رواية رائعة تتناول مرض الوسواس القهري باحترافية طبيب مضطلع و تجسد المشاعر الإنسانية و الصراعات النفسية بمهارة أديب سلس ، بدأت قراءتها متسائلا ، هل يمكن لصاحب الاضطراب النفسي أن يسيطر علي حياته بعدما عصف بها المرض النفسي سنين عديدة ؟! هل يمكن أن يحقق ذاته و يسعد أحبائه ؟ هل هنالك بصيص نور في آخر النفق ؟ و كيف السبيل أليه ؟ هل كان لنا ذنب في الإصابة بمرضنا النفسي ؟ أم أن اساءات الطفولة لها نصيب الأسد من أصابع الإتهام ؟ ، كم تبلغ تكلفة التعافي ، و من يتحمل مسؤليتها ؟
للوقت وجدت نفسي أُنهي الصفحة تلو الصفحة فتزداد تساؤلاتي كما و تتضح كيفا ، و كلما تأملت أحداث الرواية و كلماتها كلما اهتديت لأجوبتي الخاصة ، فوجدت المتعة المرجوة من رواية اجتماعية نفسية عشت معها و مع شخصياتها انتصاراتهم و انكسراتهم ، إقدامهم و ترددهم ، خوفهم و دنائتهم ، و قبل هذا و ذاك وجدت اخيرا أنيسا لي يفهم اضطراب أفكاري و جموحها و يعينني عليها .