

تخيلت العنوان بعد ذلك أنا مصطفي محمود فخلال الرواية تجد دائماً البطل يتحدث بضمير " أنا " مما يدل على تعظم الإيجو لديه.

لماذا مصطفي محمود ؟ لأنه رمز لتلك الفترة الزمنية التى شهدت تحولات كثيرة في المجتمع المصري و كان لها تأثير مباشر في تشكيل شخصية شعب بعد التجربة الناصرية و ما صاحبها من تعثرات و أزمات و أحتاج السادات إلى أدوات لمحو ما خلفه عبد الناصر رغم تغنيه بعبد الناصر و تجربته لكنه ذكاء رئيس فلجأ إلى صنع تلك الأدوات و تلميعها حتى يواجه الشيوعيين و اليساريين و يضرب هؤلاء بهؤلاء و ينفرد بالحكم دون عناء و لكن السحر انقلب على الساحر .

كان من الممكن أن يكون العنوان : اسمي الشيخ محمد متولى الشعراوي أو اسمي الدكتور زغلول النجار أو شخصيات اخري تحمل نفس المفهوم و كل لبيب بالإشارة يفهمُ .

هذا العمل تم بذكاء شديد من الكاتب و أتمنى أن يفتح الباب أمام الكثير ليعيد التجربة بنفس النمط فهناك شخصيات كثيرة تحتاج إلى السرد بتلك الطريقة ربما يوما ما نرى رواية باسم : أنا جمال عبد الناصر فهناك الكثير ليقال فيها فبعد مرور كل تلك السنوات وضح كم الخسائر التى خلفتها الهزائم التى لحقت بنا في عهده و كثير من القرارات المصيرية التى أخذت بشكل فردي و حياة المجتمع و تأثرها بها سلباً و ايجاباً

تم تصنيف العمل كرواية يجعلها المظلة الآمنة ليكتب المؤلف ما يشاء دون أن تقع أي مسؤولية على المؤلف ليبدع و يمتعنا بأسلوبه و حقائق خفية عن تلك الفترة ربما كثير منها حقيقة و ربما خيال من الكاتب أو خبرته عن قرب من تلك الوقائع.

هنا يتقمص الكاتب شخصية صاحب السيرة و يتحدث بالنيابة عنه ليخرج لنا صوت مصطفي محمود الداخلي الذي لم نسمعه من قبل لنرى شخصية أخري خلاف ما رأيناه من خلال أعماله و برامجه و مقالاته.

اللغة كانت سلسلة و بسيطة بشكل يميل إلى الاسلوب الصحفي غير الممل و السرد كان ممتع و جذاب

محطات في حياة مصطفي محمود بدأً من الحقبة الناصرية مروراً بالسادات ثم ختاماً بعهد مبارك

في عهد عبد الناصر يوضح الكاتب أن بطل روايته كان يكره عبد الناصر أشد الكره يعود ذلك إلى عدم التقدير و تفضيله هيكل عليه الذي كان يكرهه لعلو مكانته عنه.

ليأتي بعده السادات ليرد له حقه و لكن السادات يختاره ليؤسس دولة العلم و الإيمان، انتهاءاً بعهد مبارك الذي خفت فيه نجمه و انعزل في منزله حتى رحيله.

مصطفي محمود صاحب قدرات متنوعة فهو متفوق دراسياً بدخوله كلية الطب رغم بدايته الصعب في المرحلة الابتدائية و لكنه تفوق على نفسه و كاد عشقه للعلم يقضي على حياته باحتفاظه بجثة أسفل سريره تضررت رئته بالفورمالين الذي جهل تأثيره ثم ابتعاده فترة العلاج حتى أنهى دراسته.

استغل تلك الفترة في اطلاعه على الثقافة و اكتشاف مهاراته في الكتابة و التأليف كما اكتشف من قبل قدرته على الغناء .

كان إبعاد عبد الناصر له عن الكتابة له أثر إيجايبي في زيادة انتاجه الأدبي و مع استمرار صرف راتبه مما وفر له الفرصة على ذلك ليواصل إبداعه .

" تعرفت على صديق لي في المدرسة و أنا في الصف الخامس قال لي أين تذهب بعد المدرسة فقلت الجامع قال تعالى معي إلى مكتبة البلدية ، ذهبت معه فعلا و اكتشفت أشياء أخرى غير التي يقولها لنا شيخ المسجد "

من أجمل فقرات الرواية و تحمل معاني كثيرة منها نوعية الصداقة و الاعتياد على زيارة المسجد و اطلاعنا على القراءة و الثقافة في سن صغير و هو ما تلاشى في أيامنا هذا و نسأل كيف وصل الجيل الحالي لهذا المستوى أين المبدعون و أصحاب الفكر و التميز ؟

اذا ألقينا نظرة حاليا على متصدري المشهد و الإعلام من أصحاب العمامات و الشيوخ و العلماء أو البرامج و الصحافة ستجد نفسك مدفوعاً دون قصد لتمجيد شخصيات الماضي الذين ننتقدهم الآن أن الأمر يسوء كلما مر الزمان رغم كل هذا التقدم في وسائل التواصل و إتاحة المعلومة و زيادة حرية الرأي خلاف الفترة الناصرية العصيبة .

الإعجاز العلمي في القرآن الكريم و قصة ظهوره و تمويله الضخم، تغير رأي فيه فيما بعد فعزفت عن متابعة مروجيه رغم أنها كانت الأداة السحرية التى جذبت جمهور عريض لقراءة مقالاته و برنامجه العلم و الإيمان و صبغه بالصبغة الدينية فالإيمان بالله يكون بالقلب لا العقل لأنك تؤمن بالغيب لا بقرائن ظاهرة أن اختلفت يختلف إيمانك.

أصبح مصطفي محمود أشد توهجاً في عصر السادات فاعتبر نفسه هيكل السادات و لكن الرئيس استغله كأداة ليصد بها هجوم الشيوعيين عليه كما فعل مع غيره مثل الإخوان و قد شبه مصطفي محمود نفسه بسيد قطب كمفكر و لكن يختلف عنه ابتعاده عن الفكر المتطرف و يتضح هذا التشابه في التحولات الفكرية التى حدثت له من الإلحاد إلى الإيمان ، لا أرى ذلك اضطراب في الشخصية لأنها مراحل كثير منا مر بها، فلا يضر أن تنتقل من محب للغناء و الفن ثم إلى التفقه في الدين أو العكس ، الاضطراب ألا تعي ما تريد و لا تضح معالمك في النهاية.

مَن مِنا لم يمر بتلك التجارب، فكلنا تابعنا برنامج العلم و الإيمان و قرأنا لمصطفي محمود و انبهرنا بزغلول النجار و لكن بعد فترة وجدنا أن كل ذلك كان مراهقة فكرية و انتقلنا لمرحلة أخري أكثر نضجاً فلا نتبرأ من ماضينا.

أما قصة إلحاده ثم إيمانه بعد ذلك و صدور كتاب حوار مع صديقي الملحد فقد يتخيل البعض أنه حجة على الملحدين و قد استشهد أحد المؤلفين في كتاب عن الإلحاد بثلاثة شخصيات اعترضت على وجودهم منهم مصطفي محمود و زغلول النجار و الشعراوي لضعف الحجة.

كيف بدأت قصة برنامج العلم و الإيمان و كيف انتهت و الدول التى كانت تموله حتى حصل الخلاف و توقف بعدها البرنامج الذي يعد البرنامج الأشهر في التلفزيون المصري بموسيقته الخلابة كانت من أهم الفقرات و كيف تلعب الرأسمالية دور كبير في الإعلام و تحريك العقول.

و من أين جاءت أموال مسجد و جمعية مصطفي محمود لا شك من التبرعات نظر لشعبيته الكبيرة فى الخليج و لا ننكر دور تلك الجمعية في الأعمال الخيرية داخل المجتمع المصري.

ما كان يشتكي منه بطل الرواية من الاقصاء و الإهمال قد مارسه عندما واتته الفرصة و تملك القوة فقد هاجم الشيخ كشك و هاجم كل من انتقده بل رفض النقد و اعتبر نفسه في مكانة اعلى كما كان يفعل هيكل و مارس الاقصاء مع التيار اليساري تنفيذاً لتوجيهات الدولة متمثلة في السادات دون مواجهة أو مناظرة فكرية.

يعيب العمل بعض التكرار، ربما مقصود لتؤكد وجهة نظر الكاتب عن البطل مم يدفع القارئ ليتشرب نفس الشعور و هناك فقرات أخرى أظهرت البطل بشكل ساذج فلا يمكن أن يكون تفكيره بتلك السطحية في بعض الأمور فمهما كان فهو كاتب و له فكره الخاص و لم يغفل الكاتب عن إنصافه في بعض المواضيع فترك الفرصة له ليدافع عن نفسه في أزمة الشفاعة .

الرواية تحمل كثير من الأفكار التى يمكن مناقشتها و تسليط الضوء عليها حتى نخرج بفائدة و تحقيق الهدف منها و لكن لا يمكن حصر كل ذلك في مقال واحد، لذلك يجب دراسة سير و حياة الشخصيات التى أثرت في المجتمع سلباً و إيجاباً.

كانت نهايته كما كانت بدايته غاضباً و ساخطاً على كل شئ فقد انعزل عن جمهوره بدأُ من وقف برنامجه العلم و الإيمان الذي كان بمثابة حياة له، مما دفعته للإنعزال.

" تلاشت الأحداث و الأسماء و غابت الأضواء مرت السنون و أنا غارق في بحر النسيان و ركبت زورقي و رحلت نحو الأزرق توفيت و أنا على قيد الحياة، عشر سنوات في العزلة أعلنوا وفاتي بعدها. إنه قدري و من منا يهرب من قدره ؟

أرفق الكاتب حوار صحفي مع الكاتب الدكتور مصطفي محمود أجرته معه الفنانة سعاد حسني في مجلة مجلتنا عام ١٩٦٥ م و كان حواراً ممتعاً .

#مسابقات_دار_كلمة_للنشر_والتوزيع

#نادي_القراء_المحترفين

#ريفيو_على_أدى

#ماجد_شعير

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق