رُبما عليكَ أن تُكلم أحداً..
يُمكنني وصفه -ولو بشكل شخصيّ- بأنَّه بمثابة وصفَة علاجيَّة، أو نورٌ سطَع على ظُلمة كنتُ أغرقُ فيها جهلاً فسلطت ضوءاً عليها حتى فهمتها.
في الوقت الذي كنتُ فيه حبيسَة ظلام يحيط بي فأرفع يدي فلا أكادُ أراها، ثم تحولت لخدرٍ كامل فلا أدري أرفعتها أم فقدتها.. وأنا في خضم هذا الخدر الذي لا أفهمه.. الذي جعلني حبيسته لفترة من الزمن فلا أكتب، ولا استمع، ولا أشاهد حتى... أو أفكرَ بشيء..
مددتُ يدي فكانَ أولُ ما تلمسته.. فكان بمثابة أول حبَّة دواء ألتقطها..
.
.
ستجد ضالتك في هذا الكتاب إن كنتَ تبحث عن فهم لتساؤلاتكَ حولَ شعورَك، أو غضبك، أو ذلك الحزنَ الذي يتملكك.. فربما لا يُقدم لك علاجاً ناجعاً بقدر ما يغوصُ في دهاليزك وينيرها فيستعرضها أمامك.. فتشعرُ تارةً بالخجل، وتارةً تُلاحق الكلمات لتصلَ معها لنهاية مسارها.
كتابٌ يستعرضُ بجُرأة المشاكل، والقصص، ويدخل في النفس البشريَّة فيظهر حالتها الإنسانية بكل صدقها، وحزنها، وتناقضها، وشعورها، والألم الذي تكتسي به. ويحيكها لك بكل عطف ولين.
ربما عليك أن تكلم أحداً، يعلمكَ عن الوجه الآخر، العاطفة للمعالج النفسيّ. فيجول بينَ حياة الطبيبة النفسية ومشاهداتها وأفكارها، وبين حياة مرضاها وقصصهم وتساؤلاتهم..
لوري غوتليب مُدهشَة..