جريمة في الجامعة > مراجعات رواية جريمة في الجامعة > مراجعة Mohamed AbdelGhani

جريمة في الجامعة - عز الدين شكري فشير
تحميل الكتاب

جريمة في الجامعة

تأليف (تأليف) 3.8
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

هذه الرواية ذكرتني برواية قديمة لأجاثا كريستي- جريمة في قطار الشرق السريع-  حيث تقع الجريمة الغامضة و الضحية هو صاحب العداوات مع الجميع فأصبح الكل في قائمة المشتبه بهم.

في رأيي الكاتب عاد إلي ما يتميز به من خلق  الشخصيات المتعددة و المرسومة كلها بعناية مع علاقاتها البينية و المتداخلة و التي يجمعها محيط مكاني/ زماني واحد يعيشون أحداثه معا . فعلها عز الدين فشير من قبل بروايتيه غرفة العناية المركزه أو عناق عند جسر بروكلين.

أحداث الرواية تبدو للوهلة الأولي بوليسية مشوقة و بالفعل جاذبة و لا تمل حتي تنتهي منها و تدرك ملابسات جريمة القتل و من هو الجاني؟؟

لكن شخصيا تبدو الرواية لي علي الجانب الآخر ذات إسقاطات و رمزية مختلفه.

فهل كانت الجامعة تمثل العالم و المجتمع الدولي؟ و هل كانت روبرتا رئيسة الجامعة هي شرطي العالم الذي يفرض رؤيته و حلوله علي الجميع دون إعتبار لواقع محلي مأزوم؟؟

و هل قسم الدراسات الإنسانية جاء معبرا عن الشرق الأوسط المنكوب ؟ و كأن رئيسه د. تميم هو نموذج السلطة الأبوية و الأبدية الذي قاد القسم طوال سنين عجاف من الرتابه و الانهيار الداخلي التدريجي حتي بات بتعبيره يجلس فوق كوم زباله لا يريد أن ينازعه فيه أحد.

أما باقي أعضاء هيئة التدريس فمثلوا بالنسبة لي تيارات و اتجاهات مختلفة و متنوعه رأيتها كالتالي:

الليبرالية الجامحة و انفتاح د. يارا علي كل الاتجاهات و التجارب سواء علميه ، إجتماعيه، أخلاقية ثم الإصطدام بسدنة الهدم و الافشال، فكانت النهاية بالهروب من الواقع نحو مستنقع الإدمان و الانحلال القيمي.

القومية العروبية المزيفة و إستعلاء د. ياسر علي المجتمع و نظرته الفوقيه مع إستغلال الظروف و الملابسات المحيطة للتميز فوق أشلاء هذا المجتمع و أفراده باعتبارهم فرائس و أدوات يسهل إستخدامها و التخلص منها.

أصحاب المصالح و كهنة السلطة و تماهي د.تهاني مع وصوليتها و شهوة تميزها الشخصي و لو علي حساب سحق و تشويه الآخرين و إدعاء الوطنية و النزاهة.

الثورية و المثالية المفرطة من د.مروان و الذي جاء محاولا التغيير و الإصلاح فكان ضحية إستغلال كل من حوله علي كافة المستويات ، بداية برئيسة الجامعة و مرورا برئيسه و زملاءه بالقسم و نهاية بسكرتيرة رئيسة الجامعة التي اتخذته بديلا أبويا ممثلا العفوية و النقاء.

أما بدران مدير الأمن فكان العنصر الدخيل علي القسم و هو الذي يملك من القوة و الامكانيات ما يؤهله للتخلص من مصادر الإزعاج للجامعة و أي ما يشوه هيبتها و صورتها الذهنية النموذجية الراسخه.

في حين مثلت نائلة المدير الإداري للقسم دور الجمهور الصامت أو المتفرج علي الأحداث في إنتظار ما ستسفر عنه ظنا بعدم تأثره بها.

ظهور ممثلي الطلبه في خلفية الأحداث أضاف بعدا رمزيا حول المشاركة الصورية لأبناء المجتمع- القسم- في إدارة شئونهم بالرغم من إنصرافهم إلي إهتماماتهم و تطلعاتهم الشخصية التي في لحظة ما قد تحيد بهم عن الطريق القويم نحو منعطفات خطيرة و مهلكه .

الحقيقة و العدالة كانت هي البطل في هذه الرواية، و التي لم يحتكرها سوي الباحث عنها و الساعي نحوها بجد و إنصاف و لو علي حساب طموحه الشخصي نحو حياه و ظروف أفضل. كان مفتش المباحث الرائد عصام هو ذاك الباحث عن العداله و ممثل الضمير الشعبي للمجتمع بالرغم من التعرض لضغوط تهدد مسيرته و توجهه.

و هل هو هنا يمثل سلطة شابة أحست بوخز الضمير و أهمية العدل و الإنصاف دون النظر لتهديدات خفية؟؟

وقعت جريمة القتل في حرم الجامعة ، و كأن إختفاء عضو هيئة التدريس- الضحية- الذي عري الجميع أمام أنفسهم وواجههم بذلك سيصبح هو الحل لكل المشكلات التي تفجرت و التي جاءت عكس المتوقع و كانت بداية سبيل التغيير و الإصلاح.

هل حملت الرواية أكثر مما ينبغي؟ ربما !

لكن صياغة الكاتب و براعة نسج الأحداث كانت هي الحافز نحو هذا التحليل و لقد نجح عزالدين فشير هذه المره-بعد طول غياب-  في إستفزاز خيالي و نقلني شخصيا بسلاسه الي ما ورائيات النص المكتوب.

Facebook Twitter Link .
2 يوافقون
اضف تعليق