فيلة سوداء بأحذية بيضاء > مراجعات رواية فيلة سوداء بأحذية بيضاء > مراجعة Fedaa El Rasole

فيلة سوداء بأحذية بيضاء - سلوى بكر
تحميل الكتاب

فيلة سوداء بأحذية بيضاء

تأليف (تأليف) 3.5
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

كنت ساهراً بالجراج وبعد الساعة الثالثة والنصف بعد منتصف ليل الثلاثاء الموافق ٢ أبريل سنة ١٩٦٨ سمعت غفير الجراج يصيح ، نور فوق القُبّه ! ، خرجت مسرعاً الي الشارع وشاهدت بعيني سيدة تتحرك فوق القُبّه ، دققت النظر إليها فأيقنت أنها العذراء ، لم أتمالك نفسي وهتفت ( إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ).

ولّد الظهور العذراوي مشاعر متناقضة لدي الجميع ، بدا هذا الظهور وكأنه نوع من الخلاص ، ورغبة في حياة أخري جديدة غير التي يعيشونها.

وغير ذلك فإنه ظهر جلياً أن الولع بالموالد والكرنفالات وكل تلك الطقوس الاحتفالية الجمعية كامن وعميق في جينات الشخصية المصرية منذ آلاف السنين.

عفت وحسام.

الكثير من قصص الحب تكون وليدة الظروف والمواقف والأحداث ، فرق النشأه والتكوين والاختلاف في شخصية الغير وطباعة يجعلنا أكثر ميلاً الي التجربة.

كان حسام يدهش عفت بثقافته وحريته الثورية ، اول من جذبها الي عالم القراءة التي وجدت فيه متعة كبيرة ، عرفت كُتّاب لم تسمع عنهم من قبل ، عاشت مع أبطالهم ودارت مع كتاباتهم ، باختصار كان حسام يفتح عينها علي عوالم مدهشة ومفعمة بالمعاني الإنسانية.

عند رؤيتك لعوالم أخري ومطالعتك لها تتغير دون إرادة منك ، تعيد النظر في كل المحيطات بك حتي في تقييماتك الي الأشخاص من حولك ، تصاب بحالة من الشتات النفسي لفترة ، حتي تهدأ نفسك وتطمئن وتعيد ترتيب أوراق حياتك من جديد بالطريقة التي ترضيك ، هذا ما حدث مع عفت.

نتقلب بين جوانب القصة التي تدور أحداثها في فترة تاريخية مهمة بدايتها ١٩٦٨ مروراً بأعوام النكسة والنصر ، وهو ما سينعكس بشكل عام علي الحياة والواقع في مصر ، وبشكل خاص في علاقة حسام مع عفت.

ومن المؤسف رغم واقعيته ، أن حسام رغم ثقافته واطلاعه وعقليته وقع تحت سطوة فكر رجل الدين ، الشخص الذي يظن نفسه يعلم كل شيء ويتعالي علي غيره لمجرد أنه يرتدي الجلابيه القصيرة ويطلق العنان لـ لحيته ويدخل علي كل جملة ينطقها آية أو حديث.

أعجبني جدا توضيح الكاتبه لتأثر مصر بالأموال الخليجية فترة حكم السادات ، والنزعه السلفيه الوهابيه التي اجتاحت القاهرة هذه الفترة ، أيضاً اعتماد العمل علي أزمنه تاريخية ووقائع حدثت بالفعل كان له مزيج جميل متداخل مع باقي القصة.

كانت رحلة عفت حتي نهايتها جعلتها لا تتمني أي شيء سوي الحرية ، الحرية وفقط.

- كنت أحلم بالحرية ، حرية نفسي ووقتي وتصرفاتي واتخاذ قرارات نابعة مني تتعلق بحياتي ، بيومي وغدي ودون محددات تُفرض عليّ فرضاً من أبي وأمي كما كان يحدث لي من قبل.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق