رجال في الشمس > مراجعات رواية رجال في الشمس > مراجعة Ahmed El-Kbeer

رجال في الشمس - غسان كنفاني
تحميل الكتاب

رجال في الشمس

تأليف (تأليف) 4.3
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

*** رجال في الشمس ***

لماذا لم يدقوا جدران الخزان؟

لم يخذل "غسان كنفاني" أبدًا من أراد الغوص في بحار التهجير الفلسطيني، ومعه الكثيرين، بَيْدَ أن ما يميزه عنهم؛ أنه مَعنيٌّ بانعكاسات التهجير على الشخصية الإنسانية، على العلاقات البشرية، بين أبناء التجربة من ناحية، وبينهم وبين المتفرجين من ناحية أخرى.

"رجال في الشمس" مطرقة تضرب الرؤوس بأسئلة وجودية، تظهر مع إجاباتها – إن كانت لها إجابات أصلًا – كيف ساهم التهجير في سحق الفطرة البشرية، قبل أن يُساهم في سحق الحياة المادية المستقرة.

أليس حين يشعر المرء بالخطر مُحدق، وبالأجل يدنو أكثر فأكثر؛ فإن فطرته الإنسانية تنزع إلى الحياة؛ فيستغيث، يصرخ؟!.. وطالما أنه ميت ميت، فلما لا يقاوم، لا يتشبث بالحياة؟!

أليست تلك بديهيات؟..

ما يعتبره البشر جميعًا مُسلمات، كان فيه رأي آخر، رأي مثَّله رجال "غسان كنفاني" الذين في الشمس؛ فهم لم يلجأوا إليها، ولم يقتربوا منها، لم يقاوموا.. على العكس تحجَّرت فطرتهم البشرية إزاءها.

تحجّر الفطرة؛ فمواتها، قاد ثلاثة من الأربعة رجال إلى حتفهم، و"أبو الخيزران" الذي قادهم، كان يومًا مغوارًا، فقد أعز ما يملكه الرجال فداءً وتضحية، بفقده هذا؛ فقد أيضًا فطرته، وهوى على علم من المثالية إلى الدناءة، ورغم ذلك أصر على القيادة، أصر وهو المهزوم ابتداءً.

أما الثلاثة المُقتادين، "أبو قيس" و"أسعد" و"مروان"، لم يكونوا أحسن حظًا من القائد ببشريتهم؛ فالأول وإن قادهم جثثًا إلى مكب النفايات، ولم يمنحهم حتى شرف الدفن؛ فإن ثلاثتهم عاينوا موتهم يزحف ويقترب، ولم يصرخوا أو يستغيثوا، لم يقاوموا، ولم يدافعوا عن بقاءهم.

ما هذا الصمت المُطبق؟! كيف صار قاسمًا مشتركًا بين أربعة "رجال في الشمس"، كيف وهو المعاكس لكل طبيعة بشرية؟!

ببساطة، لأنهم أبناء جِلدة واحدة، تجرعوا نفس كأس التهجير، اكتووا بذات اللهب، وصمتهم هذا على اختلافه مُحصلة "صوت ضاع طويلًا في خيام التشرد".

صوت صار يجهل الفلسطينيون جميعًا، والعرب قبلهم وبعدهم، أنه لازال موجودًا، وأنه إن دوى أسمع، وإن أسمع فعل.. لكنهم حتى "لم يدقوا جدران الخزان".

#غسان_كنفاني #رجال_في_الشمس

#أبجد #رواية

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق