ما الذي يجعل رواية الياقوت عمل "صُغيّر بس يحيّر"؟
بعد أن يتجاوز القاريء المفارقة الذكية في إعادة الحكاية بشكل مخالف لما حصل بالفعل، وما يصاحب ذلك من تساؤلات وافتراضات، كذلك اللغة الطازجة (والمألوفة لمن قرأ المجموعة القصصية "لصوص النوم") والشخصيات الاستثنائية مثل شخصيتي البطل وصديقه، وعوالم فلاحين وفقراء الدلتا في نسيج غرائبي لا يخلو من كوميديا، يجد نفسه أمام رؤية، صحيح مُتخيلة وأحيانا فانتازيه، مع ذلك فيها شيء واقعي ومحسوس. يمكن تأويل هذه النوفيلا كدراسة سياسية، تاريخية، وأنثربولوجية لمصر في القرن العشرين (أو حتى ما بعد القرن العشرين)، تم فيها هضم أحداث سياسية كبيرة وصغيرة، وخفقها جميعا في خلاط كهربائي، حتى يتم تقديمها مرة أخرى بشكل مدهش.