فيلا القاضي > مراجعات رواية فيلا القاضي > مراجعة Zizi

فيلا القاضي - عمرو دنقل
تحميل الكتاب

فيلا القاضي

تأليف (تأليف) 4.4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

"وحتى لو غاب الجسد، فمداد الحروف لا يغيب"

فرج فودة تردد على مسامعى اسمه قبل ذاك، لكني كنت أجهله ولا أعرف شيئاً عن جيل التسعينات غير غرق العبارة وزلزال٩٢ ومهرجان القراءة للجميع، كانت الرواية فرصة للتعرف عليه عن قرب وانبثاق فضولي للبحث عنه أكثر ،والمثير أني لا أعرفه ولا يوجد لدي من كتبه ولا جرائد قديمة عن كتاباته،حملت كتابه "نكون أو لا نكون" من مكتبة نور، ملجأي الوحيد في الكتب القديمة الغير متوافرة في العادة وأقرأ فيه حالياً.

صراحة لا أعرف الرجل جيداً؛ لأنني لم أقرأ له من قبل فلا أحكم عليه حكم بائن، فهل هو كافر كما سمعت عنه لدرجة تحريم بيع كتبه كما رأيت سابقاً تعليقات هاجمت بشدة تاجر عرض إحدى كتبه أم تم ظلمه كالكثيرين الذين تبين براءتهم بعد موتهم؟، صراحة لا أخفيك شيئاً فأنا كما قلت لم أقرأ له من قبل، وبالتالي لا أعلم...، في بداية قراءاتي لكتابه أكثر ما آلمني هو إهدائه بدموع أب مكلوم على ابنه:

"إلى زملاء ولدي الصغير أحمد،

الذين رفضوا حضور عيد ميلاده،

تصديقاً لمقولة آبائهم عني.......

إليهم حين يكبرون، ويقرأون،

ويدركون أنني دافعت عنهم

وعن مستقبلهم وأن ما فعلوه

كان أقسى علي من رصاص

جيل آبائهم............"

يأتي الكاتب بتصويره في شخصية رجب عودة الكاتب الواعي العنيد الذي يقف في مواجهة أعدائه بلا كلل أو خوف، لا يثبطه تحذيرات أو خطابات تهديد أو تحذير صديقته الدكتورة سامية المهدي، الوحيد الذي حاول فوراً المساعدة في عملية ابنة خادمة الدكتورة سامية بدون انتظار مقابل أو تصالح مصالح كما فعل الآخرون، ثم يأتي الكاتب بتصوير فيلا القاضي، وهي اسم ساخر ليست اسم على مسمى بل بؤرة فساد عفن مست الجميع بما فيهم الأبرياء مثل مديحة الخادمة.

لاحظت أيضاً ما رمى به الكاتب في تصوير القاتل كريم في الرواية، لا يقرأ ولا يكتب كما كان القاتل في الحقيقة عبدالشافي عندما سئل في المحاكمة عن أي من كتبه رأى أنه مرتد، فأجاب بأنه لا يقرأ ولا يكتب وأنه تلقى الأمر بالقتل،

بالطبع رجل لا يقرأ ولا يكتب سيكون مصيره السماع وتصديق ما يقال له دون تفكير منه،وهنا مقطع دل به الكاتب على ذلك على لسان القاتل:

"قالو إنه....منكر مشرك مارق كاذب

وأخبروني بسعيه لنشر الفسق والبغي والعهر والفجر.

وأنبؤوني بخطر فكره ورأيه واعتقاده وخاطره

وحدثوني عن تهديده للدين والمذهب والعقيدة والإيمان"

كما لاحظت ما رمى به الكاتب في مهمة السماع والطاعة دون تفكر فمثلاً كان من الضروري لإتمام الأمر عدم إخبار كريم زوجته مديحة لأنها تقرأ، العلم كان سيفتضح الأمر، لابد أن تكون مغيب ومطيع فحسب كما حدث أيضاً مع الدكتور خالد.

يقول الطيب صالح في رائعته موسم الهجرة إلى الشمال

"لو أن كل إنسان عرف متى يمتنع عن اتخاذ الخطوة الأولى، لتغيرت أشياء كثيرة"

لفت نظري أيضاً تصوير تجربة الإنفصال وأثرها على الأبناء، والحقيقة أني كزينب قد عشتها عن قرب جداً مع أقرب المقربين لي وأحسست بإحساس البطلة الدكتورة سامية، رغبتها بالخلاص من حياتها بالزواج من القاضي، لكن المشكلة هنا بدلا من أن تكون ضحية واحدة لانفصال واختيار خاطئ ولم يكن لديها مسؤولية تقريباً كابنة، أصبحت بطلة الحكاية وعلى عاتقها مسؤولية الظهور اللائق المجتمعي كزوجة بدلاً من أمها، محاولة الاستقرار في زواجها لكيلا تشمت بها أحداً، تحملها خيانة زوجها بحجة الظهور المجتمعي اللائق وسط صفوة المجتمع، طالها العفن وأخذت جانب من دناسة زوجها بل ومشاركته في ذلك وتعلمها مبدأ تصالح المصالح ، بعدما كانت تراه فاسداً في أول زواجها منه.

الرواية في المجمل كانت رائعة فعلا وعبرت عن أفكارها وقد وصلت بالفعل لقارئها وهذا ما لفت نظري فيها وتحدثت عنه.

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
7 تعليقات