#قراءات_٢٠٢٢
رواية الراعي للكاتبة حنان سليمان.
إصدار دار الهالة للنشر و التوزيع.
( الراعي ... المتاجرة بإسم الدين وجوه مختلفة و حقيقة واحدة )
رحلة جديدة و رواية تحمل من الواقع ما يصعب تصديقه ... ندخل عالم دومًا ما نظن أتباعه هم الأفضل و الأصدق و الأطهر ، نختار دربهم و نصحبهم علنا نجد طريقنا إلى الله.
هكذا بدأت وفاء رحلتها مع رابطة السُليميين برئاسة شيخها سليم الراعى و مجلس خيمتها فى مصر برئاسة نقيبها الشيخ رضوان ، فى دار ريحانة للعلوم الشرعية كان كل شئ جميلًا و مبشرًا حتى بدت بعض التصرفات غريبة غامضة ليس لها تفسير ، ليدب الارتياب فى القلب ، و تمتلئ النفس بالاسئلة .... ليكون التجاهل هو خير إجابة !!!
( - فالإجابة تأتى فى حينها و إن شرحت قبل وقتها لما التصقت بالقلب !!!
- سرعة إنكارك سذاجة و عدم الفهم ليس دليلًا على البطلان لأن فهمك معلول ، و حتى لو صح !!!
- خطأ الشيخ أفضل من صوابك ، لأنه اعلم بالله منك ، فلا يُسأل عما يفعل !!! )
هكذا جاءت الإجابات لما امتلأ به القلب من تساؤلات.
( أظن أنى فى مأمن في دائرة أصحاب الدين ، مع أرباب العمائم الأطهار الأنقياء ، و صحبة الملتزمين. لكنهم تخلوا عنى فى المحنة الأهم ، بل هم سببها من الأصل خذلونى و لم أعرف ذا مُصابٍ يشبهنى )
تلك كانت الحقيقة هم أرادوا أتباعًا كالشاة خلف الراعي دون سؤال ... فما الحل يا وفاء هل يكون الجواب بدار الراعي نفسها؟ هل تستطيع وفاء خوض تلك المغامرة؟
( ميزانكما مختل شعاره لا تناقش لأنك لا تعلم ، و ميزانى أنا السليم شعاره ناقش لتتعلم )
على الجانب الآخر نتعرف على فاتن ابنة شيخ رباها تربية صارمة ، عملت فاتن مساعدة للشيخ رضوان بعد وصوله مصر ، اغدقت عليه من المال و الوقت و حتى الشرف ... فهل اكتفى بما أخذ من هبات؟ و هل سعدت فاتن بقربها من رضوان؟
تتوالى الأحداث و تتابع بشكل سريع مركز ما بين حيرة وفاء و صدمة فاتن .... لنعرف عن تفاصيل الرابطة و شيخها و نقيبها من البداية و حتى النهاية بسرد متقن ، لغة جميلة ، تعبيرات قوية ، و تسلسل جذاب.
( الصادق فى بحثه عن الله يُعمل عقله فى نفسه قبل إعماله فى ما يجرى حوله )
رحلة جريئة مختلفة تأسر النفس ما بين تعجب و خوف ، نسجت الكاتبة خيوطها بإحكام لنعرف حكاية سلب العقول و شراء الوهم و كيف يصير الانسان كالمخدر يسمع فيطيع ، يسعى فى طريقه لله ... لكن بإشراك سواه معه !!!