كيم جي يونج - مولودة عام 1982 > مراجعات رواية كيم جي يونج - مولودة عام 1982 > مراجعة Sylvia Samaan

كيم جي يونج - مولودة عام 1982 - تشو نام جو, منار أحمد الديناري
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

كيف تكون حياة المرأة في كوريا، خاصة إذا كانت أمًّا ؟!

كنت أظن فقط أن النساء تعاني في بلادنا، في شرقنا الأوسط بسبب ذكورية مجتمعاتنا، لكن اتضح أن المرأة تعاني أينما وُجدت!

في كوريا الجنوبية حيث تم تصنيفها كأسوأ دولة لعمل المرأة حيث احتلت المرتبة الأدنى بين الدول التي شملها استطلاع «مؤشر السقف الزجاجي» الصادر عن مجلة الإيكونوميست البريطانية، تدور روايتنا اليوم للكاتبة الكورية تشو نام جو.

رواية عن حياة فتاة تدعى ( كيم جي يونج)

الرواية تتبع حياة كيم جي يونج استنادًا إلى ما رواه زوجها وما روته هي شخصيًّا أمام طبيبها النفسي بعد أن اهتزت أعصابها بعد أن استنفذت رصيدًا من الصدمات، وأصبحت كيم جي يونج تتقمص أشخاصًا مختلفة من وقت لآخر، بعضهم على قيد الحياة وبعضهم قد غادر عالمنا، لكنهم جميعًا كن من النساء في محيطها، كان الأمر جليًّا أنها لا تختلق هذا أو تفعله من باب المزاح، ولكنها أصبحت تلك الشخصية نفسها تمامًا بلا أي فرق.

وما أن سمع طبيبها المعالج القصة لأول مرة من الزوج جونج داي هيون فاعتقد أنه اضطراب الهوية الفصامي!

وأما الزوج فقد ظن أنها ربما تمارس الإسقاط النجمي!

لكنها حين روت مراحل حياتها حتى قبل أن توجد

منذ زواج أمها ( أوه مي سوك ) من رجل هو الأوفى لوالدته ضمن أربع أبناء، فعاشت أوه مي سوك في مسكن صغير للغاية، في خدمة زوج وحماة مسنة. بعد حياة طويلة سابقًا عاشتها العروس وأختها في دعم أشقاءها الذكور ومساعدتهم في إتمام تعليمهم الجامعي وما أن تسنى لهم رد الجميل قام الولدان الكبيران بدعم شقيهما الأصغر لينهي تعليمه الجامعي في كلية التربية.

ونسيا عمل الأختان طيلة سنين من الإنهاك في العمل حتى في أيام العطلات والكثير من الساعات الإضافية!

تربت أوه مي سوك والدة كيم چي يونج وقتما اعتقد الناس أن شرف العائلة ورفعتها مقترن حتمًا بالذكور، وأن ثروة الأسرة وسعادتها متوقفة على نجاح الأبناء من الذكور، لذا دعمت الفتيات أشقاءهن بكل سرور!

وما أن أنجبت أوه مي سوك الفتاة الأولى، حتى شعرت بالذنب حيال فعلتها وأسفت لحماتها.

ثم أنجبت فتاة ثانية فشعرت بفداحة فعلتها وحظها المشين، لتحمل من جديد بعد قليل وتتفاجئ من طييبتها التي تراجعها أن الجنين ما هو إلا طفلة جميلة، أنثى من جديد!

تأخذ قراراها وتعيد الكرة بعد فترة ليمن الله عليها بذكر يجعلها ترفع رأسها عاليًا بين النسوة، ويعلي قدرها أمام زوجها وأمه.

كانت كيم جي يونج الفتاة الثانية ضمن ترتيب الأبناء.

تربت في نفس المجتمع الذي تربت فيه أمها، نفس الخنوع، ونفس التفرقة

أتعلمون!!

كان مشهد تناول كيم جي يونج مسحوق الحليب الخاص بأخيها الصغير خلسةً هو أقدم ذكرى مسجلة بعقلها عن طفولتها، كانت صغيرة آنذاك، لكن الجدة المقيمة معهم بالمنزل لم تتقبل فكرة تناول جي يونج لحليب أخيها الصغير، فكانت إذا ضبطتها تفعل ذلك، تصفعها بقوة على ظهرها حتى يندفع المسحوق متناثرًا من فمها وأنفها، أما كيم أون يونج شقيقة كيم جي يونج الكبرى فلم تقرُب الحليب ثانية بعدما عنفتها جدتها أول مرة، فقط لأنه أكل الصغير الذي يجب أن يتغذى كما يجب ولا ينبغي أن تقترب من حصته.

عانت التفرقة بينها كفتاة وبين أخيها كونه ذكر

بدءً من جودة المأكل من حصة الأرز والفطائر وقطع التوفو وجودة الملبس والغطاء الكافي لتدفئته.

مجتمع ذكوري تماما يُعلي قدر الصبي مقابل الفتاة

تعيش لخدمته من صغرها ليرتقي ويعلو قدره، تعمل هي ليتعلم هو، تدفن أحلامها لتصحو آماله!

تكبر الفتاتان تؤازهما الأم ليلتحقا بالجامعة حتي تنهيا تعليمها

لتكتشف كيم جي يونج من جديد عوار المجتمع الذكوري في مجال العمل!

فسياسة التعامل مع الموظفين الذكور، والتي تختلف كليًا عن سياسة التعامل مع الموظفات، فضلًا عن اختلاف الرواتب فيما بين الذكور والإناث.

أنا استمتعت بالرواية رغم ما قاسته كيم جي يونج المولودة عام ١٩٨٢، منذ طفولتها، مرورًا بعام 1999 الذي أتمت فيه كيم أون يونج الابنة الكبرى عامها العشرين، حيث تم تشريع قانون جديد يجرم التمييز بين الجنسين، وفي عام 2001، وهو العام الذي بلغت فيه كيم جي يونج عشرين عامًا، تم تأسيس وزارة المساواة بين الجنسين، وصولًا بزواجها وإنجابها لطفلة جميلة.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق