فريدة وسيدي المظلوم > مراجعات رواية فريدة وسيدي المظلوم > مراجعة Mohamed Khaled Sharif

فريدة وسيدي المظلوم - هبة أحمد حسب
تحميل الكتاب

فريدة وسيدي المظلوم

تأليف (تأليف) 4.5
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

رواية "فريدة وسيدي المظلوم" هي التجربة الثانية لي مع الكاتبة "هبة أحمد حسب"، بعد رواية "المجموعة أ" التي وجدت فيها سبباً كافياً لأن أقرأ العمل القادم للكاتبة، والذي كان -وللمفاجأة- مُغايراً تماماً عن العمل الأول، فالتجربة في "المجموعة أ" كان يطغى عليها الجنون والعبث، والكثير من "السيكبة" والمرض النفسي، ولكن في "فريدة وسيدي المظلوم" كانت التجربة تاريخية، هادئة، تحمل لفيف من الشخصيات السويين نفسياً، ليس فيهم من الاضطراب كثيره، ولا فيهم من الجنون شيئاً، إلا القليل بالطبع.

تتناول الرواية الحقبة التاريخية بداية من أواخر الملكية، بالتحديد منذ بدايات التعارف بين الملك فارق والملكة فريدة وزواجهم، حتى تولي المخلوع "محمد حسني مبارك"، وكل ما بينهما من أحداث تاريخية فارقة، ولكن بطل الرواية لم يكن الأحداث التاريخية التي نعرفها ونحفظها تماماً، بطل الرواية كان الشخصيات، كان الشعب، ورؤيته المختلفة طوال عشرات السنين التي تشمل زمن الرواية.

الجميل والمُمتع في الرواية، أن سرد "هبة أحمد حسب"، لطيف للغاية، ينقلك إلى الأحداث والواقع، بسرعة وخفة، فسريعاً سريعاً ستجد نفسك بداخل نفس الأجواء، التي كان يسودها الهدوء والجدعنة، وكانت الأخلاق هي ما تمثل عموم الشعب، وكان كل ما يشغل بالهم هو أن يعيشوا اليوم بيومه، دون عناء، ودون كل ذلك السواد الذي أصبح حولنا، لن أقول بالطبع أن هذه الأيام كانت وردية، كان الجهل مُنتشراً في العادات الخاصة بالأسر، وكانت النساء تُعاني بشكل أكبر بكثير، ورغم اللطافة الطاغية على الأحداث، ولكن هذا الألم لم تستطع الكاتبة أن تكبحه وكتبت عنه بتفاصيل عديدة، تجعلك تضعها في حساباتك عند التحدث عن هذه الفترة الهادئة على مستوى فكر المجتمع، ولكن بالطبع البلاد كان يطغى فيها الحروب، ألا يكون هذا هو السبب؟ أن الحروب المستمرة جعلت الشعب لا يُفكر إلا فيها والنجاة منها؟ واضعاً كل الأفكار الأخرى إلى خانة "مُلغى"، أو في أحسن الأحوال "مؤجل".

تفسير اسم الرواية يتضح بعد عدة فصول من القراءة، فالرواية تتناول جزءاً لا بأس به لحياة الملكة "فريدة"، وهنا تجلى المجهود التي قامت به الكاتبة لتوثق تاريخياً بعض الأحداث التي شهدتها الملكة "فريدة" وخصوصاً بعد طلاقها من الملك "فاروق"، وحياتها بعد ذلك، إلى مماتها الحزين. والشق الثاني من العنوان يحمل اسم "سيدي المظلوم" وهو شارع نشأت به أغلب شخصيات حكايتنا، ورغم أننا نتحدث عن شارع واحد فقط، ولكنه يحمل العديد من الشخصيات المُثيرة للاهتمام حقاً، والتي ستسرق انتباهك، وتعاطفك، وأحياناً دمعتك.

ختاماً..

رواية "فريدة وسيدي المظلوم" هي رواية أجيال متكاملة الأركان، تحمل تبايناً بين حياة النساء كملكة أو كخياطة في شارع سيدي المظلوم، ولكن القهر واحد، والظلم واحد، رغم الفارق الكبير بين العديد من الأشياء، ولكن، بكل تأكيد ستكون مُستمتعاً بقراءة هذه الرواية.

يُنصح بها.

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق