كما قال سارتر: "تبدأ الحياة على الضفَّة الأخرى لليأس".
.
أن ينسحبَ البريقُ من عينيك، فتُظلم الدُّنيا بوجهك، أن تتعثر باليأس والإحباط، وينفلت رباط الأمل من بين يديك. وتشعر أنك تفقد ذاتك، وتتساقط منك أيامك وتجري سنينك خاليَة منك. وأنتَ الواقف على شفا جرفٍ هار!
لن تعرفَ تلك القيمَة، ولن تُنتزَع عنكَ تلك الغمامة، حتى يخطو الموتُ خطوة إليك ويغدو محاذياً لك، ومُلاصقاً لوعيك تماماً. وتوشكُ أن تدخل بهِ..
حتى تفزَع وترتدّ تتمسك بأيامك لتتلقفك فتسقط بها، ليسَ لجودتها وجمالها الخالي من العيوب.
إنما تودّ لو تقتحمها من جديد بروتينها، ومللها، ووحدتها، ومشاكلها، وكل تلك الأخطاء والأزمات التي تتكدس عليها.
لأنَّ تلك الملامسة الخفيفة مع الموت جعلت من رؤيتك أوضح، وأعطت للحياة رؤية أصفى وأكثرَ منطقية، فامتلأتَ بالأسباب.. فبتَّ تفهم ماهيّتها، وكيف تُعاش. وجعلت من شعورك أكثرَ استقراراً وسكون. وجعلت مواطنَ الجمال والفرح أكثر انجلاءً.
ولو قُدّرَ لكَ أن تختارَ حياة أكثرُ غنى أو شهرة أو منصباً أو استقراراً أو انجازات، لكنك ستسلكها من منتصفِ طريقها.. فلن تختارَ إلَّا تلكَ الحياة التي خبرتها وكانَ مُبتدئها ومنتهاها وما بينهما .. أنت..!