بداية تحية واجبة لشجاعة الكاتبة في اقتحام عالم المجموعة القصصية القصيرة.. هذا اللون الأدبي العظيم الذي انكمش كثيرا مؤخرا لصالح فن الرواية الذي يسيطر على سوق النشر واهتمامات القراء لأسباب لا أفهمها كثيرا

أعجبني للغاية فكرة خلق رابط بين كل القصص وهو رابط ال "45 دقيقة" والذي تتقاطع معه كل القصص بشكل ما.. كأنك أمام حلقات مسلسل لكل منها موضوع وأبطال مختلفون لكن يجمعهم خط درامي عريض. هذا الرابط يجعلك في حالة ترقب دائم وأنت تقرأ المجموعة ثم في حالة تأمل لقيمة الوقت ومعناه بعد أن تنتهي من القراءة.

لفت نظري أيضا أن الكاتبة لم تختارعنوان أحد القصص لتجعله عنوانا للمجموعة كما جرت العادة، بل اختارت أحد مفردات جيل مواليد السبعينات والثمانينات اللذين تخاطبهم في بعض قصصها. وربما أيضا لتعكس أن هذه القصص هي بالفعل "مجهودها الشخصي" ومشاهداتها وخبراتها في الحياة.

مواضيع القصص متنوعة لحد كبير.. بعضها يتعرض لمشاكل مجتمعنا وسلوكياته، وبعضها يغوص في نفوسنا من خلال الأبطال ويكشف مواطن الخيروالشرفيهم، ثم هناك قصص النوستالجيا التي دوما تنجح أن تترك على وجهك تلك الابتسامة الصغيرة وأن تستعيد ذكرى ما. نفس التنوع الذي ستجده في زوايا تناول الموضوع بين الجدية والكوميديا وحتى الميلودراما أحيانا.

أسلوب السرد هنا مختلف، لن تجد بالضرورة الكثيرمن المفاجآت الدرامية التي يعتمد عليها بعض القصاصين ، بل تصاعد تدريجي محكم وتفاصيل كثيرة منسوجة في سياق كل قصة لتضعك في قلب المشهد وتذكرك أن "الكنز في الرحلة" .وإن كانت هناك قصتين أو ثلاث طغى فيها الوصف والتفاصيل على الخط العام للقصة وجعلها أقرب لفصل من رواية.

في المجمل تجربة جيدة جدا استمتعت بها وفي انتظارأعمال أخرى