رواية #أنثى_موازية 📚 #علي_سيد_قطب ✍🏻

《الذاكرة، تخذلنا وقت الاحتياج لها.》

إذا رأيت فيديو مصور لفتاة ترقص شبه عارية، لكن دون أن تكشف وجهها، ما هي أول فكرة ستخطر لك ؟

هل يصل الإنسان لأعلى مراحل اليأس و الإحباط، فيستطيع المضي قدماً محتفظاً بمبادئه، أم أن التغيير حتمي، والانحراف أمر واجب؟!

تُرى هل لكل انحراف سبب سلبي، أم أنه في كل الحالات اختيار نابع من داخل الشخص نفسه؟

تتبع الرواية حياة "عبير" شابة عادية من أسرة عادية، لديها أحلام معقولة لكنها لا تستطيع تحقيق أي منها، من يأسٍ الى آخر و من خسارة عزيز إلى آخر تحاول عبير تغيير أهدافها و التأقلم على واقعها.

و في خلفية حكايتها ينقل لنا المؤلف مقتطفات من واقع مصر و الوطن العربي على مدار عشر سنوات هي مدة الحكاية، بدايةً من دخول أمريكا العراق ٢٠٠٣ مرورًا بثورة يناير.

تعكس لنا الرواية واقع فتاة مضطربة في وطن أكثر اضطرابًا..

الانتقال من حدث سيء لآخر اسوأ، ومرور اللحظات السعيدة، أو لنقُل، اللحظات الجيدة سريعة خاطفة بين الأحداث المظلمة، أكثر ألماً من عدم وجودها، فهي تضفي أملاً كاذباً، يستحيل تصديقه بعدها وان كان حقيقة.

~ الفكرة: اجتماعية، نفسية فيها تعرية للواقع من حيث حياة المرأة فيه و تعامل المجتمع معها في أكثر من مرحلة.

~ الحبكة: جيدة جداً، سارت الأحداث بتصاعد مترابط أدى إلى النهاية المتوقعة بعد كل تلك العثرات والعقد.

~ الشخصيات: جميعها تدور حول الشخصية الرئيسية، و كانوا جميعا سبباً فيما وصلت إليه.. لم يتطرق الكاتب للوصف الشخصي التفصيلي شكلياً، كما أنه كعادته يجعل التقلبات النفسية، الأفعال وردودها هي محور الحدث.

~ اللغة: عربية فصحى للسرد، عامية للحوار رغم ندرته.

~ العنوان و الغلاف: العنوان مناسب جداً، جداً، الغلاف غير مفهوم لكن ستضح فكرته بعد القراءة قليلاً، إلا أن الألوان تبقى غير مناسبة.

~ النقد: * في بعض المواضع تداخلت العامية بالفصحى.

* العمل ككل .. محبط، مؤلم، ولا يحمل أي بصيص من الأمل. حتى النهاية تحتمل عدة تأويلات، بعدة سيناريوهات، جميعها، وجميعها على الإطلاق ليست جيداً ولا تعتبر خياراً لبطلة الرواية وإنما هي في أحسن حالاتها، أخف الأمرّين.

الرواية متعبة نفسياً، تحمل كم كبير من الألم .. لكنها معبرة و جداً.

* عدد الصفحات: 128 صفحة.

* مدة القراءة: ساعة ونصف.

* التقييم: 4/5

القراءة الثانية للكاتب، أجده واقعياً يصور النقاط السوداء في المجتمع دون تزييف، أو إيهام باحتمالية الوصول لنهاية سعيدة. لا تعجبني السوداوية المحبطة التي تطغى على الأعمال، لكن يعجبني الأسلوب الفلسفي، المقنع والقريب من النفس.

بالتوفيق للكاتب .. دمتم بخير ♡