لا تقولي أنك خائفة > مراجعات رواية لا تقولي أنك خائفة > مراجعة Rudina K Yasin

لا تقولي أنك خائفة - جوزبه كاتوتسيلا, معاوية عبد المجيد
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

الكتاب رقم 45 /2022

لا تقولي إنك خائفة: سامية عمر

جوزية كاتو تسيلا

لا تقولي إنك خائفة أبدًا، صغيرتي سامية، أبدًا، وإلا فإن ما تخافينه، سيتعاظم حتى يهزمك

سنذهب الى الصومال مع رواية احداثها حقيقية وكاتبها إيطالي ربما حاول اصلاح ما فعله رجال الامن في بلده لذلك تتبع اثار سامية ليكتب لنا الرواية حيث وصلت عبر ترجمة الكاتب معاوية عبد المجيد ونشرتها دار المتوسط في إيطاليا بعدد 264 صفحة طبعة 2016.

من قرأ رواية انا كاريننا سيتوقف عند هذه الجملة “كل العائلات السعيدة تتشابه، لكن لكل عائلة تعيسة طريقتها الخاصة في التعاسة وهنا تحاول البحث عن السعادة فلا تجدها لكنها نجدها في الامل والمقاومة فهنا مع في الصومال، حيث الحرب الأهلية ذلك البلد العربي الصغير الغني بثرواته مزقته الحروب الاهلية والدمار، ولدت وعاشت سامية يوسف، فتاة ارادت الخروج والانتصار ارادت التغيير ارادت ان تبني مجدا لنساء بلدها ولبلدها الذي احبته من كل قلبها تقول " أفوز من أجل نفسي، أفوز؛ كي أثبت لنفسي، وللجميع أن الحرب بإمكانها أن توقف بعض الأشياء، وليس كلها، أفوز؛ كي أُسعِد أبي وأمي"

"تلك العدّاءة التي لا نعرفها جيدًا، او نسمع عنها لولا تقرير للجزيرة ورواية لكاتب إيطالي في بلد جميل غني لكن ثروته دمرته ومع ذلك كانت سامية يوسف، مع ذلك، ترفض مغادرة الصومال، إيمانًا منها بقدرتها على تغيير مصير النساء في بلدها، كان مثلها الأعلى عداء صومالي يدعى محمد فرج ارادت ان تكون مثله.

أولمبياد 2008

ربما من يتابع اخبار الرياضة في بكين شاهد فتاة نحيفة فقيرة ترتدي اسمال صغيرة وحذاء قديم احمل الرقم 2895 عانت ما عانت للوصول الى هنا تدربت في ملعب مهجور تعرض للقصف تحت شادو يخنقها أكثر من ان يحررها وحاولت وبذلت جهدا كبير لكن عشر ثواني جعلتها في المركز الأخير لم تكن لتشفع لفتاة الحرب من الانتصار او لفت نظر اللجنة الى ظروفها الصعبة والخوف من القتل والدمار وإرهاب الحركات المتطرفة. لكنها فازت إعلاميا حيث عرف العالم مأساة بلد وان لم يقدم لها الكثير

فاصل صغير:

كانت سامية فتاة فقيرة لكنها تعيش في أجواء من الحب بين عائلتها ظهرت كفتاة جميلة متزينة بالزي التقليدي المزركش لنساء الصومال يوم فرح اختها هودان التي تمكنت من الخروج والوصول بسلام عبر الهجرة غير الشرعية بعد ان دمرت الحرب زواجها وفرقتها حيث تميزت بصوتها الجميل وغنائها اللطيف لتكون دليل الكاتب في نقل الاحداث، كانت تتعلم بالمدرسة مع اختها وتعيش بسلام وتتدرب على الرياضة التي احبتها الجري مع مدربها علي

كان لها والد زرع الحرية والحب في داخلاها شجعها على الجري وتحقيق حلمها فعندما حكت لوالدها انه تعرف ظروف الحرب قال لها " لا تقولي إنك خائفة أبدًا، صغيرتي سامية، أبدًا، وإلا فإن ما تخافينه، سيتعاظم حتى يهزمك"

عادت سامية إلى الوطن عازمةً على أن تشارك في أولمبياد لندن ٢٠١٢ لتعويض خسارتها، ولكنها لم تكن تعلم بأن التعاسة كانت تنتظرها في المطار بباقة من الأشواك وبيدها لافتة كتبت عليها "مرحبًا بك في الجحيم مرةً أخرى".

حيث تعرضت سامية منذ عودتها إلى الصومال لإرهاب "حركة الشباب" التي جعلت الدين غطاء لأفعالها الاجرامية، التي كانت تسيطر على أجزاء من العاصمة مقديشيو، بدأت بالتحرش بها وبعائلتها، وانتهت باغتيال والدها الذي وقف في وجه المتطرفين من أجل أن تواصل ابنته عدوها نحو حلمها. على إثر ذلك، قررت سامية أن تهاجر إلى إيطاليا بعد أن فُجعت بموت والدها، وأدركت بأنه لن يكون الآن في استقبالها عندما تعود إلى المنزل، أو يتلقى التهاني بانتصاراتها، أو يهمس لها، كلما اجتاحها الخوف واليأس والتعاسة، قائلاً "لا تقولي إنك خائفة".

الهجرة

حانت اللحظة التي اتخذت فيها قراري بالرحيل ‫ في لحظةٍ، داخل تلك الصورة، انهار العالم كله إذا كانت بلدي قد تمكنت من جعل اخي يقتل والدي.‬‬

نعم فلقد قررت الرحيل والخروج بعد ان اعترف لها من كانت تعتبره اخيها ومدربها انه من قتل والدها شعرت ان البلد لم تعد لها فاتصلت بصديقتها الامريكية لتبدأ الرحلة. ولكن لم تكن سامية تعلم بأن التعاسة ستكون رفيقتها في رحلتها المريرة، حيث تجار البشر والمال والصحراء والعبودية من نوع اخر فمتى تم استعباد البشر وقد ولدوا أحرارا.

لقد عانت سامية من الظلم والقهر والاحتقار وعاشت في ظروف بيئية غير جيدة هي فقط في اثيوبيا عاشت بكرامة لكنا اعتبرت انسانة غير شرعية لم تتمكن من ممارسة اقل الحقوق وهو الركض بالنهار وفي ليبيا تعرفت على أناس جدد تمكنت اقل شيمن العيش بعض الوقت بسلام قبل خروجها الى البحر.

تم حشرهم داخل دفع رباعي لا يوجد فيه انى شروط السلامة رغم دفع المال المطلوب في أقسى عمليات استغلال للبشر دون اعطاءهم أدني الحقوق من طعام وشراب وتجويع وضرب واهانة “سرعان ما يتعلم المرء أثناء -الرحلة- أن ينسى السبب الذي حمله إلى هنا، وأن يلجأ إلى الصمت والصلاة‬"

وأخيرا ماتت سامية لكنها ماتت وهي تسعى لتحقيق هدف اخر في لندن ماتت فالبحر ارحم لها لأنها شعرت بالخداع بالقهر لأنهم لم يعاملوا كبشر تركوهم يغرقون رموا لهم حبال في بحر هائج بحر ولم يعملوا على انقاذهم لكن سامية كانت تطلب الحرية لكن في منتصف اليوم الثالث توقف القارب تمامًا. بعد خمس عشرة ساعة يصل قارب إيطالي، والرسالة واضحة لن تدخلوا إلى إيطاليا، بل ستعودون إلى طرابلس، بدأ الجميع في الصراخ والجنون، بدأ البعض في القفز نحو البحر ليصل للمركب الإيطالي، فالعودة إلى ليبيا بعد كل هذا مستحيلة.

كانت سامية تترقب المشهد كله في صمت تام، كانت تنظر إلى البحر، البحر الذي منعت من الاقتراب منه طوال حياتها، البحر الذي بخلت عليها الصومال بأن تلامسه، لم تشعر سامية بنفسها سوى وهي تقفز إلى البحر وتبقى به إلى الأبد.

عيشي يا سامية عيشي كما لوان كل شيء مستحيل فهذه هي البداية والان اركضي فقط اركضي

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق