عودة ثانية للابن الضال > مراجعات رواية عودة ثانية للابن الضال > مراجعة Ahmed Mohamed

عودة ثانية للابن الضال - محمد عبد الجواد
تحميل الكتاب

عودة ثانية للابن الضال

تأليف (تأليف) 4.1
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

عَودة ثانية للابن الضال

عقاب أستاذ محمد عبد الجواد القاسِ

لا أنقض على المتن مباشرة

بداية سأقف عند غلاف رواية عودة ثانية للابن الضال

الغلاف جعلنى أنكب على وجهي تماماً من الحنين ..

هل الصورة التقطت من شوارع السلخانة الخلفية ؟ أم بشارع من شوارع الحسينية الجانبية خلف أطلال المعبد اليهودي بالمنصورة ؟

دفئ الشارع والملامح المصرية الخالصة بلا نِزاع في غلاف عودة ثانية للابن الضال وضعني في حاله ما أنا مُقدم عليه من تفاصيل بإحساس عالِ وحنين مُتقد

أنا أسير ومَدين نفسياً لكل ما يذكرني بالمنصورة للأبد ..

الغلاف المختار بحرفية وعناية لصورة ملتقطة غير اعتياديه يُشعرك بالإندماج الفوري مع السطور بين غلافي الرواية .

طفولة حمادة أوريو

كيف سأعتذر لمينا إبراهيم نخلة ميخائيل ؟!

فوضي ما يعيشه أبناء المدارس الإبتدائية خاصة أبناء الثمانينيات وجيل السنوات الأولي لمطلع التسعينيات ملئ بالحكايات ..

والأستاذ محمد عبد الجواد وضع يده في سطوره بإجتماع حماده أوريو والذين معه من عصابة العفاريت الزُرق في إجتماعات دَورة المياه على جُرح شديد الإغارة بنفسي ..

أولاً أتسأل ما علاقة فكرة دور المياه أو كما تسمى " المشربية " بالتخطيط لجرائم صغية في عقول أطفال الإبتدائية ..

في الثالث الإبتدائي كانت دورة المياه ومن أمامها المشربية مقر لي أنا وعدد من الرفاق لإتخاذ قرار بأن نُجبر صديقنا " مينا إبراهيم نخلة " على دخول الإسلام

ضربنا مينا على رأسه في حَنفية المشربية ، خِيطت رأسه بغرزيتن ..

أغلقنا عليه صنابير المياه جميعها في كُل الفُسح " الصغيرة والكبيرة " لمنعه من ملئ " زمزميته " ..

لماذا كل الجرائم تُرتكب وتُخطط عِند المشربية !!

لَمس أستاذ محمد عبد الجواد الُجرح الغائر حينما شَرح نفسية حمادة أوريو صغيراً وعلاقته بالأستاذ رضا .. عَرف تماماً خبايا العصابات البدائية الصغيرة وأين تجتمع وأين تبدء جريمتها تخطيطاً وتنفيذاً .. ونفسياً أرخ لحالة التعقيد والغل الصغير والحقد المتنامي في النفس من ممارسات تبدو إعتباطية في العموم لكن أثرها النفسي حامي الوطيس لسنوات ..

على كلِ أعتذرت لمينا إعتذارا سخيفاً في الثاني الإعدادي عن سخافات الإبتدائي لكنه تخطاه بريبه ..

دورة المياه وعصابة العفاريت الزرق .. أعادت لي واحدة من أفظع سوئاتي ولو بيدي الأمر لركضت وزحفت أميالاً لأجد مينا إبراهيم لإعتذر له عن جريمة المشربية بحقه منذ 21 عاماً مضت ..

هذه واحدة من مأثر رواية عودة ثانية للإبن الضال " حاسب طفولتك كي تتخلص شيئاً ما من ثقل جرائم الصغر ولو للحظات "

حمادة أوريو مراهقاً وميتاً

متلازمه إختيار أسماء الشهرة الشعبية في الأحياء والشوارع المصرية

خَط لها الأستاذ محمد عبد الجواد خَطاً درامياً روائياً يتغلغل بك دون مبالغة أو تركيز مُلح يُشتت إنتباهك عن الفكرة الأصلية

حمادة أوريو وحكاية اسم أوريو أتت على مهلِ بلا إستعجال دون حِده لم تقلل من حده إثاره الإسم ولم تعطه أكبر من حجه في مجتمع عاشق لإسماء الشهرة الغرائبية ..

إسلام عَكه ، محمد أبورق ، محمود معاشات ، نصر أوطه وغيرهم ..

من حرفية أستاذ محمد عبد الجواد في الوصف وإختيار الأسماء انه يُعيط تفسير لقب الشهرة حيناً ويمنعه حيناً ليحافظ على إيقاع الشخصية النفسي داخلك وأنت تقرأ ..

وبهذا يُير في ذهنك تساؤلات عِده عن شهرة شخصيات مروا في حياتك

فجعلنى أتذكر

كِبار مبرمجي المنصورة ولفظ برمجي كان جديداً علي ولا أعرف هل صدر هذا الفظ بعد أن تركت مصر منذ 11 عاما تقريباً أم أنه كان حكراً على أبناء القاهرة ولم ألتقطه أنا طوال مكوثي في مصر .. لكنه كان ضمن الإضافات الجديدة لفظياً لي ..

أسماء الشهرة التي يبرع فيها أستاذ محمد عبد الجواد ليس فقط في عودة ثانية للابن الضال بل في كل ما يكتب وينشر وأخص الواقعة الخاصة بميتين أهله بالحب والذكر ..

تذكرت " الهِشكة أنوشه ، البكش ، وليد النينجا ، الياباني ، أبو القمصان ، محمد سرنجه ، خالد منكش "

كل هؤلاء كان لي طَرف من صداقتهم في المراهقة وأعوام الجامعة وكلهم من كبار البرمجية الأجلاء العِظام في المنصورة وكثير من أيامي دارت في رِحابهم ..

لكنني لم أجرئ يوماً في البحث عن سبب أسمائ شهرتهم إلا قليلاً وبأسئلة عابره ليست مركزه ..

في ظني أن أسماء الشهرة في الشوارع والاحياء الشعبية في مصر لابد لها من قاموس جامع لأشهر وأغرب الأسماء

والأقدر على ذلك هو أستاذ محمد عبد الجواد حِرفي الوصف لأسماء الشهرة وما خلفها من حكايات .

عقاب عودة ثانية للابن الضال

أستاذ محمد عبد الجواد قاسي في صنع حرفة التكثيف القاتل مكانياً ونفسياً مع الشخصيات ..

في عودة ثانية للابن الضال .. جردتني الحكاية من ذكرياتي ..

وصف الأماكن يلقي مرارا في المنصورة وشوارعها رغم أن الأحداث تدور في بنت المعز القاهرة ..

لكن الوصف للحالة المكانية بمشاعر مكثفة غير مباشرة .. كان في كل وصف يلومني أستاذ محمد عبد الجواد عقاباً

أنني لم أرى المنصورة ولم أشرحها بالشكل الكافي

عَملت طويلاَ في شارع الأوبرج أو شارع السوق الملئ بالصنايعية والتجار ، خٌضت كثيرا في حواري السلخانة والشيخ حسانين والعباسي وشارع المختلط والسكة الجديدة بين أقدم المباني والشوارع التاريخية للمنصورة

لكنني لم أعط المكان ولا الشوارع حقها النفسي تماماً .. وبدأت ذاكرتي مع أعوام الغربة الطويلة تتفتت ..

فيعاندني أستاذ محمد عبد الجواد كتابة كي أتذكر المنصورة حبيبتي الكائنة في قلبي بلا منازع

يعقابني بجال وصف المكان وأجوائه وإضائته

فَتروح رٌوحي الي السلخانة ، والمختلط وعزبة عقل وعزبة الشال ، والجلاء وشارع أداب

هذا السَحل المتعمد في جمال الوصف المكاني في رواية ما وخاصة في رواية كما رواية عودة ثانية للابن الضال

هو جرس إنذار ، تهديد بالعقاب إن تجاهلت حالة المكان من حولك ..

وَثق ، صور ، أكتب ، أملئ نفسك بمكانك ، شوارعك ، حواريك من حولك والأهم حكايا القابعين في هذه الأماكن ..

حمادة أوريو كانت عقاب لعاق مثلي لمدينتة الأثيرة في قلبه المنصورة وليس من دونها مدينة مهما عبرت في هذا العالم ..

استحق العقاب النفسي الشديد الذي خلفته رواية عودة ثانية للابن الضال فيّ نفسياً

لأنني لم أعطي شخصيات برمجيه مروا طويلاً في حياتي ولا شوارع كثيرة ركضت فيها دون اهتمام .. ولم أكن أعلم غيباً أن عقاباً أتِ لي في 2023 أتياً من شخصية حمادة أوريو وشوارع القاهرة ..

شكرا على تفاصيل عودة ثانية للابن الضال .. مَرجع الحكاية الشعبية لطبقة من أبناء مصر خاصة من رُواد السنة الأولى من التسعينيات أمثالي ..

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
1 تعليقات