ظل الريح > مراجعات رواية ظل الريح > مراجعة Abdulrahman Haddad

ظل الريح - كارلوس زافون, معاوية عبد المجيد
أبلغوني عند توفره

ظل الريح

تأليف (تأليف) (ترجمة) 4.6
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

مقبرة الكتب المنسيَّة والرجل عديم الوجه

تأخَّرتُ كثيراً جداً .. لكني وصلت بالنهاية !

لا أذكر بالضبط كم عدد الأشخاص الذين نصحوني بضرورة قراءة ملحمة الكتب المنسيَّة، ولا أذكر كم مرَّة قرأت الفصل الأول ثُمَّ أغلقتها مُتحجِّجاً أن الأسماء صعبة (وهي كذلك فعلاً) لكن الآن وبعد أن أنهيتها بتُّ أعرف أنني تأخرتُ كثيراً جداً بلا أيِّ سبب .. نعم هذه من نوع الأعمال التي ما إن تُنهيها حتَّى تقول في نفسك: وين هالرواية من زمان؟

"هذا المكان سر يا دانيال، إنه معبد، حرم خفي، كل كتاب أو مجلد هنا تعيش فيه روح ما، روح من ألفه وأرواح من قرؤوه وأرواح من عاشوا وحلموا بفضله؛ وفي كل مرة يغير الكتاب صاحبه، أو تلمس نظرات جديدة صفحاته، تستحوذ الروح على قوة إضافية."

بعدَ حقبة الحرب الأهليَّة الإسبانية، والتي كنتُ أجهل عنها الكثير قبل هذه الرواية، اصطَحب سيمبيري الأب ابنه دانيال إلى مكتبة سريَّة تُدعى مقبرة الكتب المنسيَّة، وجرت العادة هناك أن يقوم الزائر في أوَّل مرَّة باختيار كتاب ما وتبنِّيه والاعتناء به. وهكذا اختار دانيال رواية “ظل الريح” لمؤلِّفها خوليان كاراكس الذي يكتنفه الغموض، ولم يكُن يعلم أنَّ روح من ألَّفه صارت مُصاحبة له.

"ذات يوم، كان أحد زبائن المكتبة يقول: «لا شيء قادر على التأثير في القارىء أكثر من الكتاب الأول الذي يمس القلب حقاً، إذ أن صدى الكلمات التي نظن بأننا نسيناها يرافقنا طوال الحياة، و يشيد في ذاكرتنا منزلاً سنعود إليه عاجلاً أم آجلاً. لا يهم حشد الكتب الأخرى التي سوف نقرؤها. ولا عدد العوالم التي سوف نكتشفها، و لا حتى مقدار الأمور التي سوف نتعلمها ثم ننساها». أما بالنسبة إليّ، فسيبقى ذلك هو الكتاب الذي أنقذته من ظلمات مقبرة الكتب المنسيَّة."

وهكذا بمرور الوقت، يستحوذ ظلّ الريح على حياة دانيال، مما يجعله يبدأ في طرح الأسئلة حول الكاتب خوليان كاراكس، حيث أن هناك أحدٌ ما يُحاول التخلُّص من جميع أعماله وكُتبه ومحو كل أثر له .. إنَّها قصَّة حب وكراهية وأحلام وأمنيات الشباب، جميعها في ظلِّ الريح.

عندما انتصفت بالقراءة، أدركت أنني أمام رواية عظيمة، هذه أوَّل تجربة لي في الأدب الإسباني وأول تجربة مع كارلوس زافون، وفوراً بعد أن انتهيت من الكتاب صار زافون هو الكاتب المفضل الثاني بالنسبة لي بعد هاروكي موراكامي. وقد كان اختيار هذه الرواية بعد توقُّفني عن قراءة الروايات لسنة كاملة اختياراً موفَّقاً سيجعلني أرغب بإكمال قراءة هذه الرباعية والعودة لعالم الروايات.

أحببت هذا الكتاب لدرجة أنَّي أشعُر بحنين الآن لتلك الشخصيَّات التي تركتُها فيه، ورغم أن الشخصيات كثيرة، أعني أنها كثيرة جداً جداً، إلا أن زافون أعطى لكل شخصيَّة حقها وجعل القارئ يرتبط معها بالمجمل .. إنه من النوع الذي ما إن تنهيه حتى تشتاقه، وعندما تحاول الحديث عنه ستخونك الكلمات .. لكن ها أنا ذا أحاول ..

لقراءة المرجعة بالكامل عبر هذا الرابط: ****

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق