سارقة الكتب > مراجعات رواية سارقة الكتب > مراجعة أحمد فؤاد

سارقة الكتب - ماركوس زوساك, دالية مصري
تحميل الكتاب

سارقة الكتب

تأليف (تأليف) (ترجمة) 4.5
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
2

رحلة حزينة عن الفقد وانعدام الأمان وعدم إنسانية البشر والبحث الدائم. عن البراءة والعدل وسط جنون الشعبوية. عن التمسّك بالحياة وجمالها رغم كُل القُبح المُطلّ من أفعال البشر. عن الكلمات وتأثيرها سحري في الشر والخير على حدّ سواء. عن الأمل الذي رُبما يأتي يومًا ما، لكن بتكلفة قد لا تتحمّلها القلوب البريئة!

لقراءة المُراجعة على موقع عالم موازٍ - اضغط هُنا

****

تأخذنا الرواية لنتتبّع رحلة الطفلة المُراهقة ليزيل وزملائها وجيرانها، حيث فضّل الكاتب سرد الرواية بنظرة مُراهقة تحمل براءة الطفولة كوسيلة للتخفيف من الواقع المؤسف والسوداوي الذي ألمّ بألمانيا في تلك الفترة. وهذا بالتأكيد أتى بثماره فالقارئ يستشعر البراءة في كثير من المواضع، كما يستنبط بعض الأفكار التي لا يعرضها الكاتب بشكل صريح، وإنما يُضمرها في تساؤلات طفولية بريئة عن أهمية الآخر في المجتمع، لنلمس مشاعر التحامل وانعدام الشفقة وشيطنة الآخر التي تجتاح الوطن مُعززة بشعبوية متطرفة تطيح بكل ما نعرفه عن المنطق.

أسلوب السرد لم يعجبني. فكرة كشف الأحداث في المستقبل ثم العودة لشرحها مزعجة، الأكثر إزعاجًا أنها لم تكن مرة واحدة بل حدث ذلك عدة مرات بامتداد الرواية كلها. حتى أن الأمر صار مملًا. (أتعرف لقد مات الشخص الفلاني، تعال أحكي لك كيف مات!) أو (سيدخل هذا الطفل في عراك لكنه لن يموت إلا بعد خمس أشهر فلنعد للحكاية وأحكي لك عن الصراع الذي حدث في العراك!)

لاحظت أن هناك نمطًا سائدًا في سرد الروايات الغربية الحديثة ينتهجه الكُتاب، حتى أنني أشعر بتشابه صارخ في طريقة السرد بل وفي طريقة الوصف، أظن أن هذه رغبة دور النشر أو رغبة الوكلاء الأدبيين الذين يجبرون الكُتاب على اتباع ذلك النمط. قرأت من قبل لبعض الكُتاب عن تجاربهم الشخصية عن هذه المُشكلة. بالتأكيد لا أتحدث عن جميع الروايات، ولكن لاحظت هذا في بعضها خاصة المشهور منها.

حجم الرواية ضخم، وللأسف أغلبه إسهاب لا يُقدّم أي فائدة للرواية، لا يُقدّم أحداثًا أو تصاعدًا في الشخصيات أو يزيد من تعقيد الحبكة. الرواية أحداثها جدًا قليلة. حتى الشخصيات لم يتم تناولها بشكل عميق، بالطبع أفهم أن الرواية مُخففة وأنها بنظرة طفلة مُراهقة، لكن إن كان الأمر هكذا لماذا تطول الرواية وكأن الغرض هو ملء أكبر عدد من الصفحات؟

نعم هناك روايات شهيرة أخرى شابها الإسهاب غير المُبرر، لكن ما كان ينقذها هو أسلوب السرد الأدبي والبلاغة أو الوصف المُدهش أو طريقة الحكي. يشعر القارئ بالاستمتاع لمجرد القراءة بغض النظر عن الأحداث. على سبيل المثال لا الحصر (ومع اختلاف الشكل البلاغي أو المستوى اللغوي) كافكا على الشاطئ لهاروكي موراكامي، ثلاثية نجيب محفوظ، عزازيل ليوسف زيدان. مع التأكيد عن أن تلك الروايات كانت زاخرة بالأحداث، لكنني قصدت التنويه بجمالية السرد وحلاوة النص التي تدفع عن القارئ ملل الإسهاب الذي قد يكون قد وقع فيه الكاتب.

الرواية قطعًا يُمكن سردها في ربع الحجم وبدون أن تفقد أيًا مما فيها من صور جمالية أو أحداث أو معاناة، ودون حذف أي شخصية من الشخصيات.

الفكرة التي يُقدّمها الكاتب جميلة وإنسانية ومؤثرة، لكن هناك شيء ما مفقود في هذه الرواية لا أدري كنهه. رُبما تفتقد العُمق. صحيح أن الرواية بنظرة طفلة، إلا أنها لا تحمل مثلًا عُمق رواية "شجرتي شجرة البرتقال الرائعة" ولا خيالها الجذاب.

مراجعة رواية شجرتي شجرة البرتقال الرائعة - اضغط على هذا الرابط

****

نعم الراوي هُنا مُختلف. ونعم الخيال كان جافًا في أوروبا تلك الفترة المليئة بالموت. لكن بالأخير كان هناك عُمقًا في رواية "شجرتي..." رغم أنها كانت على لسان طفل.

أخيرًا... شعرت بفكرة أن الكلمات هي المُنقذ للفتاة فكرة مُقحمة على الأحداث وعلى العمل. لم أجد أثر هذه الفكرة بشكل فعال على أحداث الرواية، مثلما قرأنا عن نفس الفكرة في روايات أخرى. في رأيي أن الفكرة لم توظف جيدًا.

اقتباس: "كيف يُمكن للشيء نفسه أن يكون قبيحًا جدًا وجميلًا جدًا في آن واحد؟ وكيف يُمكن لكلماته أن تمتلك هذا القدر من القوة التدميرية والروعة الفائقة في الوقت عينه؟"

تقييمي للرواية 2/5

مقبولة بسبب بعض الجماليات والمواقف الإنسانية.

معيار التقييم: نجمة = لم يعجبني - نجمتان = مقبول - 3 نجوم = أعجبني - 4 نجوم = أعجبني بشدة - 5 نجوم = استثنائي

أحمد فؤاد

7 كانون الثاني - ديسمبر 2023

Facebook Twitter Link .
3 يوافقون
اضف تعليق