أجابي - روح بلا جسد > مراجعات كتاب أجابي - روح بلا جسد > مراجعة Moustafa M. El Sayed

أجابي - روح بلا جسد - روماني لطفي
تحميل الكتاب

أجابي - روح بلا جسد

تأليف (تأليف) 4.8
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
2

حب وطب ومعجزة!

الكتاب: أجابي - روح بلا جسد

المؤلف: روماني لطفي

الناشر: دار بتانة للنشر والتوزيع

سنة النشر: 2021

الصفحات: 312

رواية "أجابي" رواية جيدة ومهمة، وجديرة بأن تقرأ بتعمق ورحابة صدر تتسع للقراءة عن الفكرة وضدها، أو الحقيقة من وجهة نظر هذا وذاك. هي ببساطة شديدة نتيجة لخلطة سحرية ابتكرها واستعملها المؤلف الروائي روماني لطفي، ليمزج ثلاثة مكونات معًا في بناء شخصية البطل الطبيب أمير، التي هي المحور الأساسي للرواية، أو هي الرواية بكاملها بالمعنى الأدق..

المكون الأول: هو قصة الحب التي نشأت بين أمير وبنت الجيران مريم. قصة حب تتبعها المؤلف منذ طفولتهما حتى السنة الأخيرة في المرحلة الثانوية.

المكون الثاني هو طالب الطب المتفوق أمير، حين أصابته ما يقول عنه الجميع: "هلاوس" أو "تهيؤات" ونحو ذلك من أعراض الأمراض النفسية. إذ ظهرت له حبيبته مريم كروح بلا جسد، هكذا يزعم عن إيمان ويقين لا يتزعزعان. بل وعاشت معه تشجعه على المذاكرة في كلية الطب، وتسديه النصائح، وتحفزه على التفوق والطموح لنيل أعلي الدرجات والمراتب.

والمكون الثالث والأخير هو الطبيب الجراح العبقري، الذي يحقق المعجزات في مجال تشخيص الأمراض وعلاجها. يساعده في ذلك روح مريم التي لا تفارقه. فقد كانت -كما يقول هو-: "هي نظارتي اللي بأقدر أشوف بيها المرض، وهي اللمبة اللي بتنور جوا المريض، ومن هنا بقدر أشخصه، وفي الحالات اللي بنعجز أننا نعرف هو عنده إيه من المشاكل هي بتعرف وتقول لي، وكمان بتقولي طريقة علاجها بتبقى ازاي، دا نجاحها هي يا دكتور مش نجاحي، هي ليها الفضل الأول والأخير.. أكيد يعني بعد ربنا..". فهو يراها المعجزة التي أنعم الله عليه بها.

هذه المكونات أو الجوانب الثلاثة لشخصية البطل تروي لنا كيف تدرجت الحياة وأحداثها بين الأمل والإحباط، بين السعادة وقسوة الأحزان.. من مآساة الفقد إلي معجزة ظهور الحبيبة.. كيف يحيا بها ومعها ليله ونهاره، وكيف يتعامل مع الناس والمجتمع، وهو يعيش مع تلك الأسطورة التي يؤمن بها رغم أنف المحيطين به وأقرب المقربين إليه.

وقد يظن القارئ أن مثل هذه الفكرة الغريبة قد دفعت المؤلف لأن يصيغ روايته في قالب من الرعب أو الفانتازيا، أو شيء من الكوميديا مثل مسرحية "حواء الساعة 12" ونحو ذلك. ولكن سيخيب ظنه مع مواصلة القراءة، إذ سيلفي طابع الواقعية الشديدة والجدية يفرضهما المؤلف على كلًا من الحوار والسرد.

وهذا ليس بمستغرب علي مؤلف يقولها للقارئ صريحة في مقدمة كتابه: مُباح لك قول رأيك في روايتي، الذي في الغالب لن أهتم به كثيرًا؛ لأنني سأكتب حتى أغرقكم بأفكاري الغريبة، وأقنعكم بها.

«حتى تقنع الآخرين بوجهة نظرك تحتاج إلى إثبات قوي».. فهو يعتبر روايته هذه إثباته القوي.

*****

من أبرز ما أعجبني في الرواية هو حماس المؤلف الشديد لفكرته؛ فكرة "الروح بلا جسد" التي يعيش معها بطل الرواية. لولا ذلك الحماس ما كانت الرواية... هذا الحماس دفعه ليبحث ويفتش في الكتب العلمية والطبية، وفي الأعمال الفنية والأدبية، ويقتبس من هنا وهناك ما يثبت صحة فكرته، ويزيدها بيانًا ووضوحًا. فهو يبذل قصارى جهده لإثبات أنها ليست هلاوس ولا تهيؤات، وكذلك إثبات آثار وجود هذه الروح علي حياة البطل وإنجازاته.

كذلك مما أعجبني عادة أصر على ممارستها المؤلف، وهي أن يختم كل فصل بعبارة قصيرة تجمع بين الحكمة وملخص أحداث الفصل، أو الفكرة الرئيسية المستنبطة. فيكتب في نهاية فصل مفعم بالأحزان: "رسائل الدعم من الله كثيرة، تخرجنا من عمق أحزاننا". وفي نهاية فصل آخر احتدم فيه الصراع حول أفكار، كتب يقول: "هناك قرارات عواقبها وجيزة، لكننا نضحي لنثبت أننا على حق".

*****

أما ما لم يعجبني فهو لغة الحوار العامية. خاصة وأن الحوار يمثل ما لا يقل عن 70% من الرواية. وكذلك لأن عامية الحوار لم تكن مبررة في كثير من الأحوال، إذ الشخصيات التي تتبادله على مستوي علمي رفيع جدًا.

وأيضًا لم يعجبني تقسيم الرواية على مستوى المراحل العمرية. فالقصة مقسمة إلى مقدمة وسبعة عشر فصلًا، وهذا التقسيم لا بأس به. أما تقسيم الرواية على مراحل العمر فينقسم إلى ثلاث مراحل: من الطفولة حتى نهاية المرحلة الثانوية، ثم مرحلة الدراسة في كلية الطب، وتشمل أيضا سنوات الدراسات العليا، ثم مرحلة العمل كطبيب. المرحلة الأولي تجاوز نصيبها من الرواية ما هو أكثر بكثير من درجة أهميتها، وفي رأيي الشخصي أجد أن هذا الأمر كان مؤثرًا إلي حد ما.

*****

رواية "أجابي" الصادرة عن دار بتانة للنشر والتوزيع، بشارة طيبة لمشروع روائي يستهل خطواته الأولي في دنيا الرواية.. فله منا كل تحية، مع الدعاء بمزيد من التميز في أعماله القادمة.

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق