السيدة الزجاجية > مراجعات رواية السيدة الزجاجية > مراجعة شريف مصطفى

السيدة الزجاجية - عمرو العادلي
تحميل الكتاب

السيدة الزجاجية

تأليف (تأليف) 3.9
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

"السيدة الزجاجية... رحلة شقاء لا تخلو من آمال الانتصار"

في هذه الحياة من يقدر على خلق مصيره، ويرسم خطوات مستقبله بإرادته أو بمعاونة آخرين، و هناك كذلك من يشكّلهم مصيرهم، ويتنقلون مع أماكن وشخصيات جديدة دون الشعور بهوية ورغبة محددة سوى الحفاظ على غريزة البقاء.

في صفحات هذه الرواية نتعرف على "ثومة"، هذه الفتاة التي عانت كثيرًا، لكن لديها مخزون سعي كبير لا يملّ ويحاول التأقلم مع الظروف المعارضة.

بلغة رواية عذبة وسلسة، وسرد ممتع، خضنا مع "ثومة" تجربتها وعالمها الصاخب. بدأت الصفحات بعلاقتها بأسرتها، ثم بمفردها، ثم من وقعوا في طريقها، وهي دائمًا تحاول خلق أي فرصة جديدة.

الرواية إيقاعها سريع، التنقل بين الأحداث مشوّق، لكن في المنتصف شعرت أن الإيقاع هدأ قليلًا، خاصة في جزء محاولة "ثومة" اكتشاف قدراتها بمفردها.

الزمن التصاعدي لم يسبب تشويشًا أو مللًا مع الشريحة الزمني العريضة للرواية، بل تنقل الزمن مجردًا في انسيابية، وبعض الأحداث في النص الروائي ارتبطت بالعقبات المحيطة تاريخيًا في فترات بعد السبعينيات مما أضاف للنص وخلق صورة كاملة عن حالة الشخصية والظروف التي تتعرض إليها.

في تنقل من مكان إلى مكان تقابلت "ثومة" مع شخصيات كثيرة، وكان لكل شخصية مرحلتها المنفصلة، لم يحدث ترابط بين الشخصيات التي تظهر أو تختفي، باستثناء شخصية "سعد" التي جاءت على صلة مع أحداث الثلث الأخير وارتبطت بمصير "ثومة". هذا التباعد بين الشخصيات وضعني في شيء من التشتيت بين مصائرهم، وتأثيرهم، ومدى علاقتهم وارتباطهم بالحدث.

جاءت نهاية النص بديعة؛ جسدت مشاعر الانكماش والاضطهاد بصورة عبقرية، وتركت آفاقًا جعلتنا نتساءل: تُرى كم "ثومة" تعيش بيننا ولا نشعر بوجودها؟"

نص روائي جميل، ورغم ما به من ألم إلا أنه استطاع بسرده المتميز، وبنائه المختلف أن يحقق متعة أدبية رائعة، وأن يكون جزءًا من إنسانيات الفن الجميل.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق