الحي الإنجليزي > مراجعات رواية الحي الإنجليزي > مراجعة Sylvia Samaan

الحي الإنجليزي - حماد عليوة
تحميل الكتاب

الحي الإنجليزي

تأليف (تأليف) 3.5
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

الحي الإنجليزي

بانوراما مجتمعية لحي المعادي في الربع الأخير من القرن الماضي.

تميل النفس البشرية بطبيعتها إلى الكمال، ورغم أنها لم تنشده يومًا، إلا أننا ومع ذلك فنجدها تنظر بتقزز واشمئزاز لكل عوار.

ولأن تقديم الحلول ليس من مهام الفنون ومن بينها الأدب؛ فكانت الرواية بمثابة كشافًا يلقي بضوئه على نماذج بشرية ليس بالضرورة أن تحيط بدائرتك الضيقة لكن في ذات الوقت لا ينفي أبدًا تواجدها، فكم بالحري أن تَمسّك وتمس دائرتك بسوء نظرًا فقط لأنك تعترض على تواجد مثل تلك النماذج أو تنفي تواجدها بدعوى أن مجتمعنا لا تشوبه مثل هذه الشوائب التي تخرب النفس والروح.

تبدأ الرواية بعودة سِريا توم نيكسون، ابنة عالم الآثار «هوارد مورس» إلى مصر بعد فترة غياب قد طالت، إلا أن عشقها لمصر والمكان الذي ترعرعرت به حيث شبت في شوارع المعادي -الحي الإنجليزي أو الحي اليهودي لكثرة توافد كبار أسر اليهود للسكنى به- حين سكنت ڤيلا سوارس، والتي آمنت بأن جميع الأطفال متساوون في الذكاء؛ ليس هناك طفل غبي وطفل ذكي، ولكن هناك بيئة تبني وبيئة تهدم، تعليم جيد وتعليم سيئ.. هذه هي الحقيقة وشعورها بأنها إنسانة حرة، والإنسان الحر هو من يفكر في مصير الآخرين، فقامت بتجديد الڤيلا بعد سنوات من الإهمال التي أودت بخراب ليس بالهين وقد أصابها لتقيم بها رابطة للمغتربين الأجانب بالقاهرة في عام ١٩٨٠ بمعاونة كلًا من آرون رود الصحفي الأمريكي، كارل هوفمان المصور اليهودي البولندي، الأمريكي ريتشارد وينسون الذي كان يعمل مدرسًا بالمدرسة الأمريكية، فيليب أنطوان الذي يعمل في قسم الترجمة بالجامعة الأمريكية والذي ينحدر من أصول لبنانية، وأخيرًا مدام ڤاليري الطاهية التي أتت بديوانا القادمة من جنوب أفريقيا

وقد اتفقوا سويًا على تقديم المأكولات والمشروبات الروحية والعصائر لتقديم العون من العائد للمعوزين وتقديم وجبات ساخنة وتعليمهم حرف يدوية بسيطة تساعدهم على العيش بكرامة.

تغير الحال بعد عدة سنوات بتحريض من خفافيش الظلام الذين دائمًا ما يرتبط لديهم تقديم العون للبسطاء بخطة ما تُحاك ضدهم، عانت سريا في إثبات طيب النوايا وكان آخرها موائد الرحمن في شهر رمضان المبارك.

لم تعاني سِريا من التحريض ضدها فقط، فقد نهشها سرطان ظل يتزايد ويتزاحم مع خلايا دمها الطبيعية لتصاب بإنهاك فضلت على إثره السفر من جديد لأمريكا للراحة، إلا أن المرض قد تمكن من الفتك بها وقد أودى بحياتها.

مع توافد أهل الخليج وجيل جديد من القاطنين يتغير الأمر كثيرًا رغم غوص الڤيلات والبنايات وراء غابة كثيفة من الأشجار وهدوء شوارعها وخفوت الإضاءة إلا أن الشر يقبع بين جنباتها

في شذوذ وطموح وغايات قبيحة.

السفارة في العمارة، عذرًا !! لم أقصد الفيلم بل قصدت القنصل الإسرائيلي الذي سكن عمارة لا أعلم إن كان لحسن الحظ أم لسوءه أن تجتمع بتلك العمارة كل هذه النماذج البشرية التي تنز قيحًا وصديدًا!

كم من مرة شاهدت فيلم وقد أثنيت على الممثل القائم بالدور فقط لأنه جعلك تكرهه وسرعان ما تشعر باشمئزاز أو رهبة أو تقزز حين يظهر أمامك حتى بدون أن يتفوه كلمة واحدة!

في هذه الرواية ستكره نواف الرشيدي، كره مصحوب بتقزز ووجه متغضن، نواف الرشيدي الذي ما وطأ أنثى إلا ليسحق أنوثتها وكرامتها بممارساته الشاذة.

فماذا تنتظر من رجل قد أهين من مدرس صفه حين كان طفلًا جميلًا بضًا في جمال الإناث فأقسم نواف أن ينتقم من كل امرأة اشتهاها حتى وإن كانت زوجته التي أصاب فطرتها وروحها بتشويه لا أعلم إن كانت ستشفى منه يومًا، ولا رحم من هربت من البوسنة الحاملة على جسدها ويلات وبصمات عار الحروب على النساء.

لم تكن ليلى فتيمر ضحيته الوحيدة، فهناك داليا محمد عبد المقصود، ولداليا حكاية، ولمديحة أختها حكاية أخرى ولأخاهما سعيد حكاية تعددت فصولها ولسميرة أمهم حكاية، فتتداخل تلك الحكايا لتنسج مصائر حتمية لكلًا منهم.

أتعتقد أن هذه هي فقط الشخصيات الرئيسية للرواية؟!

لا، فالرواية لم تقتصر على بطل أو بطلة فكل شخصية من شخصياتها لعبت دور البطولة في حيزها ومكانها.

فهناك يودا رئيس الحرس الإسرائيلي، دكتور عبد الجواد، حسان النخيلي، عبد الكريم العبيدي، الشيماء، إيمان عابد، هيو لارس، زاهر، كلير، عزيز موسى، خريستوف، موريس إبراهيم، سيمون، ناهد راشد، سمير دانيال، مدام اندرا، والكثير من الشخصيات التي مرت مرور حتى وإن بدا بسيط إلا أنه مؤثر.

الرواية بمثابة تأريخًا، لا لحي المعادي فقط، بل لمجتمع ظل ينحدر بعد أن أصاب نواته العطب فأصاب المجتمع خلل.

الرواية غير مناسبة مطلقًا لليافعين نظرًا لفجاجة التصوير ووضوح الألفاظ حيث لعب الجنس المحرك الرئيسي لسلوك الأبطال؛ فمنهم من استعمل الجنس كوسيلة للانتقام والتشفي، ومنهم من استعمل الجنس لفرض السيطرة، وهناك من لجأ للجنس لنوال النعم حتى لو عن عدم استحقاق، ومنهم من لجأ للجنس كسلعة تدر المال الوفير، وهناك من استعملت الجنس كوسيلة لتحقيق الطموح.

وإن كنت أرجح تفعيل التربية الجنسية للطلاب حتى لا يصبح مصير فتاة مشابه لمصير زوجة نواف فقط من أجل واجب إرضاء الزوج!

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق