ثلاثية غرناطة > مراجعات رواية ثلاثية غرناطة > مراجعة Bahaa Atwa

ثلاثية غرناطة - رضوى عاشور
تحميل الكتاب

ثلاثية غرناطة

تأليف (تأليف) 4.4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
0

ثلاثية غرناطة..

تلك الرحلة الممتعة الموجعة بين جنبات التاريخ.. الحياة والموت والوجع والفرح والاطمئنان والخوف والوحشة والأُنس والامل والرجاء والبأس واليأس والحب والبغض والفراق الموجع والعودة المقبضة والضحكة الصاعدة والدموع المنسدلة علي خدود الاحبة.

كم من الاحاسيس والمشاعر الرهيب علي مدي ثلاث اجيال كل جيل يحكي قصة الالم والاحتلال وتغير المفاهيم وتحول الطبيعة والجمال بفعل يد القبح والعدوان والاستغلال والنفوذ وما يفعله الانسان بانسان مثله لا لشئ سوي لاشباع رغبته في السيطرة والفتك بمعتقدات وحياوات غيره لانه يري انه الاصح والاصدق والاقرب الي الرب.

رحلة تمنيت لو لم تنتهي وان ابقي في سفوح الجبال وامام البحر اشم رائحة الزيتون وامر بغصن البان واتحرك بين السوق وابحث عن تلك السمراء البهية والنيرة التي تضيع عقل الساعي وراءها.. طالما فعلت ذلك مستملحاً كل وجه جميل وكل روح حرة تطبع نورانيتها في قسمات وجهها،توجعت مع الالم المطبق علي الانفاس من الذل والهوان وتمنيت لو ان النسيان يصبح نعمة حقاً لكن بعض الذكريات تستبد بك وانت تحب ذلك الاستبداد وتستصيغه لانه يغذي حنينك لما تتمني رجوعه ولو لثوان.

الرواية تتحدث عن الاحتلال وعن غرناطة ومدي تأثير احتلال الروم لهم مدي تأثير الحروب والعدوان علي روح وحياة السكان الاصليين وخراب الجو العام وتلبده بالوجع والوحشة طالما فزع الاطمئنان وفر هاربا من نزول اول قدم لجندي يحمل سيفا علي ارض طيبة نادية رطبة بماء حياتها.. كل التفاصيل والطرق الوصفية تطيب لها ان تستلقي علي ورقة رضوي عاشور.

الشخصيات وما لها من جمال وكل جانب له محبته وله حزنه وشجنه الدفين.. سليمة وحياتها من الصغر الي الشباب الي الوجع والالم والمعافرة والخوف والطموح والزهد.. مريمة وملاحتها وسماحتها واملها ويأسها ورجائها تلك الروح الباقية السامية التي تري فيها جدتك بكل محبتها وخوفها وشدتها ولينها مجتمعين في لون عينيها وفرحتها بك وبكونك موجود لها.. صرخة علي وكأنها اشق صدرك عند رحيلها لا صدرة هو.. بصفتك جار من زمن بعيد عشقت الحياة معهم فجلست جانب الجدار تعاشرهم وتشاركهم صامتا رغم اعتمال المشاعر داخلك.

الجولات والسفر بين الزمن وسلاسة وهدوء التواصل بين الاجيال والامانة التي يحملها الولد وينقلها للحفيد ويحفظها عن ظهر قلب هذا الالم المتوارث الذي تراه متجسدا بكل حواسه في عين كل من ولد وعاصر الذل والوحشة في الاحتلال والمحاولات المستميتة في الفرار والتخفي بالصلوات والذكر واحتفالات الجمعة والاعياد.. الحمامات والسنين والاسواق والبيوت وتفاصيل كل شبر في غرناطة وبالنسيه التي بت احفظها عن ظهر قلب لو عاد بي الزمان لحفرت عن صندوق مرمية لاحفظه لدي.. كل هذه الحكايات تعمل قلبك وعقلك في تحري الاحاديث وماوراءها من عشق وخوف ورهبة وتضعك ف الحدث لتري جمال الحياة والدفء بأهلك وتنعم بالحرية والنفس الممزوج بالامل

صندوق مريمة وصندوق علي لا مجرد اخشاب ولا حلي ولكن.. طوبي لكل من يحمي ذكرياته ويذوب شوقا وحنينا لاوقاتها ويهتم بها ويضعها جزءا من كيانه الخاص ومن محبته الدائمة لجزؤه المخفي عن اعين الناس وسبب شجنه الدائم الذي لا يقرؤه سوا من يعاشر مثله ليلا اذا خلي لنفسه.

رضوي عاشور. شكرا علي هذه الجولة الحرة المافحصة لغابات الجمال والشجن ولهذا الكم الوفير من الاحاسيس التي تحبس الانفاس من عمقها وثقلها وتحولها الحي بين جنبات الحروف والاوراق.. طبت وطابت روحك.. واظن كما ختمت روايتك انه حقا"لا وحشة في قبر مريمة"

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق