الديناصور > مراجعات رواية الديناصور > مراجعة Sylvia Samaan

الديناصور - عمرو حسين
تحميل الكتاب

الديناصور

تأليف (تأليف) 4.4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

قصة حب في المعادي أم قصة في حب المعادي!

دعوني أولًا أدلي باعتراف صغير!

رغم رقة ونعومة الغلاف وألوانه الخريفية التي أحبها بشدة، إلا أن ظل عنوان الرواية مثل صدة لي، ترى ماذا يقصد بالديناصور وأين هو من الغلاف الرقيق هذا، وتكاد هذه المرة من المرات القليلة التي غالبت فيها فضولي فترة من الزمن، إلا أن الكثير من الآراء الإيجابية عن الرواية وإدراجها مؤخرًا ضمن القائمة الطويلة لجائزة غسان كنفاني، فاقتادني فضولي من جديد لأخطو نحو الديناصور في معقل داره بالمعادي!

وكم كنت مخطئة في أخذ تلك الخطوة متأخرًا، لكن أن تأتي متأخرًا أفضل من ألا تأتي مطلقًا.

مصطفى كمال وفيق المهندس المعماري الذي يقطن في منزله بالمعادي ويمتلك موهبة الخط البديع، في السبعينيات من عمره، يعاني مشاكل في الذاكرة بخصوص بعض الأسماء والأحداث، إلا أن قلبه عامر بالأخرى التي لا تغيب عنه.

بتشجيع من وجدي صديقه الصدوق، بدأ مصطفى في كتابة كتابه عن المعادي وبناياتها وشوارعها وجسرها الخشبي قبل أن تردم ترعة الخشٌَاب ويُزال الجسر.

كتاب عن المعادي بعيون رجل عاينها منذ صباه حتى بلغ أرذل العمر. وفي صالون كامل الحلاق كانت لهم أيام.

وفي دار النشر فوجئ الرجل بأن المسودة اليدوية لابد وأن تستبدل بمسودة إليكترونية تُبعث كملف على البريد الإليكتروني لدار النشر!

وهناك صادف وجود منة، منة صالح، الفتاة ذائعة الصيت على الميديا بمختلف وسائطها، وعرضت عرض أضاف لحقيبة يديها بعض المال وأضاف للرجل الذي يجهل التكنولوچيا فرصة جديدة نحو حلمه الذي تعلق به في هذا العمر.

وبعد أن أخبرته منة بأن الكتاب ينقصه حكاية تحيي الأماكن وتضخ الدماء في الجماد المصمت.

ومن هنا قرر مصطفى أن يكتب بقلمه لا بيده، اجتر ما عاشه من قصة حب لم ولن تغيب يومًا رغم حياته الزاخرة بالأيام التي عاشها مع زوجة انتقلت إلى دار البقاء وأبناء تغربوا لظروف عملهم وأحفاد لا يربطه بهم سوى محبة كبيرة تكمن في ثنايا قلبه ومكالمات لا تتعدى الدقائق المعدودة على اليد الواحدة.

مشاعر خبأها مصطفى بعناية وتررد في الإفصاح عنها، كانت السبب وراء قصة حب وحياة لم تكتمل في الاتجاه المفترض أن تسير نحوه، وهكذا كان زياد سيكرر الأمر ليصل لنفس فداحة الأمر.

كتب مصطفى رسالته، رسالة حوت مشاعره التي فاضت بعد كتمان ليوجهها إلى شخص وحيد أراد انتظار مقدمه بشدة، شخص طالما أشعره بحبه القديم الذي لم يسلاه.

ولولا فطنة زياد ما كانا توصلا هو ومنة إلى حب مصطفى القديم، تلك الجميلة التي وصفها بقلبه وعيونه وكشفا كذبه معًا حين فضحته عيونه في رؤياها.

رواية بطعم الأبيض والأسود، ونكهة الأيام الرايقة.

رواية هادئة، ناعمة، أشبه بلمسة حانية تربت على قلبك وتشد على يدك تطمئنك أن هناك ثمة أيام طيبة تمر عليك في وجود الأحباب، حاول ألا تضيعها، وألا تختزل مشاعرك وتخبئها، لك أن تفيض بها بدلًا من طمسها في قاع قلبك.

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق