مولتينج > مراجعات رواية مولتينج > مراجعة Rahel KhairZad

مولتينج - أيمن القاضي
تحميل الكتاب

مولتينج

تأليف (تأليف) 4.4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

اسم الرواية: مولتينج

اسم الكاتب: أيمن القاضي

تصنيف الرواية: اجتماعي نفسي واقعي

إصدار: 2023

صفحة: 390

إصدار: الرسم بالكلمات للنشر و التوزيع

⭐️⭐️⭐️⭐️

■ فخ الألم النفسي هو أنه يحوّل الألم إلى معنى، إلى قيمة، فلا تستطيع بعدها اقتناس أيٍّ من حقائق الحياة إلا عبر المنظار المكسور لألمك.

(هيفا نبي)

طوال فترة قراءتي للرواية وأنا أبحث عن جملة تصف حالة البطل وكشخص يؤمن بالإشارات إلى حد ما وجدت الكلمة السابقة بالصدفة على لسان الكاتبه التي لم اسمع عنها من قبل بعد أن أنهيت الرواية لتكون خير دليل على ما يعانيه البطل.

تتحدث الرواية عن "هارون الركيبي" ام نقول "الشيخ هارون" أم "هارون الفلتان" دعوني أخبركم ليكن "هارون" فقط "هارون" الإنسان بكل ما يحويه من تشتت وتخبط في أحلك الظروف او صفاء في ازهى اوقاته طفل ولد بعد طول إنتظار للشيخ "إبراهيم الركيبي" وحينما أتى وهبهم الدموع جراء فقد امه بعد أن أدت مهمتها بقدومه لتتولى عمته رعايته مع والده عسى أن يعوضا ما فقده من حنان أم لم يرها.

يحاول الشيخ "إبراهيم" تنشئته على طاعة الله وحبه وانه كلما دعاه استجاب بكرمه ورحمته ولكنه عقل الطفل الذي لا يعي كل الأمور يجعله يصطدم بتأخر الإجابة حتى يقابل "رحيل" والتي تعيد صياغة الأمور بطريقتها ومنظورها الذي يحبه ويفهمه عكس منطق أباه.

تمر السنون وتقوى الروابط ويشب الطفل ويصبح "الشيخ هارون" ذو الثلاثة عشر عاماً بعد أن اختاره مولانا "خليل المحمودي" واهداه سبحته ليسير في درب العارفين ومع ذلك يصبح التعفف واجب ولكن كيف لقلب المتيم أن يتوب كلما شب الشيخ شبت نار الحب في قلبه أذكر وصفه لأختيار مكان صلاته يوم الجمعة في الخلاء حتى يرى منزل "رحيل" الحبيبة وقتها تذكرت بيت شعر ل عروة بن حزام يذكر حاله بدقة يقول:

أصلّي، فأبكي في الصلاة لذكرها

ليَ الويلُ ممّا يكتبُ الملكانِ

ولكنها سنة الحياة من أعراف وتقاليد تقف بين المحبين فكيف للشيخ ان يحب بنت النصارى فيقرر السفر للقاهرة لأكمال تعليمه ويحاول النسيان ولكن القلب يظل على عهده يأبى ان يحب سواها لتعود الروابط بينهم حتى يحول بينهما الواشين والحاقدين مثل أمين ويتبدل الحال ليتحول لفتنه طائفية وثأر لا تمحوه السنين.

" كنت أنظر إليهم وأفكر .. هل الإنسان جُبل حقا على الخير؟!.. أم أن الشر كان راقدا يزاحم منذ الأزل؟ "

سؤال طرحه دكتور أسامه في أول الرواية لعل الإجابة عنه تكون احد الافكار الأساسية للرواية بالإضافة لفكرة الصبر على الأقدار ومجاهدة النفس في ذلك علها تبلغ ما تريد فمن لا صبر له لا عطاء له "أما أتاك حديث أحد العارفين أن قال (لولا البلاء لكان الناس كلهم عبادا زهادا .. ولكنهم تجيئهم البلايا فلا يصبرون عليها، فتحجبهم عن باب ربهم عز وجل .. من لا صبر له لا عطاء له). ‏ "

استطاعت الرواية جذبي من اول كلماتها إلى أخرها فكان لوقع السطور الاولى منها سطوة عليَّ بما تحمله من إثارة وتشويق وما تلاها من فصول تٌحكى على لسان الأبطال كل على حِدا، وإن كانت اتسمت بالرتابة في بعض الأوقات ولكنها مقبولة بوجه عام ويغلب عليها جانب الإثارة .

ناقشت الروتية الكثير من القضايا على سبيل المثال كنت قرأت مؤخراً عن سرقة الأعمال الأدبية للشباب الجدد من قبل كُتاب مشاهير ووضع اساءهم عليها مقابل النقود، كما تطرقت إلى طرق التنشئة للأطفال وكيف تؤثر عليهم مدى الحياة، بالإضاغة إلى الصراع الأزلي بين الخير والشر الباقي ما بقيت البشرية قائمة، كما ناقش النزعات الدينية المختلفة والتعصب لها وكيف أن البعض يتخذ الدين غاية في حين أنه وسيلة فما المانع من التعايش والتواد بين الناس على اختلاف دياناتهم ما دامت كل الأديان تدعو لعبادة إله واحد ، كما تطرق على الهامش لما يحدث من تسيب في بعض دور النشر "تحت السلم" والتي لا مانع عندها من نشر اي شيء ما دام تلكاتب من سيتحمل تكلفة النشر وهي ستقبض الثمن ، ناهيك عن فساد المؤسسات والحكومات وأنه كلما زاد بغيهم زادت مكافأتهم وتقليدهم أعلى المناصب ونتيجة لذلك ظهور الهجمات الإرhابية الغاشمة وأخذ الحبل بالنابل.

بالنسبة لي جاءت الحبكة متوسطة ترضي الفضول وتجيب على كثير من النقاط وإن كنت وددت لو علمت بعض الأمور كنهايات بعض الشخصيات مثل النائب "فؤاد جبر" وما حل ب "ندى" وددت ايضاً لو علمت الخلفيات التاريخية او الحياتية لبعض الشخصيات بما يكفي مثل خلفية "سردينه" وما حدث ل "أمين" الذي ظهر مثل عفريت العلبة بعد غياب خمسة عشر عاماً وما سر العداء الرهيب بينهم منذ الصغر برغم إنقاذ "هارون" له من الأفاعي في الصغر.

وكما أشرت سابقاً إلى أن نهاية العمل جاءت مبتورة لبعض الشخصيات فقد كانت مرضية لي بالنسبة لمن علمت فأحببت نهاية بسام وكذلك نهاية هارون وإن كانت تعتبر مفتوحه ولكن بها من الأمل ما يسترعي الإنتباه خاصة وأن له خلفية مَرَضية لعلها تشفع له وللأمانة حزنت على دكتور "أسامة" جداً بالرغم من أن دوره كان أقل مما يجب وليس ذو تأثير فجل ما كان يفعله هو الاستماع أغلب الوقت دون دور مؤثر في العلاج.

جاءت الرواية في سرد سلس بطريقة الراوي المباشر فكانت تنساب الكلمات تعبيراً عما يعتمل في نفوس الأبطال وما يحدث لهم وإن كان اتسم في بعض المواضع بالرتابة الا أنه في مجمله كما اشرت سابقاً كان مقبول ويتسم بالإثارة حنى أن الكاتب في بعض المواقف كنت أشعر وكأنه كلما خانه قلمه وثقل تعبيره أعطى الفرصة لبطل أخر ليشد من أزر الأحداث ويمحي الملل.

جاءت اللغة فصحى سرداً ومختلط حواراً ما بين العامية والفصحى وإن كنت أتفهم أن بعض الشخصيات مثل "سردينه" كانت لابد أن تكون لغة حواره عامية إلا أن الخلط الذي اقصده كان في نفس الجملة للبعض مثل "ما كل هذه الفرحة يا ندى .. ده أنا راجع مش طايق نفسى" على لسان "هارون" او "مبسوطة بس عشان خرجت من الكهف .. لكن أمر العمل صدقنى سهل .. واثقة بأن الله سييسر أمورك. ‏" على لسان "ندى" هذا وإن كان حدث هذا اللبس إلا ان الحوار لم يتسم بالركاكة وكانت اللغة مقبولة في سياق الأحداث.

فيما يخص هارون كانت لغته لا تخلو من بعض المطلحات التي تنم عن خلفيته اللغوية كمصحح لغوي وإن كانت تكررت هذه المفردات تكررت على مدار الرواية مما افقدها زهوها أحياناً . كما أن الرواية كان بها بعض الأخطاء الإملائية وما يتعلق بعلامات الترقيم والتنوين وإن كان هذا تم التغاضي عنه اثناء القراءة إلا أنه وجب التنويه عنه لتفاديه في القادم.

تعددت شخصيات الرواية مابين رئيسية وفرعية كل له دور مؤثر وفعال لعل أهمهم في رأيي:

هارون الركيبي: البطل الرئيسي والذي ظل حبيس لذكرى فقدانه معشوقته الوحيدة بالرغم من محاولته الإستمرار في الحياة وبناء اسرة وحياة جديدة والذي لم اشعر بالشفقة لحاله بقدر ما أثار استفزازي جراء افعاله التي لم أجد حالته الصحيه مبرر كافي لها فإما ان يستطيع المضي قدماً في حياته او يظل أسير لذكريات الماضي أما أن يستجيب لأحداهن ويرفض الأخرى وفق هواه فهو ما أثار حفيظتي تجاهه اغلب الوقت.

بسام: فنان تشكيلي عاشق للحياة وناقم على الفساد وممتهنيه أياً كانت صفتهم ثائراً للحق في كل وقت بأي طريقة أستطاع فلا مانع من خرق قانون او نشهير بأحد المهم أن يظل قادر على التعبير والنضال فهو مقتنع تمام الإقتناع بأن "يتعاظم الشر فى نفوس البشر حين لا يجد من الناس من يردعه ومن القانون ما يمنعه‏ ".

ندى: الفتاة البسيطه التي لا هم لها سوى الحصول على زوج وتكوين أسرة تدور في فلكها ليصبح لها وجود وعليه قررت المحاربة من أجل تحقيق هدفها ولكنها اصطدمت بواقع لم يكن في الحسبان لتوتجه نفسها بأنه "كان ينبغى أن أفهم أنه من الصعب الإبقاء على شخص ينشد الرحيل… شخص طالما وجدته يفر بروحه منى وأنا لا أزال ألاحقه راجية أن يلتفت فأنال الحب الذى أستحقه."

سلفراس: إمرأة مطلقة تشعر بالتخبط ومنذ طلاقها وهى تضرب فى كل إتجاه بحثًا عن نفسها‏‎..‎‏‏ حلمها الدائم ورغبتها المحمومة أن تصعد على منصة وتشهد تصفيق الجميع… ما هويتها لحظتها..؟ لا يهم . اتخذت حيز من حياة هارون وانتهت قصتها بما يلائم افعوانيتها.

أمين: مثال حي للشيطان يمشي على قدمين كل ما يريده هو نشر الوقيعة بين الناس وبث سمه في حياة الجميع.

سردينه: احدهم بلطجي مثل الكثيرين يظل خارج عن القانون يرهب الجميع ويظن ان له يد مع الحكومة حتى يصطدم بواقع ان لا قيمة له.

فؤاد جبر: كاتب كبير خبر من الحياة ما جعله يعلم اي الدروب يسلك جيدا ولا مانع لديه من التحايل ايحظى بالعديد من المزايا وإن كانت به نزعة من الضمير الذي يحاول ارضاؤه "الأدباء فى بلدك يذهبون وراء القضبان إن زل قلمهم وكتب ما لا يعجب الكبار… السلطة هى كل شىء هنا، وقد اكتفيت من الكتابة بعد كل هذا العمر وأنشد أن أستريح. "

رحيل: عامل رئيسي في حياة البطل وسبب ما آلت إليه حالته وتعتبر رمز النقاء والخير لديه لذلك آثر التشبث بحلم الوصول إليها رغم كل شيء.

عادةً تجذبني العناوين الغريبة وهذا ما حدث مع الرواية فآثرت قراءتها لمعرفة المعنى وكان ملائم وإن كان لم يأخذ الحيز المناسب من الرواية فكان معبر عن مدى الألم الذي لابد من التعرض له للوقوف من جديد بعد بعض الأزمات التي نتعرض لها. أما عن الرواية ككل ففكرتها ليست بالجديدة ولكن توظيفها وطرحها كان شيق وممتع مما جذبني لإتمامها في وقت قصير ومما اعجبني جدا ظهور ومضات من أمل مثل الشيخ المحمودي أو الشيخ بلال وظهور محمود عرفة في احلك الأوقات كرمز لأن الخير باق رغم عدم رؤية البطل لكل هذه الإشارات. كما احببت بعض القصص والاقتباسات الشعرية في الرواية التي تنم عن إطلاع الكاتب. وعلى الرغم من انها تعتبر متوسطة المستوى وتستحق الثلاث نجوم فمن عادتي أن اهدي نجمة إضافية للعمل الأول للكاتب كمشاركة له فرحته بطفله الأول وتحية مني لشجاعته وإقدامه على هذه الخطوة. احببت التجربة ككل ولنا لقاء اخر في العمل الجديد إن شاء الله.

بعض المآخذ على العمل:

●أحياناً كنت اشعر أن الكاتب كلما خانه التعبير مع هارون هرب إلى بسام ليستعين بشخصيته الواقعيه عن تهلهل شخصية هارون في بعض المواضع.

● هناك بعض النهايات التي كانت مبتورة وغير محسومة بالنسبة لي وددت لو عرفتها مثل نهاية فؤاد جبر و ندى.

● لم استسغ رد فعل أهل ى تجاه اختاؤها الذي مر مرور الكرام فقط قاطعوا هارون.

● دوركتور أسامة كان به تعجيز لقدرات الطبيب تلنفسي واقتصر فقط على الاستماع اغلب الوقت.

● دور الضابط طارق أيضاً كان به تهميش وغير واقعي او حازم في قراراته عكس ما هو معلوم عن ممتهني تلك الوظيفة بالإضافة إلى خطأ في رتبته في الحديث ما بين مقدم و عميد.

● لم اقتنع بتشخيص المرض ب صرع الفص الصدغي مع ما آلت إليه الأحداث فما يلائمه كان الإكتئاب بناء على الاعراض والأحداث التي تمت.

● شعرت فقر في المراجع المستند إليها وددت على الأقل بذكر أسماء الكتب عوضاً عن إستخدام أسم الطبيب فقط.

إقتباسات راقتني:

●المرأة هى المرأة صغرت أم كبرت .. يرق قلبها للعاطفة ويوجعها دموع الرجال.

● أشق ما مر بقلبى أن الأيام الجهمة جعلته يا سيدتى قلبا جهما، سلبته موهبة الحب .. وأنا لا أعرف كيف أحبك وبأضلاعى هذا القلب) . صلاح عبد الصبور

● الحب لا يُبرر.. إنه سر من الأسرار الإلهية يبعثه الله فى جنبات النفس فيجعلها تفيض نورا وخيرا.. ومضة تضىء القلب فى لحظة خاطفة لا يعلم متى وكيف اجتاحته.

● هذا هو ما يفعله الحزن‏‎ …‎

‫ ‏يصبغ الأشياء بصبغته الكئيبة.. فابتسامة الأصدقاء تشفى، والأصوات المنتشية عويل، الغناء شجى واللحن يكاد يبكى.. فى كل مكان شخص سيئ ستصادفه وفى كل لحظة خبر مشئوم منتظر ..

● النضج أبدا ما جنَّب أحدًا الحزن، هو فقط يعلمنا أن نكاتفه كصديق حتى نتمكن من عبور طريق الحياة الطويل…

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق