اعترف أني في صدمة جيدة ، درجة أني أخاف أن يُقال هذا أدب مقتبس أو مترجم ! من روعة ما قرأت على كل المستويات أشعر أنه مترجم أنه عالمي !
لغة راقية و منمقة بغير فذلكة ، و جمل بفواصل لا تفصلك بل تشدك لنقطة النهاية .
أما
الفكرة العامة ، الحديث على لسان واحد من ملائكة الأفق الأعلى ، عالمية ، و كذلك تمسني شخصيا فدائما ما أستعير قول أدعي أنه يصدر عن ملائكة محيطة بنا تسخر أو تتعجب من أقوالنا و أفعالنا ، و على غرار ما قدمته بصدق من العلاقات و الحوارات الزوجية فما يحدث في واقعي أن زوجي ينعت هذة الأفكار مني بأنها طفولية كرتونية 😅
لكن حين قرأناها منك اثبتت أنها عظيمة بل شافية !
كنت انتظر صوت ملك الموت يعلق على من يكثر من ذكره ، أو من يستحضر ذكره حسب هواه ليضع بذكره حد للجدال مثلا أو يجعل كفة آرائه هي الراجحة بوضع هذا الغائب الحاضر فيها
الأفكار الصغيرة ايضا كانت جميلة ، يُخيل لي أنها كاتبة مخضرمة اختبرت ما تكتب عنه حد البياض ، بياض الشعر و الرؤية ، ثم أشعر أنها معاصرة جدا و تكتب بلغة رشيقة و شابة !
المحيط العام عالمي و استطيع تخيله من أي بلد و أي ثقافة و لم تقحمنا في تفاصيل مميزة أو لهجات تفسد التخيل و هذا ايضا من عالمية الرواية المكتوبة بعربية تذيب القلب .
الصور و التشبيهات ، هي ما يجعلني أضع الخمس نجوم بقلب مطمئن ، لأن هذة ما قد تجعلني أعود لقراءة الكتاب ثانية ، من يريد لوحات و تشبيهات دقيقة و جديدة و لامعة فهنا حديقة منها ،
بلا مبالغة أو تكرار أو مط في الصورة فهي تكتفي بالتشبيه ويكون كافي فعلا
اعتقد أن الكاتبة ممتازة في القصص القصيرة ، ربما لجئت للرواية لأجل الانتشار و معها حق فأنا ماقرأت الرواية إلا بعد الترشيح و أجد العنوان و الغلاف ظلم الرواية ، لربما تحتاج عنوان اكثر جاذبية و تعبير عن المحتوى و غلاف كذلك
اعتبر الرواية قصص قصيرة و اتخيلها تقلمها لتصير قصص قصيرة سيكون أكثر براعة حتى
الحكم القليلة المعبرة التي اقتبستها أو استخدمتها كانت ايضا ذكية و مما أحبه شخصيا ، مثل ما بدأت به من حكمة تحذرك حين ترفع صخرة القدر فاستعد لما قد يوجد تحتها و إن كنت احب هذا المثال مع التاريخ /الماضي الذي نعود ننبش فيه و نرفع صخوره دون أن ننتبه لما قد يكون ساكنا تحتها من حيات اللاوعي .
الرواية جميلة و تستحق و الكاتبة تستحق التعريف بها أكثر و أشعر ني سأعتزل القراءة بعد عذا الكم من الروعة و الصور التي عششت في خيالي و اللغة المرصوصة بتشكيل و تنظيم يريح العين و القلب ، سأظل أدور مع تقليبات الجارة للقهوة في الهواء ، و مع المشاركة العاطفية لي شخصيا من شخصية لا تحب المطر غير ما اتفق عليه .
شكرا أبجد بالتأكيد على هذا التسهيل لقراءة ما جد من أدب نفتقده من زمن
*ذكرتني بأجواء ( عائشة تنزل إلى العالم السفلي )