ذئب وحيد

ج١ من

ثلاثية تلال الشمس

ل إبراهيم أحمد عيسى

غلاف رائع لرأس ذئب أخذ جسده شكل دولة على الساحل أمامها بحر وسفينة قديمة الطراز، وبداخلها محاربين قدامى برماحهم، وصيادين بأقواس وسهام، وغزال وتلال..

وبالغلاف من الخلف كلمات عن جيش من القتلة يمتطون ذئابًا يعيثون في الأرض فسادًا بقيادة رجل يدعى الذئب..

يهدي الكاتب عمله إلى الأحلام التي لم تتحقق يومًا وهو فخور بسعيه إلى تحقيقها وإن فشل..ويضع لنا خرائط لأرض تلال الشمس فنقرأ في وسط الأماكن: وجار الذئب..

مكان غرائبي لبشر لم يكشف لنا الكاتب عن دينهم أو لونهم وكأنهم أتوا مع بداية الزمان وبعد خلق آدم أو ربما طوفان نوح، عليهما السلام وإن كانت البنادق قد كشفت لنا زمنًا أبعد.. حتى ذكر الكاتب بضع كلمات أعطت القارىء لمحات ضوء..

ذئب تحلم به رقية زوجة الحكمدار الذي امتلكها وعاملها كجارية..

حكمدار طمع في الكثير، ولم يعبأ بكيفية الوصول إلى مكانته هذه إذ وصل إليها بكل دناءة وحقد ورغم هذا فهو يطمع بالمزيد..

عرافة تأول الحلم وتسقي رقية شرابًا ليذهب عنها الحلم بغير رجعة وتحذر حكمدار كفر البردقوش من طمعه ومن جيش الذئب، فهل يرتدع؟! ومن هو الذئب وجيشه؟ هل هو روبين هود آخر؟ أم قاتل مأجور؟!

سعد وبياض القرش وسلام، ثلاثة رجال قرروا الذهاب إلى الكفر بحثًا عن العمل والمال والحياة الميسرة فوجدوا عكس ما تمنوا وها هما اثنان منهم في طريقهما مع فرقة من جيش السلطان لمحاربة الذئب وقتله انتقامًا. فهل سيعودا؟!

حكايات قديمة محملة بالأساطير والفنتازيا تشبه ما كانت تقصه شهرزاد على شهريار في ليلة هربًا من سيف مسرور السياف.. وكانت المفاجأة فيها أبو الدهب ودهب نفسه.. فمن هما؟!

لغة الكاتب عربية بسيطة، ولديه شاعرية في الوصف وجملٍ غاية في القوة مثل:

"عليك أن تنسى كل من أساء إليك وعبث بك وخذلك، ومن تحدث عنك بسوء، ومن حاول أن يؤذيك، انسَهم جميعًا. صدقني إن الوقت الذي يضيع في تذكرهم أثمن بكثير مما يستحقون، ابدأ حياة جديدة من دون ذكراهم، عِش كل يوم مؤمنًا أن هناك شيئًا جيدًا يستحق أن تعيش لأجله"

أنسن الكاتب الحشرات والعقارب وكذلك الحيوان في عمله بصورة مشوقة..

شكرًا للكاتب الذي أحزنتي بنهاية عمله، ولكنه تركني متشوقة لقراءة الجزء الثاني وكذلك الثالث من الثلاثية قريبًا إن شاء الله.. مع تمنياتي له بمزيد من الرقي والإبداع..