كل هذا الهراء > مراجعات رواية كل هذا الهراء > مراجعة Bahaa Atwa

كل هذا الهراء - عز الدين شكري فشير
تحميل الكتاب

كل هذا الهراء

تأليف (تأليف) 3.4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
0

اذا كنت من الجيل الذي حضر الثورة وعايش احداثها عن كثب فعليك الحذر فهذه الرواية ربما تعصف بذهنك وتستدعي من ذاكرتك الكثيرة من النار الخامدة تحت الرماد بشكل عنيف ..ليس فقط من خلال العنوان لكن من باب ما خفي كان اقبح ..وان ليس كل من نادى بالحرية كان مقصده شريف او مبتغاة عفيف..فربما تفاجئ من كان يجلس بجانبك في نفس الخيمة او حملك على كتفه اثناء الهتاف يخفي ما لا تتقبله انت رغم اجتماع صوتكما في نفس الهتاف للحصول على الحرية .

الرواية عبارة عن حوار بين فتاة من اصل مصري تحمل الجنسية الامريكية وشاب يعمل سائق تاكسي تجمعهم الصدفة بعد خروجها من السجن لمدة خمس سنوات وهي فترة كافية لحدوث كل هذا الهراء الذي سيذكره عمر عن وقت الثورة وماتلاها وما تخللها من احداث تفاجئ الفتاة التي اتت لمصر قبل الثورة بعام على ذمة إحدي مؤسسات المجتمع المدني وسجنت بعدها بسبب عملها بها.

الرواية بها تناقضات طريفة بين محاولة الكاتب عدم كتابة الالفاظ النابية تارة وبين ذكره لان هذه الكلمات "لا تعجب القاضي" وبين ان الرواية تدور أحداثها على سرير امل في منزلها بصحبة عمر في ظل حكايات تُحكي تتخللها اساسا الفعل الذي "لا يعجب القاضي ذِكرُه" اكثر من مرة في خلال يوم وليلة فقط .

يذكر الكاتب على لسان عمر في خمس قصص القضاياة السياسية والدينية عن الاحداث ما بعد الثورة واثناء احداثها عن بحث كل شخص عن معنى الحرية من وجهة نظر مختلفة كلٌ يغني على ليلاه ..فهناك من انتصر لنفسه وهناك من هزمته نفسه وهناك من آثر البلد على نفسه واسلم روحه فداءا لرؤيته ورأيه آملا في مستقبل افضل وغيره نظر تحت قديمه وانتفع بالحاضر فقط .

التنوع في القضايا بين الالحاد و اللادينية وبين الشذوذ والعلاقات الجنسية غير الشرعية بمسميات متعددة يوضح كيفية استفادة كل طرف من الجزء الذي يعجبه من الثورة فهذا يثور على الاخلاق وذاك يثور على ما ينغصةعليه علاقاته وهذه ترى في مكافحة التحرش غاية وهدف..كل هذا التنوع في سرد خفيف ومتقن لا يخلو من بعض الالفاظ النابية التي تسطع في كل الحكايات كنوع من الواقعية في هذه الأوساط آن ذاك ..كنوع من التنفيس عن الغصب او الحرية في كل شيء وكل لتابوهات المجتمع برمتها.

الكاتب لعب بشيء من الذكاء والاتقان فهو لا يتحيز لفكرة ولا ينقد فعل بل هو يسرد بشكل واقعي حقيقي جانب من الحقيقة وما حدث من زوايا متعددة ربما تحكي القصة لكن يأتي بعد زمن ليفك اللغز ويعرف كيف تشابكت خيوط الاحجية بهذه التداخلات المربكة وان الثورة كانت نتاج لغليان بركان متتعد الانفجارات الكامنة حتى اعلن عن فوران عنيف أتي على الكثير من طبقات المجتمع ةترسيماته وعصف ولابد بشتى طبقاته ومكوناته من اشخاص وسلوكيات ومعتقدات وثوابت سواء ان كانت اجتماعيةةاو دينية او سياسية .

رواية عنيفة وحزينة وتجعلك تعود بالذاكرة لايام صعبة رغم حلاوة اثرها لكن عنف القصص واثرها الباقي والجرح الذي لم يندمل من فراق صديق في مدرجات بورسعيد او تحت عجلات سيارة شرطة او تحت ارجل جمل ..تجعلك تستعيد عاصفة من المواقف في فترة قصيرة بشكل مكثف ومتقن فهي جرعة شديدة لا محالة .

شمول الرواية لكل الجوانب ومدى تأثير الثورة عليها جميعا من سلطة وداخلية وشباب ومتحررين ومتحفظين وجدوا فرصة لتحرر فأبو ان تفوتهم فتحرروا وبين ارواح ابت القيض فتحررت ارواحها دفاعا عن مبادئ وقيم وعربون لمستقبل افضل..وبين من رأي فيها مخرج لكشف ما عانى لاخفاءه زمن وحان وقت الاعلان عن هويته الجنسية او الفكرية فالحرية علم يجتمع تحته الكثيرون لكن قليلون من يدركون قيمة هذه الراية .

ليست المرة الاولي التي اقرأ فيها لعز الدين شكري فشير لكن على سبيل الصدفة انني قرأت "مقتل فخر الدين " قبل هذه الرواية لذلك كان من السهل الربط بين بعض الاحداث ورؤيتها من زاوية مختلفة توضح غموض ما كان في رواية مقتل فخر الدين واسباب مقتله .

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق