بلاد الطاخ طاخ > مراجعات رواية بلاد الطاخ طاخ > مراجعة نهى عاصم

بلاد الطاخ طاخ - إنعام كجه جي
تحميل الكتاب

بلاد الطاخ طاخ

تأليف (تأليف) 3.7
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

بلاد الطاخ طاخ

قصص ل إنعام كجه جي

ياله من غلاف هذا الذي يضع جيفارا بذقنه وطاقيته المميزة مرتديًا زي المتصوفة ولكنه أحمر اللون وليس أخضر أو أبيض وتجعله واقفًا في وضعية المناجاة رافعًا يداه إلى أعلى ولكنه ناظرًا إلينا ..

تهدي الكاتبة عملها لجميع من سيقرأ هذه القصص ويتعرفون على أنفسهم فيها ..

ففي مرآة كرداسة تقتني كميلة صديقة الكاتبة التونسية كل ما هو أثري حتى أنها تشتري الكتب المستعملة التي قد تكون مكتوبة بلغات لا تعرفها إشفاقًا عليها من التلف ولسان حالها يردد:

"هل يحتاج الجمال إلى ترجمان؟!".

اشترت كميلة مرآة أثرية من كرداسة وأصرت أن تشتري الكاتبة نسخة أخرى من هذه المرآة وحينما عادوا إلى باريس وضعتها الكاتبة على الحائط وكانت:

❞ كانت ملامح أصدقاء كثيرين مرّوا من هنا، تتبدى لي معكوسة على صفحتها، تنادمني في شتاءات الوحشة. ❝

وفي صورة المرحوم تحتفظ البطلة بصورة لشهيد وتجلبها إلى بيتها إكرامًا له ولكن للزوج رأي آخر:

❞ ماذا سنفعل بالمرحوم؟

⁠‫ـ مات شهيداً للكلمة.

⁠‫ـ مكانه الجنة لا بيتي. ❝

تضحكنا الكاتبة عن صديقة في قصة مرارة:

❞ تذكّرت صديقتي التي تحب غناء ديميس روسوس. كانت مؤمنة أن صوته يخرج عذباً صافياً لأنه يمرّ بفلاتر عديدة من طبقات الشحم في جسده. ❝

وبعدما تضحكنا تبكينا قائلة عن الممرض الذي سألها عن جنسيتها فقالت:

❞ـ أنا عراقية.

ـ أوووه … أنا آسف.

⁠‫لم أضحك من قلبي مثلما ضحكت في تلك اللحظة. يهتز بدني ويؤلمني الجرح ولا يمكنني ضبط نفسي. يا ويلي علينا. صرنا مبكاة لشعوب الأرض، فرجة للرائح والغادي ❝

وتمضي بنا القصص لنجد مثلًا السخرية اللاذعة في قصة بلاد الطاخ طاخ..

والنهاية المضحكة للغاية في قصة مسدس من ذهب فحقًا القانون لا يحمي المغفلين..

وفي قصة نخلتي تبهرنا بمنطق الجد البديهي:

❞ تعلّمت في المدرسة أن النخلات عمّاتنا. شقائق آبائنا. سمعنا مراراً حكاية الولد الذي استغرب أن يزرع جدّه العجوز نخلة.

⁠‫ـ لن تعيش لترى ثمارها يا جدّي.

⁠‫ـ زرعوا فأكلنا ونزرع فيأكلون. ❝

أو حينما تقول في نفس القصة:

❞ تستفزني الأحرف الخمسة لمفردة سياسة. لم يبق في العمر متسّع سوى لحرفين يأتلفان على شبهة الحب. ❝

❞ كبرت ولم أتعلم أن الحب ليس نخلة معمّرة. لن يأكلوا مما زرعنا. ❝

عهود وحدود لخصت أوجاع أهل العراق:

❞ فحواجز التفتيش هنا يحكمها أجانب. مرتزقة شقر زرق العيون لا يفقهون العربية. ترافقهم كلاب شرسة تفهم لغتهم. أي وطن هذا الذي تدخله بالقاموس؟ ❝

❞ أخذتني السنين عشرات المرات إلى المطارات وإلى الحدود، وعادت بي منها. في كل مرّة أعاهد نفسي أنها الأخيرة. مواطنة خائفة كذوب تنقض عهودها. ❝

كثير من القصص بها ملامح من الكاتبة نفسها وبالفعل قد نجد بها الكثير منا كشأن أي سرد قصصي أو روائي..

فكلنا ينطبق عليه ما تقوله الكاتبة في قصة الخوافات:

"❞ من الكبير؟ من الصغير؟ ما العمر؟ ما الحياة؟ ما الفرح؟ ما الخوف؟ ما الحب؟ ما الحرية؟ ما الجنون؟ أسئلة ممنوعة في فضاء رحب. تحت سماء مفتوحة على المستحيل. ❝

شكرًا للكاتبة إنعام على هذه الهدية الخفيفة في القراءة الثقيلة في الحمل كشأن بلادنا العربية..

#نو_ها

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق