ظلام مرئي : مذكرات الجنون > مراجعات كتاب ظلام مرئي : مذكرات الجنون > مراجعة Mohamed Khaled Sharif

ظلام مرئي : مذكرات الجنون - وليام ستايرون, أنور الشامي
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

*يُرجى تشغيل مقطوعة "ألتو رابسودي" تلحين "يوهانس برامز" لرُبما تنقذك كما أنقذت ويليام*

"أن هؤلاء الذين لم يُجربوا الألم الذي يُسببه الاكتئاب الحاد لا يُمكنهم بأي حال أن يتصوره، وأن الاكتئاب يُمكن أن يؤدي بضحيته في حالات كثيرة، حينما تتجاوز المعاناة قُدرة المريض على الاحتمال"

مرض الاكتئاب بكل تأكيد لهو مرض لعين، فأعراضه الخفية التي تكون كُلها بداخل صدرك وداخل عقلك وداخل روحك.. تلك الأعراض عسيرة الشفاء.. فكيف تُشفي ما لا تستطيع لمسه؟

من منا لم يُصاب بهذا المرض؟ من منا لم يزهد الحياة فجأة وتمنى أن يكون الموت الزائر القادم له؟ أحياناً تتملكك رغبة في الخلاص.. فقد فقدت شغفك بكل شيء.. حتى بتلك الأشياء التي كُنت مولعاً بها. فقط تُريد النهاية لكُل ذلك العذاب الكامن تحت فروة رأسك وداخل جُدران روحك.

لقد سئمت الحياة يا الله، ألا يُمكن أن تُعجل بوفاتي وتُريحني؟

أو

لماذا لا أنتحر؟

هل ستُسامحني يا الله؟

أعلم أن الإنتحار مُحرم ولكنني.. قد ملأ السواد روحي.

في سيرة ذاتية مُلهمة ومليئة بالإيجابية رغم سواد القصة يحكي لنا "ويليام ستايرون" معركته مع الاكتئاب الذي خرج منها منتصراً بكل تأكيد.. ولكن ويلات المعركة كانت جارحة ومؤلمة وستترك بصمة أبد الدهر بداخله.

فعلى الرغم من كون الكتاب صغير الحجم.. ولكنه شديد التأثير.. فبكلمات بسيطة وبأحداث أبسط لخص لنا "ويليام" معاناته ومُعاناتنا مع ذلك المرض اللعين.. الذي قد لا تعرف أنك مُصاب به!

"أكاد أكون جاهلاً تماماً بمرض الاكتئاب، والذي قد لا يقل خطورة عن مرض السكر أو السرطان.."

هذه السيرة الذاتية التي بين يديك تستحق القراءة، وحتى أني تمنيت أن تكون أكبر من ذلك ليوسع لنا الكاتب تجاربه مع الإنتحار والاكتئاب.. ويُحدثنا أكثر عن ذلك الوقت الذي اقترب من مُقابلة "ألبير كامو" لولا وفاة الأخير في حادث سير.. هل انتحر "كامو"؟

وأن يتحدث ويتحدث ويتحدث حتى يُشرح لنا الاكتئاب تفصيلاً ولكنه وضح شيئاً شديد الأهمية.. أن شكل الاكتئاب ليس ثابتاً.. فهو يختلف باختلاف التجارب والظروف التي يمر بها كُل شخصاً فينا.. ردود فعلي مُختلفة عن غيري.. والاختبارات والأهوال التي نوضع فيها ليست متساوية كالسطور.. بل أنها ما تُميزنا.. وما تجعل كُلاً منا فريداً في حياته عن غيره.

وهذا الإقتباس القادم بكل تأكيد من أهم الإقتباسات الواردة بالكتاب.. فكيف تكتب عن شعور المُصاب بالاكتئاب؟ هذه هي الطريقة:

"أما المُصاب بالاكتئاب فليس له مثل هذا الخيار، ومن ثم يجد نفسه في مواقف اجتماعية وأسرية لا طاقة له بها. وفي هذه المواقف، وعلى الرغم من الألم الذي يلتهم دماغه، يجب أن يظهر بوجه يُشبه ذلك الذي يظهر به في الظروف الطبيعية ووسط رفاقه وأصحابه. ويجب عليه أن يحاول الإنخراط في الأحاديث التافهة، وإن يُجيب عن الأسئلة التي توجه إليه، ويومئ ويُكشر، بل وحتى عليه، أعانه الله، أن يبتسم. كُل ذلك يحدث على الرغم من أن محاولته التلفظ ببضع كلمات بسيطة تُمثل له معاناة رهيبة".

يا الله على دقة الوصف!

وفي الختام..

يُنصح بذلك الكتاب جداً وضعه على أولوية قراءاتك.. رُبما يكون سبباً يجعلك تقول هذه الجملة بصدق:

"وهكذا خرجنا، ومرة أخرى أبصرنا النجوم..".

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق