الأمير الصغير > مراجعات رواية الأمير الصغير > مراجعة Rwa

الأمير الصغير - أنطوان دي سانت ايكسبيري, نخبة من المترجمين
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

قد تبدو الأمير الصغير قصَّة نقيَّة وبريئة ومحملَّة بأسئلة طفوليَّة من بديهيات الحياة، وعن عالم تغافل الكبار عنه.

لكنَّه حمل تأويلات كثيرة بسبب مقدمته التي وجهت للصغار كاعتذارٍ لهم وتصريح في ذات الوقت لدخول الكبار لعالم هذه القصَّة وقراءتها.

-

حملت الرواية الكثير من الرمزيات وَالمعاني السامية كما حملت الأفعال المعتلّة والتي تصدر ممن يقطنون الكواكب.. كالعلاقات الشخصيَّة والحميمية بما تحمله من مشاعر متناقضة، كالعلاقة بين الأمير الصغير والوردة.. بحبه لها وانجذابه.. كبرياؤها وتعاليها بالرغم من محبتها الكبيرة له.. وكما الحب هي الصداقة حيثُ تضفي التميَّز والاختلاف على من تحب بمقدار محبتك واهتمامك بهم، برغم تشابهه أو عاديَّته لكن هي عيون قلبك ما تجعل منه مختلفاً وقيّماً ومشعّاً.

كما تحمل الرواية من التعطش للسلطة وإصدار الأوامر، وعن الأفعال التي نرثها كمسلَّمات. نفعلها دائماً دون أن نتوانى عنها للحظة ودون أن نسأل أو نحاول التغيير.. وعن هوسنا في البحث عن المال لا لشيء إلَّا لاكتناز المال.. وعن عالم الكبار ذلك العالم المليئ بالأرقام والحسابات والتحسبات.. والحكم من خلالها.

إدماننا على الأشياء لنهرب منها فنجد أننا نقع على ذات الأشياء التي هربنا عنها..

.

إن الكاتب هنا يحاول أن يجلب عالماً كاملاً من مكنوناته وكل تلك المبادئ والأفعال والأفكار التي فيه ليعرضها بشكلٍ مبسط وليسَ هناك من شكلٍ واقعي وبسيط إلا من خلال عيني طفل. فهو يحمل وجهة نظر نقيَّة لم تحمل أيَّة أفكار سابقة فأطلَّ علينا من عليائه ليرانا ونحن نخوض غمارَ هذه الحياة وشقوتها.

ربما أيَّ قارئ كانَ ليغوصَ في القصَّة أعمقَ مما غصت، ويكون قراءة أخرى عنها ويخرج بأفكارٍ ونظرة مختلفة تماماً.. كما يمكن له أن يأخذها بمغامراتها المسليَّة ويراها بنظرة طفلٍ بريء..

.

لكن يبقى أقسى ما مرَّ علي وأظنه الأقسى في الروايات ما جاء في صفحة 123.

-

-

*ملاحظة:

هُناك مقولة مشهورة تقول؛ أنَّ الرواية تحمل شيئاً من حياة الكاتب. فهو طيَّار فعلاً وقد سبقَ له أن تعطلت به الطائرة، كما وترمز الوردة لزوجته التي فارقها مُدَّة ثم عادَ إليها من جديد.

والأعجب -أو الأحزن- هو حقيقة الحادثة التي جعلت الكاتب يخرج لنا برائعة "الأمير الصغير".. تكرر له الحادث ذاته لكن هذه المرَّة أبى أن يمهله فسلب منه حياته بعد أن تحطمت به طائرته في إحدى مهماته الاستطلاعية عام 1944 ولم يُعثر على رفاته إلَّا من بعدِ 40 عاماً قضاها مجهولاً وغريباً.. قُبالة سواحل مدينة مرسيليا في الجنوب الفرنسي!

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق