ماذا صنع الله بعزيزة بركات؟ > مراجعات كتاب ماذا صنع الله بعزيزة بركات؟ > مراجعة Shehab El-Din Nasr

ماذا صنع الله بعزيزة بركات؟ - بلال فضل
تحميل الكتاب

ماذا صنع الله بعزيزة بركات؟

تأليف (تأليف) 4.3
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

«يا مصر وانتي الحبيبة

وانتي اغترابي وشقايا

وانتي الجراح الرهيبة

وانتي اللي عندك دوايا

علمني حبك حقيقة

سهلة وبسيطة وعفيّة

شرط المحبة الجسارة

شرع القلوب الوفيّة».

ما أجمل صحبتك يا بلال، بلا شك ما أجمل صحبتك، منذ شهور عديدة وبلال فضل أصبح محور إهتمامي في القراءة اكثر من اي وقت مضى بجانب الصحبة اليوتيوبية الأسبوعية، ولا أتخيل مدى بشاعة تلك الأيام إن لم يكن فيها بلالنا، ومدى تشتت أفكارنا وضلالتها دونه، من المرغوب فيه دائماً أن يجد ما يعبر عنا، ما يشبهنا، ما يشاركنا خواطرنا، هواجسنا، مخاوفنا، فشلنا المصري الساحق، وإفلاسنا الوطني الشاهق، وطنيتنا المخترئة، المهترئة، المتقطعة مية حتة صغيرة في ظل حكمنا الثوري على أنفسنا، وعلى حريتنا، في ظل قضم اظافرنا من الندم على ما فاتنا. نحتاج لبلال، لست وحده بل نحتاج لكل ما يشبهنا، ويملك صوتنا، خارج حدود أوطاننا.

’’ هو مش كل إنسان لازم يبقى ليه حكاية، في ناس بتعيش وتموت عادي كدة!’’

أصدقائي الهاربون، المغتربون، الخارجون من طائلة القانون، والمتحدون ضد العودة إلى الوطن، أنتم الأحرار حتى في بلاد الغرب، أو أقصى الشرق، أنتم الأحرار داخل اسوار اليبت الابيض وخارجه، فمصر سجننا الأول الكبير. لذلك نجد العزاء في بلال فضل، ونسأل الله ألا يحيد عن الصواب، وأن يطيل من السيرة لأقصى فترة ممكنة.

’’لأن الحصول على كوادر ثورية كفؤة كان أمراً صعباً إن لم يكن مستحيلاً في ظل التجريف الذي مارسه حسني مبارك ومن قبله أنور السادات وعبد الناصر على وفي أجهزة الدولة ولذلك كان من مصلحة الثورة المصرية أن تستفيد من كفاءات كثيرة في الأجهزة المختلفة، وتتعامل معها بواقعية وذكاء ’’

اليوم، أنا أحب بلال الكاتب أكثر من اي وقت مضى، أحب بلال القصاص، وكل الصحفيين قصاصين، لكن بلال يحيد عنهم جميعاً، فكراً وقلماً، أحب قلم بلال فضل القصاص، فيحملك بين تفاصيل حكاياته، دعوني أوضح لكم شيئاً لا يخفى على أحد، اي قصة في العالم، واقعية كانت أم لا، تستحق أن تقرأ ولا تستحق في آن واحد، الأمر كله القصة لمنّ، وعن من؟ وبقلم من؟،

كنت دائماً أقرأ مقالات لأحمد خالد توفيق - رحمه الله - لا أتخيل ابداً إني سأحتاج اقرأها لمن سواه، فقط هو، بقلمه هو، بأفكاره، بمداعباته الكتابيه، بإفيهاته الصغيرة والقصيرة، بكل ما يكتب، جعل مما كتب شيء يستحق.

’’ هو مش كل إنسان لازم يبقى ليه حكاية، في ناس بتعيش وتموت عادي كدة!’’

هكذا بلال، بلال يحكي من سيرته، من حياته، بشكل خاص يتداول تلك الكتاب في حكاياته الثلاثة عشر، فترة جريدة الدستور في التسعينات، وبعض من ماضيه وبداياته الصحفية والقليل من حياته الجامعية، والاشخاص المقربة منه. ودعوني اخبركم نبذة عن الأسامي المطروحة في الكتاب ( أحمد فؤاد نجم - إبراهيم عيسى - سوزان تميم - كريم عبد العزيز - صلاح السعدني والد بلال فضل الروحي - مقتل نابليون واصف فايز على ايد الكاتب ناصر رمضان عبد العزيز - احمد الخواجة نقيب المحامين رحمه الله - الملحن عبدالحميد توفيق زكي .. والكثير والكثير مما نسيت أن أذكرهم )، وبالإضافة لذلك يقص علينا بلال فضل، بأسلوبه، بإرائه، بإفكاره، بخواطره، بمخاوفه، بثورياته، بعنفوانه، إنه بلالنا، الذي يضيف إلى أي شيء قيمة. مادام يخرج من قلمه في بلاد العم سام والغرب إلى شرقنا هنا في مصر.

’’ وهل يكون الحب إلا متبادلاً؟ حباً فيه كبوات وصبوات ومنحنيات ومنحدرات، لكن احتمالها كلها يهون، لأن فيه ذروات متعددة ’’

’’ أحياناً تكون محظوظاً حين تتوحد الرؤية بين ما تراه وما تتخيله، وأحياناً لا تحصل من الحب على شيء، سوى الضلالات اللذيذة التي تتمنى أن تظل فيها إلى الأبد. ’’

من المميز في سيرة بلال فضل او ما يقصه علينا، كالتغريبة البلالية، او ماذا صنع الله بعزيزة بركات، أفكاره، وأرائه، وسيرته المميزة، بلال فضل صاحب أفضل فكر مركب مصري على الإطلاق، أن تجد الفكر المركب في السياسة، دون التمييز لفئة عن غيرها، ذلك يستعصى على الجميع، ولكنه يسير على بلال لأنه ناتج من ثقافة كبيرة جداً، فكر متعمق في كل الأمور وبواطنها، صاحب نظرة مستقبلية ثاقبة، عندما اقرأ لبلال القديم وبلال الأن، أحب اكثر ما كتبه لأنه تحقق منه الكثير، أو على الأقل تماشى مع مجريات الامور في مصرنا العزيزة، - منهم لله -

"أحياناً لا تحصل من الحب على شيء، سوى الضلالات اللذيذة التي تتمنى أن تظل فيها للأبد."

’’ لكنك في كل الأحوال ستدرك أن الحب ليس أمراً سهلاً، وأن الحفاظ عليه أصعب بكثير من الحصول عليه، وأنه لا وجود فيه لمنحة تديمه إلى الأبد أو نقمة تزيله إلى الأبد. وأنك ستحتاج إلى الكثير من التجارب والأخطاء والكوارث أحياناً لتتعلم الرضا بمن تحبه وكل ما لدى من تحبه: شامات الوجه وتجاعيده، حسنات الذراع وسيئات الطباع، لطف المزاج وشطحاته، جميل الطباع وصعبها، «وأهو من ده وده». ’’

نحن محظوظون ببلال، سأقول مراراً وتكراراً، يا بلال نحن وطنك، نحن أهلك، نحن الباقون بلا شك، نحن جمهورك وشعبك، ربما لفظتك مصر بقسوتها إلى الغرب، ولكن لا يزال لديك في الشرق أكثر من أهل الشرق نفسهم، لديك نحن، ونحن لدينا أنت، نحن جمهورك ووطنك الفعلي، ستعيش بيننا، ولو توفانا الله خارج البلاد، لن ننساك كما تناست مصر عبدلله النديم، ستعيش بيننا كما يعيش بداخلنا العراب، أطال الله عمرك، زاد الله من مسيرتك، ليثمر لنا قلمك بما تشتهي أنفسنا، نحن شعبك الفعلي ووطنك الأول، ونحن مثواك الأخير يابلال، ليس لك إلا ما كتبت، ونحن لنا ما كتبت.

قال تعالى: {وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الأَوْفَى} [النجم:٣٩ - ٤١].

نسأل الله أن يبارك في سعيك أنت، وابو الغيط رحمه الله وكل من يخلصون إلى وطن لا يستحق الإخلاص، وكل من يتحدثون بأفواه مغلقة، ومربوطة بالسلاسل والقيود إلى خوازيق الأرض، ومع ذلك يتحدثون رغم الدماء السائلة من ألسنتهم. وأن سعيكم سوف يرى، ونحن أول من يرى.

❞ أن أسوأ فئة من البشر ينبغي تجنبها هم من يعشقون تعذيب غيرهم من البشر بأشكال متنوعة من ثقل الظل والغتاتة والغلاسة، ❝

’’ لكن لو أنت داخل ما يطلق عليه القسم الاقتصادي وفلوسك حاضرة نعمل لك العملية على طول، لكن طالما أنت مواطن مجاني فحياة زوجتك وجنينها مجانية هي الأخرى ’’

"مثل كل شيء آخر في هذه الحياة الدنيا، يتغير إحساسك بالحب، فيصبح مع مرور الوقت وتعاقب التجارب أعمق وأصدق، أو فلنقل أكثر واقعية"

تمت. 15- يونيو - 2023

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق