ثاني قراءاتي للأستاذ بهاء طاهر الجميل الرقيق. الأولى كانت خالتي صفية والدير. أحببتها كثيرا وبقيت أفكر فيها طويلا ولا زلت، حتى وأنا أقرأ كتب أخرى.
كان بإمكاني قراءة واحة الغروب في جلسة واحدة لكني قررت أن أتمهل في قراءتها وألا اقرأ غير فصل أو اثنين كل يوم حتى أعطي نفسي الوقت للإستمتاع ولفهم شخصياته وتحليله لتلك الشخصيات وصراعاتها الداخلية الخارجية.
أحببت الجانب التاريخي من هذه الرواية لكن لأني لما أقرأ عن الثورة العرابية من قبل فلن أكتفي بما ذكر في الرواية أو اعتبره الحقيقة وسوف أقرأ أكثر عنها.
ربما لم أستمتع كثيرا باختزال حياة الإسكندر في فصل واحد. لكن الحديث عن الإسكندر وتكوين تصور جيد عن حياته وصراعاته الداخلية قبل الخارجية في عدد قليل من الصفحات عمل ليس بالسهل، وهذا بالفعل ما استطاع الأستاذ بهاء عمله بابداع.
قدرة الكاتب أيضاً مثيرة للإعجاب في تصوير الثورة العرابية وتبعاتها على حياة المشاركين فيها وصراعاتهم الداخلية بعد فشل الثورة بأسوأ شكل ممكن وهو الاحتلال. وكيف شعروا هم أنفسهم أنهم خانوا وقصروا قبل أن يتهمهم المنتصرون بالخيانة ويعاقبونهم. وكيف هم غارقين في الماضي وذكرياته كعادة المهزوم.
صراعات البطل الداخلية واقعية وقدمت بطريقة جيدة ومنطقية .. صراعات الشخص المهزوم وتصوره أنه يستحق كل العقاب حتى لو كان سيعاقب على شيء ليس له ذنب فيه. ولكن لإنه يكره نفسه من هزيمته الأولى يرى أنه يستحق كل سوء. وقراءة الشيخ لما في أعماق نفسه ونصيحته له بأن يتصالح مع نفسه ويعفو عنها.
ربما وصول بطل الرواية لقراره في نهاية والرواية ومنطقه في هذا القرار كان مباغتا قليلا لي كقارئ ولكن بالنسبة لبطل الرواية هو النهاية المنطقية.
لما أتحدث عن جوانب أخرى كثيرة في الرواية وهي بالفعل لها جوانب كثيرة. تحدثت فقط عما شغل بالي بعدما انتهيت من قراءة فصل.
في النهاية رواية جميلة للغاية أرشح قرائتها. وسوف أقرأها مرة أخرى على الأقل وسوف أقرأ مرات ومرات ثانية لبهاء طاهر الجميل.