أقفاص فارغة
مالم تكتبه فاطمه قنديل
سيرة ذاتية للكاتبة
مهم جدا جدا
( كل ما كتبته علي هذه الأوراق ، كان مؤلما ، لكنني كنت اتعافي منه في اليوم التالي ، أشعر أنني تحررت من ذاكرة ، وأحاول أن اتذكرها مرة أخرى فتتلاشي ، كأنها تبخرت فور أن أكتبها)
امتلكت الكاتبة الشجاعة الكاملة لتروي احداث حياتها وما مرت به من آلام ومواقف صادمة من اقرب الأشخاص لها ومرور المرض والموت بأفراد عائلتها ، هروب الأقارب المعتاد في المواقف الحرجة
وصلت لدرجة كبيرة من التسامح والتصالح مع النفس لتكتب تلك الأوراق وذلك شئ لايستطيع اي شخص أن يفعله
( فكرة وجود قارئ لهذة الأوراق ترعبني ، أكثر من الرعب)
(لا اريد أن يقرأ هذه الاوراق ، لا اريد ان يتلصص علي حياتي )
( لا يمكن أن يكتب أحد دون أحد ، دون أن يشاركه شخص ما ماكتب )
( أسوأ مايمكن أن يحدث لي بعد موتي هو أن يأخذ الآخرون اقوالا مأثورة مما اكتب الان )
( يعني مش سهل الإنسان يعري حياته كده !)
دونت الكاتبة حياتها منذ ولادتها في السويس في عام ١٩٥٨ مرورا بمرحلة الطفولة وسفر الاب وتغيير المسكن ، علاقتها باخواتها اخ قريب ( الحضن الدائم ) ، اخ منعزل عن العائلة ، أب يعمل بالخارج
الأم أساس البيت و الحضن الراعي للكل ، الاذن المسمتع للجميع, بعد موت الأب تتفكك الأسرة وتتغير مجري حياتها اخ يتزوج اخر يهاجر
طفلة تكبر تصبح مراهقة تجرب الحب والقبلات المسروقة ، تدخل الجامعة تجرب العمل أثناء الدراسة ، تمر بمرحلة الزواج والفشل يأتي بعده طلاق ، العمل في أكثر من مجال ، مع الكتابة و تطور المراحل العمرية تكبر بداخلها روح الشاعر ، بمرور تلك الأحداث وتغير الأشخاص تبقي الأم هي السند والداعم الوحيد ، وتتبدل الأدوار بعد ذلك بعد أن تكبر الأم لتصبح الابنة هي السند والظهر
(المرض والموت ما أن ننطق باي منهما حتي تتلقف الصوت آذان الأثير ، لايعرف الموت والمرض شفراتنا ، ومجازاتنا ، واكاذيبنا البريئة ، يستقبلان الرسالة حرفيا ، وينفذان مافيها ، بكل دقة )
( القصائد رديئة فعلا ، وكنت أتخلص منها ، أو أكتب بعدها افضل )
( لماذا نكتب الشعر ؟! لا لشئ إلا كي نحتال علي العقبات الصغيرة في حياتنا )
تظهر بين الصفحات الكثير من الأحداث التي مرت بالبلد و التجارب الشخصية لجيل كامل من سعي لتحسين مستواه بالعمل في الخليج ، هروب الشباب لبلد اجنبي ، مشاكل الحرب وتهجير أهل القنال ، التغير في المستوى المعيشي للطبقة المتوسطة نتيجة لتغير الظروف
( كم مرة سمعت بأنني في عنق الزجاجة ؟ كثيرا بل إن حياتي كلها وكأنها لعبة انحشار دائمة في عنق الزجاجة ، أطفو كقطعة فلين ، ثم اعاود الانغمار)
اعتبر تلك الرواية أو السيرة الذاتية من أهم ما صدر في الفترة الأخيرة ومن اجمل ما قراءت ، ونتيجه لعدم اهتمامي بالشعر لم أكن اعلم عن أستاذة فاطمة شئ واشكر الفرصة السعيدة التي جمعتني بهذا الكتاب الجميل جدا الذي أرشحه للجميع