ثلاثه و رابعهم كلبهم
هشام شعبان
استوحي الكاتب عنوان روايته من الايه الكريمه بسورة الكهف ( ٢٢ )و ترك القاريء يحدد الثلاثه الذين يري انهم اصحاب هذا العنوان !!!!
تبدأ الرواية احداثها في عام ١٩٦٣ و تحديدا عندما قرر الرئيس جمال عبد الناصر بناء السد العالي و الذي استوجب معه تهجير أهل النوبه من موطنهم الي هضبة كوم امبو نتيجة غرق بيوتهم و مزارعهم في اعماق بحيرة ناصر …
هذا هو مدخل الروايه …
يرفض " عبد الحفيظ " البقاء في كوم امبو ويقرر السفر الي احدي قري اسيوط مصطحبا معه زوجته و ابنائة الثلاثه …
تنتقل الاحداث الي تلك القريه التي تشهد التغيرات السياسيه و الاجتماعيه التي مرت بمصر من عام ١٩٦٣ و حتي عام ١٩٨٠ …
نقلنا الكاتب ما بين هزيمه ٦٧ و نصر ٧٣ و الانفتاح الاقتصادي و هجرة الفلاحين ارضهم و السفر الي بلاد النفط وعودة بعضهم بافكار وهابيه سيطرت علي عقولهم و مظهرهم و سلوكهم مع الآخرين و قد تزعم ذلك الفكر واحد من ابناء البلد و هو
" فتحي " …..
علي الجانب الآخر " حسين " الرجل الصوفي المنطوي علي نفسه و يعيش في عالمه متخذا زاويه صغيرة في البلد ملجأ له يصلي فيه و يعطي الدروس الدينيه لبعض اهل البلد ليحثهم علي التجرد من اطماع الدنيا و التقرب الي الله سبحانه و تعالي دون غيره…
تحولت القريه من قريه مسالمه يملؤها الود و الحب و السلام الي قريه مليئة بالصراعات الدينيه و العنصريه و المذهبيه و الطبقيه …
لا شك ان المؤلف استطاع من خلال روايته ان يعيشنا في فترات الاحباط و الامجاد و فترات تغيير هوية المصريين من خلال قصه درامية رائعه تناقلت فيها الاحداث بين النوبي " عبد الحفيظ " و مشكلة اهل النوبه و " حسين " و رؤية الصوفيين
و "فتحي " و زرع اول بذور التطرف و الارهاب ..
تحية تقدير للكاتب
هشام شعبان