طريق متسع لشخص وحيد > مراجعات كتاب طريق متسع لشخص وحيد > مراجعة Salma.Ahmed

طريق متسع لشخص وحيد - أسامة علام
تحميل الكتاب

طريق متسع لشخص وحيد

تأليف (تأليف) 4.1
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

ترى لماذا يروقنا حرف كاتب ما أكثر من أخر ؟!

ربما لأن الكتابة حرفة لا يتقنها الجميع بنفس الدرجة ونفس التأثير .

فجميع الرعاة يهشون على الغنم بعصا، ولكن القليل فقط، من يملكون القدرة على صناعة مزمار من تلك العصا فيخلقون منها أنغامًا ساحرة ..

فكل من تولستوي ودوستويفسكي في رأيي عظيم

إلا أن تولستوي يملك شيئًا مختلفًا، يملك ذوقًا رفيعا ، يحيك معنى عظيم بقليل الكلام

ووسط الكثير من الأعمال، قلما ما نجد عملًا أدبيًا أو فنيًا يفجر فينا صرخة ،فنقول بكل دهشة:

هذا العمل بداخله حياة، بداخله صور متقدة تلهب مشاعرنا كلما توغلنا في سطوره، بداخله شيئًا ما يشبهنا .

«طريق متسع لشخص وحيد»

لا أنكر أن عنوان المجموعة القصصية شدني بقوة، عنوان يشي بما تحمله القصص من برودة وتيه، وغربة وطريق على رغم اتساعه غائم

وقد استطاع «أسامة علام» بفلسفة عميقة وبلغة قد تبدو في الظاهر بسيطة، أن يكتب عن الغربة والوحدة.. بوصف تشريحي حاد وبنصل بارد مؤلم، جعلنا نشعر بوخز والم لا نعرف مصدره، وبقوة ناعمة استدرجنا ليحتضن الصمت فينا خناجر الوجع مع كل قصة

فيقول مثلًا في القصة التي تحمل عنوان «جرامافون»عن نيويورك التي ظل يكرهها كما ذكر ذلك في أكثر من قصة

فيقول:

«في ليلة عيد الميلاد إن البرد فيها مختلف، بردًا سحريًا يجعل جلدك يتشربه على مهل، يبدأ بخبث في إهدائك الشعور بالانتعاش وينتهي بعد وقت من السكون تحت جلدك مباشرة في هذه الطبقة الرقيقة بين جلدك وعضلات جسدك، فتشعر بانك مسكون تمامًا بالبرد كطبقة أصيلة في تكوين جسدك الذي يثقل فتصبح انفاسك أكثر اضطرابًا

ساعتها تختبر الوحدة كما لم تختبرها من قبل»

.....

ببراعة ومكر استطاع «علام» أن يحيى فينا ذاكرة الوجع النائمة، فأحيا بداخلنا أشخاص رحلوا كان أخر عهدنا بهم وداع مختصر،ظل ينزف داخل ذاكرتنا بنصل مغروس اتخذ مكانه الآمن حتى اعتدنا عليه هادئًا ما دمنا لا نقربه، إلى أن حطت نوارسه على الجرح.. فعاد ينزف من جديد.

ربما لم يكتب «أسامة علام»قصصه بصور أدبية عميقة مبهرة، لكنه اعتمد على استخدام الترميز والعمق الفلسفي في القصص، فخرجت بشكل مبهر، وإن لم يكن مبهرًا كلغة، لكنه مبهرًا كمعنى وتفاصيل، نلتحم معها مرة ونضيع آلاف المرات

بعض القصص كانت غائمة لم تروقني

من أجمل القصص التي أعجبتني قصة «عيد ميلاد صديقتي الوحيدة»

اقتباسات اعجبتني

«الرجفة قد تصيبنا دومًا عندما نكون خائفين أو صادقين جدًا»

«تستطيع بالطبع أن تكمل حياتك بالطريقة التي تعجبك، لكن في اللحظة التي ستغمض فيها عينيك للمرة الأخيرة، ستكتشف إنك ربما لم تعرف معنى الحياة»

«اعتذر ولكني مولع بالفهم..هذه أقدم مهنة عرفها البشر»

«نظرة واحدة إلى قدمها المربوطة في السلسلة، كانت كافية بأن أرى حجم الجرح العميق، التي تصنعه قيود لم تكن لنا فقط»

★★★ثلاث نجمات والكثير من النوارس والفراشات لقلم أسامة علام

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق