مراجعة رواية "شقة الحرية" لغازي القصيبي

عن الرواية:

فؤاد الطارف شاب بحريني ينتقل الى مصر في خمسينيات القرن الماضي لدراسة الحقوق ويقابل هناك مجموعة من ابناء جلدته (قاسم، عبد الكريم، يعقوب) يجتمع الأربعة في شقة ليمارس كل فرد حريته المنشودة.

رأيي:

ترمز شقة الحرية إلى افكار الشباب العربي في تلك الايام، بكل ما فيها من تناقضات وتبعثر وتشتت فلا نجد شخصية تتمسك بنفس أفكارها من بداية لأخر الرواية عدا رؤوف، الذي حصر افكاره في فكرة واحدة لم يضعها تحت مجهر التجربة ليعرف إن كانت صحيحة أم لا، بينما الاخرون اختبروا افكارهم وطرحوا الاسئلة وتركوا مالم يتناسب مع كل مرحلة من حياتهم، وهنا دور الحرية التي تمنحك حق الخطأ لتعلم بعدها ماهو الصواب الذي يتناسب مع طريقتك في العيش.

أعجبت بالحوار الذي دار بين فؤاد والدكتور مرقص حول البائع والمشتري والرمزية من وراءه.

رواية اجتماعية سياسية، بعض الحوارات والصفحات شعرت اني اقرأ كتب في الفلسفة والتاريخ السياسي في كبسولة.

وفي النهاية جعلتني الرواية أتساءل عن ايهما أفضل، مجتمع صاخب غارق في السياسة والشعارات ممتلئ بالاسئلة التي لا تنتهي متمرد ثائر لا يهدأ، ام مجتمع هادئ مرتاح البال مطيع محافظ على اصالته لم يتلوث بعد بالافكار الدخيلة عليه.

كانت شخصية عبد الكريم أكثر شخصية محببه إلى قلبي يليه فؤاد ربما لأن الاثنان شخصيات حساسة حالمة، أما قاسم ونشأت ورؤوف فشخصيات كريهه ربما لأنها واقعية ولها مثيل في كل بيت عربي.

الرواية على كبر حجمها _٥٠٠ صفحة تقريباً_ الا انها خلصت في يوم ونصف من حلاوتها او انه سحر!

إقتباس:

❞ ولكن يا باشا ألم تكن هناك رغبة شعبية في التغيير؟ ألم يكن هناك تذمّر؟

‫— تذمّر؟! بطبيعة الحال، كان هناك تذمر. والبلد الآن مليئة بالتذمر. وبعد ألف سنة، سوف يكون هناك تذمر. عواطف الجماهير كالزئبق لا تثبت على حال. كلمة تودّيها وكلمة تجيبها. ❝

❞ تذكر هذا يا ابني. الضعف هو أبو الثورات. لا الاستبداد. ولا الجوع. ❝

‏

‏

‏