مساكن الأمريكان > مراجعات رواية مساكن الأمريكان > مراجعة Mohamed Osama

مساكن الأمريكان - هبة خميس
تحميل الكتاب

مساكن الأمريكان

تأليف (تأليف) 3.5
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

#ريفيوهات

" مساكن الأمريكان......عشوائيات البشر والحجر"

في الوعي الجمعي لدينا حينما نسمع عن المناطق الشعبية أو العشوائيات بالتحديد نتأرجح بين الجو العام المليء بالقذارة أو الشجارات التي لا تنفض فضلا عن باعة المخدرات أو الشحاذين المقهورين لأجل لقمة يسيرة إلى آخره من تلك المظاهر المنفرة، وبين المنطقة المحلاة بصفات المروءة والإيثار "الجدعنة والشهامة" إلى آخره كذلك، وبين الناحيتين -اللذين لا يعبرا عن الحقيقة إلا جزءا خجولا يزيد الأدرينالين للمشاهد أو يكتفي بتسليته- لا نرى قاطني هذه الأحياء بصراعاتهم وتقلبات أنفسهم وزمانهم وأحلامهم المستترة داخل روتين ظاهر للجميع بأنهم مستورون والجواب يظهر من عنوانه" يشبه نظرة المذيع في حكاية أم صباح بمجموعة تحت السرير للكاتبة إيناس حليم"، ولكن هذه الرواية تتفق مع بعض الروايات الأخرى في كشف ما خفي من العنوان.

--الفاعل مفعول به "على خطى الإيذاء"

بالنظر لشخصيات الرواية المقسمة على جزئين، نرى بوضوح كيفية تحرك الشخصيات وامتلائها بالمشاعر تجاه بعضها، نراهم مجملا "بما فيهم سعاد وعلي وهناء" مجرد ردود فعل لا لوم عليها، بل من غير هذا الأذى "كما يصنع علي في يديه بالموسى أو شعور سيد بالاختناق من زوجته أو من علي" لا يعتقد أن يعيشون يوما آخر، أو يعتبر يومهم مشطوبا، وبهذه النظرة نرى أن الإنسان في هذه البقعة مسير يتقبل الأذى من يومه بصدر رحب.

- لكن إن نظرنا إلى سعاد بمقارنة -ربما تكون غريبة- مع قابيل صاحب الجر.يمة الإنسانية الأولى نجدهما في بداية الأمر جبلا على أشياء وفق ظروف الحال " كما جبل آدم وذريته وكالعرض المهين من الأخ للزواج نتيجة الفقر أو جرها في القطار" إلى وقوع صدمة تهز العقل"جمال أخت قابيل وزوجة سليم الثانية" ووفق تراكمات جمعت على العقل "كما يجمع العفن على الرصيف وفق تصور سليم" ومع الوسواس، يحتار العقل بين سبيلين إما الرضا والتسليم بكونه رد فعل أو صنع فعل لا يدري أيقع تحته أم يرفعه.

-ورغم اختلاف مقدار القوة "والتي حركت قابيل" اتفقا على مصير واحد، فلا يختلف ما صنعته سعاد في محو شخصيتي ابنائها "سيد وزهرة" بل وقت.لها بذكر الدمامة الموروثة أو عدم مراعاة المشاعر الخاصة بهم على حساب علي وملاحته، بل علي هو الآخر أصابه أذاها فاستغلت شتاته الجنسي بالإخفاء أو رمي التهمة، فصاروا شخوصا ميتة وباءت كما باء قابيل بالإثم.

-وفي الجزء الثاني لا نجد علي يحل محل زوجة أبيه، فهو كما قلنا رد فعل ميت، لكن مرضه وشتاته وتدليل زوجة أبيه وإنصافها تحولا لطاقة رعدته الأخيرة والتي تكفي بأن ينظر سيد للشقة الفارغة حذرا عندما يجد صورة علي في التلفزيون أو يخفي خبره عن هناء زوجته وفضلا عن كون تلك الرعدة تصيب نفسه أولا قبل اخوته

--حرية على حبل غليظ

- بالتقارب مع بورتريهات الكاتبة إيناس حليم "حكاية سلم خشب" والرواية يتضح الشيء المشترك وهو حلم البراح، يعني أن كل الشخصيات "كما يحلم الحارس بأن يتخلى عن برجه" تتباين في حلم حريتها وراحتها بعيدا عما ينغصها والتي تمثل النهايات السعيدة لمسيرة الشقاء لهم، كسيد الذي يحلم بأن ينتهي العالم إلا من أخته وزوجته، وعلي الذي يحلم بالابتعاد عن المساكن، فضلا عن وجود شخصيات تتواضع بأحلامها لتتكيف مع واقعها، كزهرة التي تتمنى وضعها بسلام، وهناء التي تتمنى الإنجاب، أحلام بلا شك لكنها لا تعدو قدرها إذ أنها لا تنافس الروتين اليومي "عد سيد لخطواته ووصفات هناء اليومية" ولا تنفذ من متاهة الحياة "كمتاهة عزبة الصفيح"

- ولكن مع أول ضربة معول "صدمة" ينكشف الواقع بمرارته، وبفضل الذاكرة التي أجادت وصفها الكاتبة والتي تنفتح بمجرد السماع أو الشم، تصير تلك الشخصيات معلقة بين الواقع بأحكامه والأحلام التي تتهاوى، وبما أن بمقدار التطلع تكون كلفة الواقع، تتفاوت مصائر الشخصيات من هرب مؤقت كزهرة وهناء لانهيار عصبي وصدمة دائمة لعلي، إلى لا مبالاة وراحة كسيد .

--صورة كاملة "روابط"

-لو مزجنا تلك الرواية مع رواية بنات الباشا للكاتبة نورا ناجي "بالتحديد في شخصية منى وفلك وفي الصراع بين القديم بأصالته صاحبة الذكرى والحديث بالمباني الخرسانية المرصوصة" نرى صورة متحركة تصف ما آل إليه حال المدينة كما نرى في الوصف المتتابع في الرواية إلى وصف منى في الرواية الأخرى، ونرى أيضا صورة تناقش الميول والشتات المحيط بمنى وعلي على سواء بدون ابتذال، وكذلك رؤية تمزج فلك ومنى في جسم علي بكونه ناتج من مزج الدلال بالقسوة، إلا أن في حالته وسقوطه في واقعه لم يجد نادية تصنع له أملا، وهذا مكمل الصورة.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق