أذكار الموت > مراجعات رواية أذكار الموت > مراجعة Mohamed Khaled Sharif

أذكار الموت - حسن الجندي
تحميل الكتاب

أذكار الموت

تأليف (تأليف) 3.9
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

بعد غياب عامين، وروايته المُخيبة للآمال "صلاة الممسوس"، يعود "حسن الجندي" برواية جديدة بعنوان لافت وجذاب، وغلاف يعدك بالدموية، والغموض، واختيار النبذة في خلف الكتاب كانت خادعة، توحي لك أنك على موعد مع رواية عن تحضير الأرواح، ذلك الملعب الذي لعبه حسن الجندي حتى اتقنه ومل منه، فأصبح يكتبه بلا أي شغف، كما رأينا في صلاة الممسوس.

ولكن بداية هذه الرواية كانت أكثر من جيدة، رغم أن الفصل الأول يعدك برواية موضوعها استحضار الأرواح، ولكن بعد ذلك نذهب في رحلة أكثر من جيدة، رحلة من نوع الجريمة والإثارة، وهي بكل تأكيد جديدة على "حسن الجندي"، إذاً فقد قرر أن يخرج من عباءة الخوارق ويكتب رواية إثارة وتشويق، يكفي حكايات عن الجن، ويكفي حكايات عن الأرواح، أليس كذلك؟ ليس تماماً.

الجزء الأول من الرواية، الذي كان يحكي فيه بطلها داوود، كاتب الروايات الرومانسية، الذي قرر أن يكتب رواية جريمة عن قاتل مُتسلسل، يعرفه في الحقيقة وقد قابله بل وكانا صديقان، وفي نفس الوقت تكون روايته الأخيرة، حيث أنه مريض بالسرطان، وأيامه أصبحت معدودة في الحياة، لنستكشف حياة "داوود" المؤلمة في الحقيقة، بسخرية مُضحكة تجلى فيها الجندي بخفة ظله التي كانت فعالة، فحتى في أكثر أجزاء الحكاية ظلاماً، تأتي خفة الظل لتُبدد قليل من هذه العتمة. النصف الأول من الرواية كان فعالاً وأكثر حيوية، تشعر أن "حسن الجندي" ترك نفسه ليكتب دون قيود أو نظام معين، سخرية سوداء لاذعة لدور النشر وأصحابها، خفة ظل مُضحكة فعلاً، وتليق بالمواقف، نقد اجتماعي بسيط، وحكاية مآسأوية تليق بأن ننظر إليها، وتستمر الحكاية ونتعرف على خلفية "داوود" الجذابة، والمؤلمة، بتقلباتها المجنونة، ومآسيها الكثيرة، حتى إنتصاف الرواية، وتتذكر ذلك الفصل الأول الخاص بتحضير الأرواح؟ يطفو على السطح، ونتحرك مع حكاية نعلم نهايتها، فعرفنا من القاتل المُتسلسل، وعزيت ذلك لأنه رُبما يكون هناك إلتواءة بشكلاً ما في النهاية، ولكن النهاية سارت بشكل مُمهد لها كما رأيناه من نصف الرواية، فقط حدث مُعين غير منطقي، وغير مُقدم ومؤسس في الأحداث، ليُساعد فقط على نهاية أكثر شاعرية وعدلاً.

يُحسب لحسن الجندي أنه حاول الخروج من عباءة الجن والأرواح، ولكن يبدو أنها لا تزال مُتلبسة في كتابته، فسيطرت على الحكاية والنهاية، رغم إنها ليست ضرورية، كان يُمكن أن تكتمل الحكاية بشكل أفضل من مُنتصفها ودون تدخل الخوارق أو الماورائيات، والتركيز على إلتواءة تليق برواية جريمة، وبالأحداث، عوضاً عن إقحام الأرواح ولعبتها، والتي لم تكن حتى جذابة أو فعالة بداخل الأحداث.

لو قارنت هذا العمل بآخر عملين للجندي، صلاة الممسوس، وأيام مع الباشا، فهذا العمل أفضل بكثير، وكان في طريقه أن يُصبح عملاً ناضجاً ومُكتملاً، وحتى لو اعتمد على الخوارق بشكلاً ما فكان يُمكن أن يتجنب أن تتوقف النهاية على إفتعال وجودها.

خيبة أمل جديدة من حسن الجندي، وحقيقي أتحسر على الجزء الأول من هذه الرواية، فكان مُمكناً أن تكون أفضل من ذلك بكثير.

تقييمي الفعلي نجمتان ونصف.

Facebook Twitter Link .
5 يوافقون
اضف تعليق