ليست كل الأبواب للطرق > مراجعات رواية ليست كل الأبواب للطرق > مراجعة إبراهيم عادل

ليست كل الأبواب للطرق - رودينا موسى
تحميل الكتاب

ليست كل الأبواب للطرق

تأليف (تأليف) 3.9
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

بعض الروايات يحمل عنوانها سحرًا خاصًا،

ما إن تتعرف عليه مصادفةً حتى يصبح بمثابة "تميمة" تدعوك لفك سحره وتأثيره، والتعرف على عالمه..

هذا ما فعله عنوان (ليست كل الأبواب للطرق) الرواية الأولى لرودينا موسى، والتي جاءت مفاجأة سارة بكل المقاييس، رغم أني لست من هواة الروايات البوليسية أو التي تحمل منذ سطورها الأولى ذلك القدر من التشويق، ولكن الأمر جاء مختلفًا هذه المرة.

لم يكن الأمر مقتصرًا على جريمة قتل نسعى للكشف عن ملابساتها، ولكن وبمجرد الانخراط في القراءة نكتشف أننا إزاء عالم آخر يتنقل بسلاسة بين التاريخ المصري والحارات الشعبية وما فيها من تفاصيل تخلط الحق بالباطل، وتدخل عالم الجن والإنس معًا، لتجد نفسك متورطًا بالفعل في معرفة تفاصيل الأحداث.

استطاعت رودينا من خلال فصول الرواية المتصلة، والانتقالات بين الأزمنة والشخصيات، من أن تنسج حبكة رواية تشويق، لا يعيبها ما يعيب هذا النوع من الروايات عادة من السطحية أو الركاكة، فأنت أمام شخصيات تكاد تتعرف عليهم من تصرفاتهم ومواقفهم وكلماتهم، نتعاطف مع كل شخصيةٍ فيهم وما تعانيه من مشكلات وما تواجهه من تحديات، بدءًا بالمغلوب على أمره مصطفى عبد العال وصولاً إلى رفعت الذي يأتي ختام الرواية بصوته وكلماته ليكشف سرًا أخيرًا.

ستبقى شخصيات هذه الرواية حاضرة في نفس كل قارئ، ولعل قراءة أخرى لها، واستعادة للتفاصيل تكشف له المزيد مما لم يلحظ في قراءة أولى عابرة، وتجعله يفكّر في كيف يتحول الضحية إلى مجرم، وكيف تختم بعض الأبواب على حياة بعض الناس بمجرد الاقتراب منها والطرق عليها، لتغيّر مصائرهم ومصائر من يقتربون منهم.

هذه الرواية أيضًا من الروايات التي لايمكن – للأسف- الحديث عنها وعن تفاصيلها كثيرًا، لكي لا نضيّع على القارئ متعة استكشاف التفاصيل بنفسه، كل ما يسعنا قوله أنها رواية ممتعة وشيقة ...

شكرًا لرودينا على هذه الرواية، التي فوجئت أنها روايتها الأولى، والمكتوبة بلغة أدبية رشيقة وسلاسة واضحة، والتي تشير إلى موهبة أدبية قادمة بقوة، سينتظر كل من يقرأ روايتها الأولى ـ ولا شك ـ أعمالها القادمة، وأتمنى ألا تكون أقل جمالاً وثراءً ..

من الرواية:

كان مصطفى عبد العال يا حضرة المحقق جدارًا مصمتًا لا يمكن اختراقه لكن وحدي أنا من فعل هذا، خرج بعد السجن إنسانًا آخر مختلفًا تمامًا عن ما دخله؛ وحشية الضباط الانجليز وتعذيبهم على جسده ربى داخله دوافع التلذذ في أذية الغير، مصطفى قبل السجن كان يعالج الناس ويساعدهم بكل نية خالصة ودون أي مقابل مادي كان يقول أن هذه هبة من عند الله اصطفاه بها ولا يريد أن يفسد ثواب أعماله بالمال والتربح، لكن نسخة مصطفى عبد العال الخارج من السجن جعلته يرتكب الجرائم مستمتعًا بلذة عجيبة في قدرته على الإيذاء والشر

....................

نحنُ المعذبون في الأرض، كُتب علينا الركض دومًا وراء السراب والأمنيات المستحيلة ‫ أنت تعلم أنّي لم أختر شيئًا واحدًا في حياتي بإرادتي؛ كل الأشياء أُرغمت عليها، تعلمت قول “سمعًا وطاعة” حتى لو كان السمع والطاعة لا يتماشيان مع رغباتي

........................

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق