◾اسم الرواية : تحقيقات نوح الألفي"قضية لوز مر"

◾اسم الكاتبة : ميرنا المهدي

◾نوع الرواية : جريمة بوليسية في إطار غموض وتشويق

◾اصدار عن دار الكرمة للنشر و التوزيع

◾عدد الصفحات : ٢٩٦ صفحة على أبجد

◾التقييم : ⭐⭐⭐⭐⭐

"لو رايد الأمان، شُق اللمونة يا إنسان، وانطق اسمك، بعد ذكر السلام .... حد المطواة و ولع في المكب!!"

تستكمل الكاتبة حكاية ضابط المباحث الجنائية "نوح الألفي" بعد حادث كان هو الضحية فيه وليس المُحقِّق، لنرى حياته بعد خمسة شهور فقط، صحيح أنه مازال "نوح الألفي" ذي الحاسة السادسة و صاحب جل القضايا الغامضة الا أنه تغيَّر بعض الشيء، بعد الحادث الذي وقع له أصبح أكثر قراءة في مجال الطب الجنائي خاصة علم السموم، شغلت المشاعر جزءاً لا بأس به من حياته، والأهم هو كابوس يراوده و روح تريد قتله.

حفل في أحد الفنادق ذائعة الصيت يحضرها "نوح الألفي" و حبيبته "دليلة الجارحي"، اختفاء الراقصة الشابة منذ يوم تقريباً من غرفتها في الفندق ولا أحد يعلم أين هي، الحس الأمني ل"نوح" جعله يشعر بأن هناك جريمة تلوح في الأفق، ويالها من جريمة!!

الراقصة الشابة وُجِدت جثتها في أحد خزانات المياه في الفندق، وقد اقتربت ملامحها من الاختفاء، كاميرات المراقبة رصدت سقوطها بأعراض تشبه الصرع، التقرير الطبي اثبت وفاتها بالسكتة القلبية، رسائل تهديد على تليفون الضحية، حلم غريب بموتها غرقاً رآه والدها، موت شقيقة الضحية مختنقة، "نوح" يرى أنها اعراض تسمُّم واضحة، وكيف لا وهو أصبح من أكثر الناس علماً بأعراض التسمُّم؟! فمن القاتل ولماذا استخدم طريقة السم بالذات؟! ولماذا لم يكتشف الطب الشرعي طريقة الوفاة؟! وما الدافع وراء قتلها من الأساس؟!

"نوح، قطز" يجدان أنفسهم امام قضية من أغرب القضايا التي واجهتهم، عدد من الضحايا يُقتلوا بنفس الطريق، لا وجود لبصمات في مكان الحادث، الجميع داخل دائرة الشك، ومع مرور الوقت تزداد القضية غموضاً والسر في سُّم السيانيد والذي له رائحة اللوز المر!!

◾رأيي الشخصي :

في ثاني تجاربي مع الكاتبة المبدعة "ميرنا المهدي" والتي أيقنت تمكنها من كل أدوات الرواية بعد قراءتي للجزء الأول من السلسلة، زاد انبهاري بها خلال هذا الجزء منها، في البداية ظننت نفسي امام مجموعة من القضايا كما حدث في الجزء الأول ولكن خالفت الكاتبة توقعاتي حينما قدَّمت قضية واحدة بهذا الشكل المترابط، ربطها الجزأين ببعضهما بأسلوب سلس جعلني اعيش أحداث الرواية دون اغفال أي جزء منها، لقد نجحت الكاتبة في عرض أحداث الرواية بصورة مترابطة وبرغم تشابه طريقة القتل في كل الضحايا إلا أن تقديمها بصورة بتلك الصورة لم يدع مجالاً للملل أثناء القراءة، الجانب العلمي والطبي في الرواية كان ظاهراً وبقوة، بالإضافة إلى منطقية الأحداث بصورة فاقت الجزء الأول، اللمحة الخيالية كانت بسيطة وكذلك الحس الكوميدي خلال الأحداث كان قليلاً بعكس الجزء الأول من السلسلة، وأيضاً الي جانب الفكرة الأساسية تطرقت الكاتبة لمجموعة افكار فرعية ومن أهمها الصداقة والتي كانت متمثلة وبقوة في صورة (قطز، نوح) الصداقة الحقيقية بعيداً عن أي مصالح او تزييف، وأيضاً الحب الأخوي والذي اشبه بالفطرة الأمومية كما رأينا في (نادية)، الانتقام وما يليه من ندم وقد ظهر ذلك في شخصية (فتون)، وأخيراً أهمية الحب والمشاعر في حياة اي انسان، وكيف تكون الوحدة نقمة على صاحبها حتى ولو كانت تمثِّل له الراحة أحياناً، رواية مميزة و مختلفة لم أستطع من تركها سوى بعد انهائها كاملة، أنصح بقراءتها.

◾النهاية :

نهاية القضية فاقت توقعاتي وجاءت مناسبة للأحداث ولم تُخِّل بترابطها، اما نهاية قصة نوح نفسها كانت متوقعة بعض الشيء بالنسبة لي وقد جاءت أيضاً مناسبة لاحداث الجزأين معاً.

◾الغلاف :

جاء الغلاف مميزاً مناسباً لاحداث الرواية.

◾اللغة :

اعتمدت الكاتبة اللغة العربية الفصحى سرداً واللغة العامية المصرية حواراً، وبرغم عدم حبي للحوار العامي، إلا أنه لم يمثل عائقاً لي أثناء الرواية بل جاء مناسباً للأحداث بصورة كبيرة، وقد غلب السرد على الحوار.

◾الأسلوب :

اعتمدت الكاتبة أسلوباً بسيطاً سلساً غايته ترابط الأحداث دون أي تعقيد او ملل، إلى جانب تركيزها على تقديم الجانب العلمي بصورة واضحة يسهل فهمها، وقد برعت الكاتبة في وصف الحالة النفسية للشخصيات وأيضاً اهتمت بعنصري الزمان والمكان بصورة مميزة.

◾الشخصيات :

تعددت شخصيات الرواية كما الحال في الروايات البوليسية وكما الحال أيضاً في الجزء الأول، وقد نجحت الكاتبة في وصف وتقديم الشخصيات بصورة رائعة.

◾اقتباسات من الرواية :

📌"أعلم أنها لن تقوى على إيذائي جسديًّا، فلا قوة فيزيائية لروح الميت. لا يمكنها تحريك الأشياء أو إصدار الأصوات أو المساس بأي إنسي كما يحدث في الأفلام، ولكن فيما يتعلق بإيذائك نفسيًّا وذهنيًّا، فحدِّث ولا حرج."

📌"أعرف الجبان حين أراه، فرائحة خوفه تسبقه، وتجعل جبينه يتصبب عرقًا، وأطراف فمه تتلوى بشكل لاإرادي، والرعشة الخفيفة تسري في أصابعه."

📌"أيقنت أن الأمن في العزوة التي تحمي وتسند وتقي من غدر الأيام الثقال التي لا يهوِّن وطأتها سوى المحبين."

#تحقيقات_نوح_الألفي #قضية_لوز_مر

#ميرنا_المهدي

#دار_الكرمة_للنشر_والتوزيع

#مراجعات_هدير #قراءات_2022 #تجربتي_مع_ابجد