تقلَّصت مكانة العمل وقيمة الوظيفة في عقلي وقلبي، وأفسحا مكانًا لقيَم أخرى لم تجد في الماضي مساحتها لتترعرع. أجد في نفسي اليوم رغبةً في الطهي لأحد ومشاهدة أمارات السعادة على وجهه مع تذوُّق أول ملعقة، تمامًا مثلما كانت تفعل معي جدتي
احيان كثيرة نركض بكل قوتنا ونسعى بأقصى مجهوداتنا للوصول لما نراه القمة أو مانسميه النجاح ونعتقد أننا بذلك سنصل للسعادة وبعد وقت طويل قد يستغرق عمرا نعي أن الأمر كان أبسط بكثير ولا يحتاج كل هذا الركض المجنون والصراع ! ونعي متأخرا أن سعادتنا كانت بالقرب منا ببساطة دون عناء وتكلف سعادتنا بالرضا بالتسليم لله بالاستمتاع بتفاصيلنا الصغيرة بتذوق قهوتنا والتلذذ بها بتأمل ابتسامة الأطفال بقربنا من عائلتنا بوجودنا معهم بضحكاتنا التلقائية بجمعاتنا غير المتكلفة بعيش اللحظة والقبول والرضا