فتح بطن التاريخ > مراجعات كتاب فتح بطن التاريخ > مراجعة Mohamed Khaled Sharif

فتح بطن التاريخ - بلال فضل
تحميل الكتاب

فتح بطن التاريخ

تأليف (تأليف) 4.2
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

"لماذا يحب التاريخ أن يعيد نفسه في الدول المتخلفة؟ ببساطة: لأنه لا أحد فيها يقرؤه ويتعلم من دروسه؛ ولذلك يجد التاريخ أن من الأسهل عليه تكرار نفسه بدلاً من تكليف نفسه بتقديم الجديد."

كتاب "فتح بطن التاريخ" هو الكتاب العاشر الذي أقرأه لأحد كتابي المُفضلين "بلال فضل"، وما زال يُزيد من رصيده عندي بجدارة واستحقاق، وليس لأن "بلال فضل" يمتلك حس دعابة مُرعب، وذكي، ولكن لأنه أيضاً كاتب "موسوعي"، وتلك الصفة أضيفها للعديد من الصفات الجيدة لكتابات "بلال"، فالكتاب عبارة عن عديد من المقالات التي نُشرت في الجرائد على فترات، تتحدث عن كيف أن التاريخ يبيض نفسه، يتكرر بملل ورتابة، ولعب "بلال فضل" على تلك الوتيرة ببراعة، فكان يشرع المقال بوصف لحالة سياسية ما أو فنية، ثم بعدما تظن أنه يتحدث عن الفترة الحالية أو الماضي القريب، تكتشف أنه يتحدث عن ماضي بعيد، من زمن الماضي الجميل، ويكشف قبيحه، إذاً التاريخ يكرر نفسه فعلاً، ولكن يبدو أن المُشكلة فينا لا في التاريخ.

"ولكن آفة حارتنا النسيان."

- نجيب محفوظ

بالطبع المُشكلة فينا أننا لا نتعلم من التاريخ، لا نتعلم ولا نفهم، نُكرر نفس الأخطاء بحذافيرها، سياسياً واجتماعياً وفنياً، وحتى على المستوى الشخصي للأفراد، ستجد نفسك على مدار تاريخك، تُكرر أخطاء بعينها، ببلاهة كانت أو بغرور، ستجد نفسك قد سرت في نفس الطريق التي تعرف حتماً أنها ستجعلك تُخطأ نفس الخطأ، وتلاقي في نهايته نفس العواقب.

أهم سمة لدى كتابات "بلال فضل" هي الروح الثورية، والتي أتمنى أن لا تزول من عنده هذه السمة أبداً، يتكلم بشغف وخوف وتمني حقيقي، عن الحُرية، والقمع المتكرر الذي يحدث لها، يتكلم بحرية وجرأة، تُكلفه الكثير أغلب الأوقات، ولكنه لا يزال، رجل ذو مبدأ، لا يتخلى عنه، ولا يُطاطي رأسه، لكي تمر الأمور بسلام، والذي لو فعلها لن يُلام. أقول هذا الكلام عنه، لأنك ستلمس تلك الروح في كتاباته، تلك المرارة الخفية، والسرد ذو الدُعابة والكوميديا السوداء، الذي بعدما تضحك حتى تدمع على نُكاته، ستفكر فيها وتدمع عيناك، ولكن هذه المرة ليست بسبب النكتة أو الدعابة، ولكن بسبب ما ورائها.

بعد نهاية كُل مقال أكرر مقولة "سعد زغلول": مفيش فايدة.

وأعتقد أن أفضل شعار للمرحلة القادمة، هو ذلك الإقتباس الذي سأختم به كلامي:

"الحياة قصيرة، ولذلك لا تُساهم في تقصيرها أكثر بالدخول في مناقشات عبثية حول حقيقة الأشياء."

Facebook Twitter Link .
2 يوافقون
اضف تعليق