جنازة البيض الحارة > مراجعات رواية جنازة البيض الحارة > مراجعة Ahmed Mohamed

جنازة البيض الحارة - محمد عبد الجواد
تحميل الكتاب

جنازة البيض الحارة

تأليف (تأليف) 3.9
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

جنازة البيض الحار .. الطواف في رحاب الميثولوجيا الشعبية ..

مَرة أخرى أتوقف عند غلاف رواية جنازة البيض الحار ووجوه الحاضرية في الغلاف ..

اختيار يُحاصرك بالأصالة المصرية الخالصة .. غلاف يُحاصرك بالإطمئنان ، الإبتسامة وكثير من التساؤل عن نفسية هؤلاء وماهية وجودهم حتى وإن لم يكن لهم علاقة بمحتوى الرواية ..

إتقان اختيار الصورة لدى أستاذ محمد عبد الجواد كفكرة أظنها في البداية لِحصار القارئ قبل أن يصحبه في رحلة من التفاصيل داخل المَتن ..

شريف البيض

لفترة سنوات طويلة عِشت في أجواء التجار والأسواق في المنصورة .. ووقعت عيني على كثير من أمثال الحاج شريف البيض

فيما كان عمي الأكبر يقول عن أمثال الحاج شريف البيض من تجار البويات المتكبرين الجامحين نحو السيطرة والطمع " الجعانيين "

النجاح الأمثل في شخصية شريف البيض حسبما خَطها أستاذ محمد عبد الجواد

أنه شكلها سينمائياً في مخيلتي قبل أن تكون خطوط روائية

الشكل السينمائي في صفحات الرواية هو قُبح مقيم لشريف البيض ..

الرجل قبيح الفِكر ، العادات والتقاليد ، الأسلوب ، الكلام والأكثر من ذلك في تبيان طَمعة وجشعة الحياتي على كل شيء تقريبا من حوله على المستأجرين لديه ، الست صفاء ، بناته في الظل والمحيط القروى الذي يعيش فيه ..

أصر أستاذ محمد عبد الجواد أن يخلق هنا صراعاً نفسياً غريباً في رأيي رغم كل هذا السوء في شخصية شريف البيض ..

وضعنا في حالة القرية التي تبحث عن رجل مكروه بِجد وإخلاص ونية خالصة في إيجاده

لكن لأى سَبب يا تُرى

هل فقط لإرضاء الست صفية زَوجة كل هذا القبح وهل هذا تضامن معها كونها نفسياً في مُخيلة الجميع طرف ضعيف في معادلة مُجبرة عليها للحياة مع شريف البيض !؟

أم لحاجة أخرى في نَفس الشعور الجمعي للقرية ألا وهي شيء من الإثنين

التشفى الخَفى والتأكد التام أن الرجل فَطس بلا رجعة بالوباء أم

لتأكيد فكرة الميثولوجيا الشعبية بأن رجل عاد للحياة من الموت ؟

القارئ هنا هو من يقع عليه التحديد وكأن الرواية عَمل تفاعلي مباشر يضعك إجبارياً أمام إختيار

أنا رَجحت الإختيار الثان

محلة وردان اختارت أن تُسطر للميثولوجيا بقوة وتؤكد حضورها وإن كانت متمثله في شخص شريف البيض ذو القبح المقيم على نفوس الجميع

وربما يستخدم العقل الجمعي لأهالي القرية المشاركين في البحث عن الحاج شريف البيض هذا الجانب السئ كدلالة أسطورية أن الرجل به شيء ما لله أراد الله أن يظهره على رؤوس الأشهاد ..

المجتمعات المحلية المصرية أسيرة الأسطورة وتؤكدها في كل مناسبة بالرواية الشعبية المتوارثة وبالإضافات العُمريه مع كل عقد ومع كل ناقل ..

عُقد الوَرد الأبيض الذي قلدته محلة وردان للحاج شريف البيض بعد عودته للحياة من كورونا ميتاً

هو تأصيل وعَقد غير مكتوب لكنه سُطِر في النفوس للحفاظ على الأسطورة ..

خلق أسطورة جديدة من شريف البيض عائداً من الَموت

وضعتني أمام إيماني بالأسطورة صغيراً في قريتي وكَم استقصيتُ حتى كِدت أموت في أحد مرات الإستقصاء طفلاً خلف الأسطورة القروية

عن ثعبان مصنع الطوب المهجور الذي تطل رأسه من أعلى المدخنة على طريق ميت بدر وأن من سيذهب الى حدود المصنع سيقبع أسيراً في جدران المدخنة للأبد ..

وأسطورة أخرى عن مقام سيدي رمضان الموجي وسِر الشجرة المجاورة للمقام التي لا تموت لأنها حسب الموروث الأسطورى القروي قتل سيدي رمضان الموجي فيها أفعى عظيمة كانت تحرم الأهالي من التظلل بِظل الشجرة ..

واجهتنى أسطورة شريف البيض بأسطورة " ظهر الحديد " في منزل العمدة القديم المهجور على قرابة من النيل .. وكيف أنني حينما بحثت عنه ذات ظهيرة مع ابن خالتى ، فحرنا الأرض حتى خرج لنا ثعبان حقيقي من جحر ما وركضنا كما لم نركض من قبل وأمنا على أسطورة أن " ظهر الحديد " في جدران بيت العمده محمي بثعبان فكانت هذه إضافتنا على الأسطورة القروية ..

وأظن أن هذه كانت الإضافة الأخيرة لأبناء جيلنا .. حيث يقبع الأن مكان الدار القديم برج سكني على أحدث طراز ..

جنازة البيض الحار لكل من يقرأها من ناحية خلق الأسطورة الشعبية ستضعه أمام أسطورته التي صدقها يوما ما أو أمن بها كموروث شعبي عابر أو إيمان حقيقي بشئ ما عابر لما وراء الطبيعة ..

جنازة البيض الحار لأستاذ محمد عبد الجواد

هي رواية تفاعلية نفسية تُجبرك أن تُحدد مكانك من الأسطورة الشعبية ومن الموقف النفسي تجاه التركيبة الغرائبية من تطلعات الناس في الحكم على المواقف

واسأل نفسي في النهاية

إلى مدى يطمئن المصريون بالإسطورة إلى هذا الحد وماذا تثبت في نفوسهم كي تشعرهم بكل هذا الرضى والإستسلام للحكاية ؟

وهل هذا الشعور هو تمام الهزيمة أم مُكمل نفسي شعبوي لا يمكننا الفكاك منه !؟

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
1 تعليقات