السنجة > مراجعات رواية السنجة > مراجعة Bahaa Atwa

السنجة - أحمد خالد توفيق
تحميل الكتاب

السنجة

تأليف (تأليف) 3.4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

حين تمسك كتاب للراحل د.أحمد خالد توفيق فعليك ان تبدأ بتشمير اكمام عقلك وشحذ همتك لان ولابد على موعد مع السحل الفكري وتداخل الافكار وسرعة الالتفات بين احداث رواية ربما هي الواقع او واقع ربما نسج الرواية جعله مكثف ومتشابك بشكل يجعلك لا تتوقف عند الأسماء او الشخصيات او الرمزيات.. من اول الاسم الذي له في كل قصة مدلول وربما تغير بتغير الزمان او المكان او الزمكان.. لا فرق فجميعهم يقيم في الدحديرة.

الدحديرة هي مسرح الاحداث.. مثال مصغر علي ما وراء القضبان.. سواء قضبان القطار او قطبان الحياة.. كلاهما سجن.. كل هؤلاء الشخصيات المتداخلة والمتشابكة بين العلاقات المحرمة والشرعية.. والصداقة علي سبيل المصلحة والاخوة علي نغمات الخيانة.. كل المعاني تدور في فلك الدحديرة وانت تشاهد هذا الجمع الغفير من الافكار وتسبح معهم بل داخلهم من شدة عمق الوصف والتشريح لنفسيات كل شخصية في كل موقف.

هل هي السنجة او السرجة او السرنجة او السيجة لا يهم.. هل هي عفاف ام نوال اي منهما حاضر وايهمها غائب.. لماذا غاب عصام ولماذا اتي مراد.. هي تنتصر الثورة ام لا.. هل عصام يرمز للادب في صورة قلَّه الادب ام انه يصف حماصة بالقلة المندسة والمواطنين الشرفاء بلا شرف او ملة؟ هل مات عم مصطفي فعلا ام انها ستمر مثل المرة الاولى ؟ مئات الاسئلة تدور في عقلك لكن الاجابات تعود إليك او لا تعود.. فلتستمتع بالحالة وتسد انفك لا رائحة الدحديرة والسور إياه لا تُحتَمَل.

ربما من المتع الجديدة هي ان تعود فتقرأ كتب وروايات زمن الثورة الطازة كى ترى كم كان استبصار واستشراف الكتاب عن المستقبل صحيحا ام لا.. بالتأكيد كتابات د. احمد مختلفة بما ان حضوره وقتها كان مختلف وآثر سواء بمواقفه او كتاباته.. لكن للامر طعم مختلف الآن فالاحداث مرت وان بقى اثرها وانت اختلفت وانتقلت لا محالة من المراهقة الي الشباب او من الشباب للكهولة لذلك تلقيك للامور مختلف وقراءتك للمشاهد تتباين جدا.

بعض الكتاب يمنحونك كرسي لتشاهد الاحداث من الخارج او تجلس امام شاشة سينما حينما تفتح الغلاف.. لكن هنا الامر فريد.. فأنت تُلقي في عب الدحديرة فجأة وعليك ان تتعايش مع الروائح الكريهة والانفاس المعتقة بالبيرة وعبق لفافات التبغ ورائحة الخوف والكذب والتنطع والقلق.. بين العلاقات الفاسدة وبين المشاهد الخارجة لكن بصياغة مهذبة تمنحك الفكرة دون خدش او تفسير.

الدحديرة وما بها من امراض الحياة جميعها.. من تحرش بانواعه وبلطجة وتعاطي كافة انواع الكيف وتجارة البشر ليس فقط باجسادهم بل بافكارهم وحيواتهم ربما مقابل ساندوتش فاهيتا؟! لا تتعجب فكل شئ في الدحديرة متاح وتصاعد الفساد ينبئ بالثورة لا محالة ولكن كيف ستصل الثورة لهؤلاء وماهي الزاوية التي يرون منها المستقبل وهل ستتاح لهم فرصة التنفس خارج المستنقع ام انهم سينتزعون الانفاس من كل كن حولهم ثأرا من سنوات الغرق تحت اقدام القمامة لسنوات عديدة.

الاختيار الحر ومنحة التنوع في ماتراه مناسبا لك ام انك تتماهى مع ما تجد وتقنع نفسك انه المناسب طبعا طالما انه - فقط-المتاح ؟هل ستدخل شراك الاختيار ام انك ستفضل ما تمليه عليك الظروف المحيطة والايام والاشخاص تحت تهديد السلاح او تحت تأثير الجوع والخوف والمرض ؟ الطفولة وما تحمل من احداث ووقائع يمتد اثرها لسنوات ولا يمحيها الزمن مهما طال او قصر فلحفر سن الوجع آثار لاتمحى.

❞ كان قد بدأ في كتابة الرواية وبدت له معقولة.. أقرب إلى المقدونس. لا بأس به ومنظره جميل.. لكن لا أهمية له، ولا مشكلة لو لم يكن قد وجد في العالم أصلًا. لن يفتقد أحد المقدونس أبدًا. ❝

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق