و كأنك تشاهد ... أكاد اقسم بأنها أحداث حقيقية عايشها الكاتب او خبرها من فرط واقعيتها... عايشت فيها و لمست فعلا و احسست لدرجة الشعور بالألم مأساة الإنسان عندما يتملكه الضعف و يسيطر عليه الطمع فيهيئ له انه السيد و الباقي خدم ... و لكوني احد هؤلاء المطحونين في آله العمل الخاص و خبرت فعليا كيف يطحن العمل انسانيتك فقط أن سمحت له بذلك و ادهشك و جذبك نور المكانة و التسلط الوظيفي و الذي لم تفتئ تحترق بناره فهو سراب يجررك إلى آخر نفس ان لم تفطن له.
معايشة صادقة مكتوبة بحرفية عالية و ألم حقيقي واضح احترمته كثيرا و تعاطفت معه و وجدتني اطبطب على نفسي كأنه يحكى عني و ليس لي و هذه أولى و أهم ما احببته ف اسلوب محمد اسماعيل ... المعايشة الحقيقية لدرجة تقمس القارئ للشخصيات او ع الأقل مشاهدتها حية أمامه.
الشخصيات و بناءه الواعي و ترابط الأحداث عدا شخصيتين و حدثين أحدثوا لي ربكة و ضجة شخصية ليلى و شخصية زوجة سعيد و حدث المأتم و السبوع ... ليس لهم محل من الإعراب عندي و لكن خلافهم فاحداث متصلة متسقة في تصاعد حياتي طبيعي و نهاية في منتهى المتعة و الجمال و المفاجأة اشبعتني و شفت غليلي ... كيفتني القفلة صراحة.
ثاني عمل اقراه للكاتب و ابهرني العمل الأول قراءة لي و هو باب الزوار و الذي اعتقدت منه أن الكاتب جزائري من صدق الوصف و التوصيف للأماكن و الاكلات و حتى اللكنات.
ابدع اسماعيل حقيقة ف استخدام الرواية التصويرية بأسلوب حقيقي و حبكة بسيطة محترمة و شخصيات ناضجة.
تحياتي