حليم بين الماء وبين النار > مراجعات كتاب حليم بين الماء وبين النار > مراجعة Saif Torres

حليم بين الماء وبين النار - رضوى الأسود
تحميل الكتاب

حليم بين الماء وبين النار

تأليف (تأليف) 4.2
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

    عدد الصفحات غير معلوم.
    أدخل عدد صفحات الكتاب حفظ
  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

حليم بين الماء و بين النار

* رضوى الاسود و عبقرية السرد

السرد هو كلمة السر لنجاح هذا العمل من وجهة نظري   ، لغة قوية و جميلة ، اسلوب مميز اغناها عن الاختباء خلف أسوار الاستعارات و التشبيهات ، ابتعدت الكاتبة فيه عن الاستعراض و اتجهت نحو السلاسة في التعبير . استطاعت بلغتها العذبة ان تداعب مشاعري في كل مرة و استطاعت ايضاً ان تصور لي المشاهد فكنت أرى حليم بين السطور يضحك هنا و يبكي هناك .

كانت الفصول على قصرها دسمة جدا ، مليئة بالصراعات النفسية ، فكان حليم بين الماء و بين النار طوال حياته و ليس على غلاف الكتاب فقط . ارغمتني رضوى باسلوبها الممتع ان التهم الفصول واحداً تلو الاخر ، لعل وحش الفضول و الشغف الذي ايقظته سطورها بداخلي يشبع ،  فالعمل ( page turner ) بلغة الغرب .

* التكرار ليس من صفات الشطار

مغامرة اشبه بالعملية الانتحارية ، فشخصية لن تتكرر مثل حليم ، تتوارث الاجيال عشقها ، قد تم تناول قصتها و سيرتها في كتب و مقالات امتلئت بها معدة المكتبة العربية إلى حد التخمة بل ان الأقلام العربية قد أصابها الانهاك من تكرار تدوين أحداث و وقائع حياة حليم و لكن لان رضوى الاسود من الشطار ان لم تكن اشطرهم من وجهة نظري ، تجنبت الوقوع في هذا الفخ ، فإن كنت مهوسا بالعندليب و تحفظ جميع القصص و الاحداث التي ذكرها الكتاب عن ظهر قلب ، أعدك بانك ستحصل على جرعة دوبامين مماثلة تماما للجرعة التي سيحصل عليها من لم يقرأ حرفا عن حليم من قبل

و أسباب ذلك تتلخص في شيء واحد و هو ( لمسة الكاتبة ) ، تلك اللمسة السحرية التي اضفت على النص اختلافا ، خيال الكاتبة الذي افعم النص بالحيوية

و مشهد البداية خير مثال و هو مشهد انتحار سيدة لم تستطع تقبل صدمة فراق حليم ، حليم الذي اعتبرته هي و غيرها في ذلك الوقت شمس كوكبهم و متنفسهم الوحيد، استمر الخيال و الإبداع مصاحبا لنا في بقية الفصول ، فكنت اشعر ان حليم يأخذ القلم من رضوى في بعض الأحيان و يدون ( مشاعره) و قصدت وضع مشاعره بين قوسين لأن تعرية حليم و وصف شعوره المستمر كان من اسباب شطارة رضوى و تفاديها التكرار وصف شعوره باليتم، شعوره بالحزن شعوره بالرغبة العارمة في النجاح ، شعوره بالخذلان  ، شعوره باحتياج يجتاح قلبه دوما ، شعوره بحب مشوب بشفقة من اقاربه لأنه ( يتيم )

حتى علاقته بسعاد حسنى تفادت الكاتبة الوقوع في مصيدة الشائعات و عناوين الجرائد الصفراء و صبت تركيزها على وصف شعور حليم و تحليل تصرفاته من الجانب النفسي

من الممكن أن يروي الف راوي قصة واحدة ، ولكن يظل حياً من كان مميزاً في سرده للقصة و  الباقي يُدفن في مقابر الذاكرة و هذا ما جعل نص رضوى الاسود عن حليم حياً يرزق في ذاكرتي...فقد ارتني من خلال نصها حليم الانسان

* اختيار عناوين الفصول

حركة ذكية جدا ، فعناوين الفصول هي جمل من اغاني حليم و كأن كلمات اغانيه كانت تصف محطات حياته ، بل و حثتني تلك التفصيلة الصغيرة على الاستماع و الاستمتاع باغاني حليم اثناء قراءة كل فصل

* الاثر

اسم حليم وحده على اي شيء ( بياع ) بلغة العصر و له جمهوره و محبيه و لكن ما ميز هذا النص من وجهة نظري هو قدرته على جذب اكبر شريحة ممكنة من القراء ، فأنا مثلا لم اقرأ حرفا عن حليم من قبل و هناك مثلي الكثير من أبناء جيلي و لكن اعود مجددا لنقطة البداية اسلوب الكاتبة المميز في سرد حدوتة حليم جعلني اتعمق و استمتع بقراءة النص بل و ترك ( اثرا ) بداخلي، فقد دخلت عالم الكتاب مجرد شاب أعجبه اسم الغلاف و لم يسمع عن حليم سوى في ذكرى وفاته او من حكايات الاسلاف و خرجت منه متيما بحليم و شخصيته و مدركا لكم هذا الحب الذي حظى به هذا الرجل في حياته و بعد وفاته .

تقيمي للكتاب ٥ / ٥ و اعتقد انه اذا كان حليم على قيد الحياة لأعطى الكاتبة نفس التقييم مع رسالة شكر على منديل مثل الذي كان يحتفظ به تحت وسادته ❤

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق