"مرتبكة كوطنها"
الضعف، الخوف، الوحدة.
مثلث الألم الذي قضت عبير ثلاثين عامًا من عمرها في محاولات يائسة للتحرر من أغلاله، من تلك الأنثى الموازية التي لم يكف المجتمع عن دفعها دفعًا نحو فكرة كونها الفرصة الوحيدة للنجاة، بينما في الحقيقة، ودون أن تدرك أن الاختيار خيار متاح من الأساس، كان لديها طوال الوقت عدد لا نهائي من النسخ الموازية بإمكانها أن تختار منها، عدا تلك التي رسخت بذهنها أن الحقد بديل الضعف، وأن الخطيئة هزيمة للخوف، وأن اللجوء إلى ونس زائف في جحر أفعى سيقتل الوحدة، أو سيعتقها من وهم السعي إلى اكتمال نقصان متخيل، وإلى الخلاص من تلك الحالة الانتظارية الخانقة.
لم تختلف حكايات الوطن كثيرًا عن حكايات عبير، مثلث الألم ذاته، ربما الفارق أن الوطن لم يُمنح يومًا رفاهية اختيار نسخته الموازية.
رواية اجتماعية نفسية مؤلمة، رغم هذا، أو من أجل هذا تستحق القراءة.