فيلة سوداء بأحذية بيضاء > مراجعات رواية فيلة سوداء بأحذية بيضاء > مراجعة Sylvia Samaan

فيلة سوداء بأحذية بيضاء - سلوى بكر
تحميل الكتاب

فيلة سوداء بأحذية بيضاء

تأليف (تأليف) 3.5
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

تعزية سماوية عقب النكسة وأزمة طاحنة يعقبها انتصار

مع قرب حلول شهر إبريل في شهور السنة الميلادية حيث ذكرى ظهور السيدة العذراء المتسربلة بالبهاء فوق قبة كنسيتها في شارع طومان باي بحي الزيتون.

حيث بدأت ظهورها في ٢ إبريل من عام ٦٨، كتعزية سماوية بعد حدوث النكسة كان بداية روايتنا اليوم فيلة سوداء بأحذية بيضاء العظيمة سلوى بكر، وكأن السماء تشاركنا الحزن على مفقودينا في الحرب من أبناء بواسل.

وكان مامون العفيفي مدرب سائقي النقل العام هو وخفير الجراچ أول شاهدي العيان الذين أدلوا بتصريحاتهم الرسمية.

كان ذلك الظهور للناس وكأنه نوعٌ من الخلاص، ورغبة في حياة أخرى جديدة مغايرة لتلك الحياة التي يعيشونها، وإلا فما السبب في هذا الاندفاع المحموم تجاه الكنيسة من قِبَل الجميع، الكبار والصغار، المسلمين والمسيحيين، الأغنياء والفقراء، مكتملي الصحة والعافية إلى جانب المرضى والعجزة، والذين على وشك الموت؟

بينما كان الآلاف في حالة تأهب محموم في انتظار ظهور السيدة النورانية، كانت الآمال الدفينة في الصدور تتطلب الصبر والاحتمال ومقاومة الملل طوال الوقت حتى تظهر السيدة وتحقق آلاف المعجزات.

فكانت أصوات الجموع كلَّ مساء تعلو، وهمهمات من نساء ورجال، محمَّلةً بأمنيات شتى: ميلاد طفل، عودة زوج بعد طلاق مأسوي، أو تمنِّي رجوع جندي غاب عن أهله منذ الخامس من يونيو١٩٦٧، ولم يظهر اسمُه في قوائم الشهداء، أو الأسرى.

كان الظهور وكأن العذراء تهرب إلى مصر، كما هربت إليها في ظروف مماثلة من قبل، تعبيرًا عن حزنها وألمها، وتعويضًا لنا عما فقدناه باحتلال اليهود وحرمان الأقباط من زيارة الأماكن المقدسة بالقدس وهي لفتة روحانية من السماء لها دلالتها في رفع روحنا المعنوية وتوكيدًا لرحمة الله بنا ورعايته لنا.

وبينما ندلف وسط الجموع مع عفت زين وجارتها طنط أتينا لانتظار رسولة السماء ووسط تهاليل تصدح من الأفواه مبتهجة ممزوجة بدموع وصوت مشروخ مُحمل بالأمنيات والصلوات كان أحدهم يعيق عيون عفت القصيرة القامة من رؤية ذلك المنظر البهي، حتى قررت تنبيهه بتربيتة بأناملها على كتفه ليفسح لها المجال قليلًا.

أنه هو!!

ذاك الشاب الذي أنقذها من بطش الأمن في مظاهرات الطلاب المتظاهرين، المُطالِبين بمحاكمات للمسؤولين من قادة سلاح الطيران، والمتسببين في كارثة الهزيمة.

وسريعًا تتطور العلاقة بين عفت وحسام إبراهيم الطالب بالسنة الأخيرة في كلية الهندسة.

تنتقل بنا الكاتبة الكبيرة سلوى بكر من عمارة المنشاوي وحي الزيتون لنقطن في محافظة الجيزة في منطقة فيصل وهي لاتزال مقفرة حيث كان لابد من السكنى في منطقة نائية تناسب الدخل في ظل أزمة إسكانية واضحة مع نزوح القرويين وسكان الأقاليم للقاهرة أو الإسكندرية.

وفيما كانت كرامات النفط قد بدأت تظهر سلبًا في كل تفاصيل الحياة، فالذين عادوا محمَّلين بأموال النفط وذهبه سرعان ما فرضوا مفاهيمهم وقيمهم ومبدأهم الذي صار قانونًا يسري في الحياة : "معك قرش تساوي قرش"

من ذا الذي مس علبة اللؤلؤ؟!

أيمكن أن يكون نجسًا ما يغلف اللؤلؤ والدر المكنون؟!

لنعش المأساة التي حلت بعفت التي تمارس الجمباز وتدرس في معهد التربية الرياضية.

رويدًا رويدًا تكتشف أنك لست عالق بمصير عفت زين بطلة الرواية فقط، بل عالق بمصير وطن ومجتمع تغير وتحولت مفاهميه وتبدلت قناعاته في بانوراما مجتمعية منذ أواخر السبعينات.

فما أكثر هؤلاء الذين اتصفوا بذوق شديد السخف، مفتقدين للتنسيق اللوني، وكان الجمال الحقيقي غائبًا، وكأنه نوع من استعراض الثراء، بهدف الإبهار.

وكذلك تبدلت مسألة الإحساس بالجسد. أجَّل؛ فالجمال مصدره الإحساس بالجسد.

تنتهي الرواية باغتيال الرئيس الراحل السادات وانتصار عفت وتحررها والاحتفاظ بهويتها وسط فيلة سوداء بأحذية بيضاء.

الرواية ١٢٨ صفحة

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق