رواية "امرأة في الظلام" للكاتب البرازيلي "رافاييل مونتيز" هي حل فعال ومضمون الفعالية لعسر القراءة، فهي ستجعلك تلتهم صفحاتها في أقل وقت ممكن، وستنتهز كل الفرص المُمكنة لكي تُنهيها في أسرع وقت، رواية مجنونة ومليئة بالمفاجآت والمنحدرات والإلتواءات حتى النهاية التي ستقوم بمراوغتك عدة مرات.

بعد عشرون عاماً من مذبحة تعرضت لها أسرة "فيكتوريا" وهي في سن الرابعة، راح ضحيتها والدها ووالدتها وأخاها، ونجت منها وحدها، بأقل الخسارات المُمكنة، تعيش فيكتوريا في الظلام، تخاف من تكوين أي علاقات ولا تثق بأي أحد، فقط عمتها، وطبيبها، وصديق تعرفت عليه، وعندما تظن أن الحاضر يُمكن أن يكون مُحتملاً، يطاردها الماضي، قاتل يأتي من غياهب الظلام، ويهدد حياتها، ويُرعبها، يلعب معها ألعاب نفسية مجنونة قد تقودها إلى المزيد من الظلام والسودواية، فكيف تتعامل مع هذا القادم من الماضي وينوي أن يُنهي حاضرها؟

أحداث الرواية الشيقة ستجعلك تلتهم الفصول بسرعة مُتلهفاً لمعرفة الحقيقة، ومن الجاني؟ شكوك تحوم حول كل الشخصيات، وعندما تتيقن فقط أنك عرفت من هو، سيقوم الكاتب "رافاييل مونتيز" بعمل ما يبرع به أي برازيلي يحترم نفسه، وهو مراوغتك، وهنا دون استخدام كرة قدم، هنا سيراوغك بقلمه، بأحداث محبوكة ومفاجآت على قدر التشويق طوال أحداث الرواية، إلتواءات محترمة مُقنعة وليس مُقحمة عنوة لتكون الإلتواءة الرهيبة، لا، كل إلتواءة مُمهد لها بشكلاً ما، عندما تنظر إلى الصورة بشكل أوسع، من البداية إلى النهاية ستجد أن كل شيء في مكانه، وهذا المهم في روايات الجريمة، أن يكون كل شيء في مكانه وطبيعي وألا تشعر بالزيف والتصنع وأن ما تقوم به الشخصيات رغم خياله، ولكنه مقنع بناءاً على خلفيته، فكل شخصية مكتوبة بشكل جيد، كل شخصية لها خلفية، تُبرر أو لا تُبرر أفعالها بالضرورة، فستجد نفسك في الربع الآخير من الرواية لا تتوقف، فقط تهرول وتجري لتصل إلى النهاية والحقيقة، وهنا ستجد نفسك مثل "فيكتوريا"، هل عندما نعرف الحقيقة سنكون قادرين على التعامل معها؟ مهما كانت مُزلزلة لكل ثوابت حياتنا، وكل ما ظللنا لسنوات طويلة نؤمن به؟ هذا ما تركه الكاتب لك لتعرفه.

ختاماً..

رواية مجنونة ومشوقة، واحدة من أفضل الروايات البوليسية والجريمة التي قرأتها في حياتي، وبكل تأكيد يُنصح بها لمحبي روايات الجريمة.