الصداقة كما رواها علي علي > مراجعات رواية الصداقة كما رواها علي علي > مراجعة Mena Mobarak

الصداقة كما رواها علي علي - محمد عبد الجواد
تحميل الكتاب

الصداقة كما رواها علي علي

تأليف (تأليف) 4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

انطباعات مبدئية تليق بجوودريدز، لحد ما يتحط الكتاب على جوودريدز.

الصداقة كما رواها علي علي: قراءة في الصداقة والتعجّل ومِنْ الحب ما فعل.

* رحلتي: تاني رواية أقراها للكاتب، ضمن التلات نوفيلات اللي نزلوله مع المرايا في معرض القاهرة ٢٣، ونزلوا متأخر فملحقتهمش للأسف، بس أنبسطت لما لقيتهم على أبجد (مشكورا)، بس ميمنعش إني هجيبهم ورقيا ف وقت من الأوقات؛ لأنهم فعلا يستاهلوا، ولأنه -لحد دلوقتي، وبعد البديعة؛ جنازة البيض الحارة- مازال الكاتب بيدهشني، ومازلت بحاجة للمشي تحت السطور بقلم، والتعليم على براعة شوية تعابير وتشابيه ووقفات موسيقية مخلوقة بالحروف والنقط، ذكرتني بحبايبنا اللاتين المجانين اللي بيحسسوني بالأمان، وبقدرتهم على خلق تعبيرات بديعة بتقولنا إن سلاح اللغة لسا بخير، وإن مهما حصل هتظل تركيبات الكلمات جمب بعض لسا قادرة على إثارة دغدغة داخلية محببة، ونشوى روحية منشودة، ولو بعد مليون سنة من اختراع الكتابة وتطور اللغات، ولو بعد حين.

المهم، تجربتي معاها كانت مصبوغة بالسابق، لأنها بالنسبالي -لا إراديا- ظهرت في ظل جنازة البيض الحارة، واتقارنت بيها من غير ما أكون قاصد، المهم إذن، مطلع الرواية مرعب، رهيب، مش ممكن، على عكس مطلع "الجنازة" اللي كان لطيف جدا، بس مش قوي، مطلع "الصداقة" -وعلى قدر مقتي لاختصار أسماء الكتب الكاملة، بس لدواعي الظروف هنختصرهم- كان رصين، بيقول إن في تطور في قدرة الكاتب على الغرق مزيدا في المحلية الملهمة، بعدد أقل من الشخصيات وبسخرية أقل لذعا من "الجنازة"، مع استمراره في تشبيهاته المعقدة وجمله الطويلة والاعتراضية الخالقة لروح استمرت تفكرني بأبي كل الأدباء الآخرين؛ حبيبنا ماركيز -رحمة الله عليك يا حبيبي، وبشبيشا للطوبة اللي تحت راسك والله-، وبالتالي توقعت إنها اتكتبت بعد "الجنازة" -ف الأغلب اتأثر عليا بتواريخ الإعلان عن النوفيلات اللي أسرتني للحظتها، على صفحة المرايا على فيسبوك، من شهر- لما الكاتب عرف يمسك تلابيب حكايته أكتر، ويغرقنا في ماكوندو مُصغّرة -معرفش عن قصد ولا لا- في حي أرض الحميّات -مسكن الفقر والعفاريت والغائط ورسوم علي علي على الحيطان والبشر- وهكذا وهكذا، بالكثير من القصص الفرعية الجميلة بنتعرف على عم/الحاج أحمد علي، وصديقه/ضرة مراته علي علي، ومراته صابرين (هل الاسم مقصود؟ صابرين على البلاء؟ معتقدش) وبنشوف صعود خوسيه أركاديو الخاص بينا (ولا كان اسمه أركاديو خوسيه؟) وبناءه لمملكته الصغيرة وقصة تعرفه على صديق عمره علي علي، لنهاية القصة اللي مش عايز أحرقها.

* طموحاتي حوالين النص: كنت محتاج أنه يكون أكتر، أطول، وأعمق، وأكثر تفصيلا في قصة الصداقة. كنت محتاج تاريخ أكتر للطبقة دي وللشغلانة دي. كنت محتاج علاقة مشوبة بالشبهات بينهما (فقط للمزيد من التتبيل، وإثارة القلاقل، الشيء اللي عملته "الجنازة" بطريقتها الخاصة). كنت محتاج يكون فيه مبرر للتحول المفاجيء في شخصية علي علي، مرورا بتصرفه في آخر فصل (اللي حسيته اتسلق بسرعة ومتمش التمهيد ليه ولا تبرير تطوره وحدوثه، مع أحمد علي، ولا مع صابرين، وقصة حبه نفسها كانت محتاجة تبرير أكتر لفيتش الشعر البني عنده، بالمزيد من التاريخ والتروماز والقضايا وإلخ إلخ)، كنت محتاج المزيد من الحكي، والمزيد من الشخصيات، والمزيد من الترابط بينهم، والمزيد من المبررات لتصرف الشخصيات (لحد دلوقتي البروتاجونست، ف النوفيلتين، بيقرر قرارات فجائية -ميسوجنستية- ف آخرها، ف "الجنازة" مبررة، ف "الصداقة" مش مبررة)، كنت محتاج المزيد من غدر الصحاب والشهامة والشجاعة والدناءة والسحر. أولسو، كنت محتاج إن الخاتمة متكونش سريعة ومتعجلة كدا -زي "الجنازة"- كنت محتاجها تاخد مجراها براحتها وتكون ملحمية زي خاتمة "الجنازة". أخيرا وليس آخرا، كنت محتاج إن الكاتب يستعيض عن استخدام "الذي فعل/ الذي كذا" في إردافه لجمل إضافية بمعلومات ساحرة عن شخصياته، كنت محتاجه يلعب باللغة أكتر من كدا، ويخلق أدوات ربط مبتكرة أنا شبه متأكد إنه قادر على الأتيان بمثلها.

أعتقد دا كل اللي خاطر على بالي حاليا، ودي مش مراجعة نقدية ولا أكادمية ولا تطبيلية للكاتب اللي معرفهوش شخصيا، ولا ناتجة عن دراسة ولا قراءة اتنين وتسعين ألف سنة للأعمال الأدبية الهامة وفطاحل أرباب النثر والشعر.

أنا بس بحب أكتشف حاجات حلوة، وبحب أقول على الحاجات الحلوة إنها حلوة. وبما إن الكتاب المديوكرز بيتمدحوا-بعته أدبي، وبحِس مريب من الثقة في الحكم على الناس والأشياء- من قراء مديوكرز، فمن حق كاتب مش مديوكر يتمدح من قاريء بيحاول ميكونش مديوكر. وشكرا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
2 تعليقات